يترقب المراقبون في الدور الرابع والأخير الذي دخله المعينون والمنتخبون أمس معركة انتخابية ملتهبة شبيهة بـ "معارك الوجود"، إذ من المتوقع أن يحول بعض أعضاء الغرفتين "القبة" وطيسا حاميا يقاتلون فيه من أجل "البقاء"، فالنواب سيبحثون عن اللباس الذي يحب الناخبون أن يرونهم به، والشوريون سيبحثون عن الزي الذي تحب الحكومة أن تراهم به. المواطن الذي ترتفع "بورصته" كلما اقتربت الانتخابات، والذي هو "بائس فقير" طوال السنوات الثلاث الماضية هو الذي سيقوم بدور "المشاهد" لـ "الفيلم" الذي سيبدأ عرضه خلال هذا الأسبوع على شاشة مجلس النواب، والذي ستكون "تذاكره" مجانية لعموم أفراد الشعب، وهو الذي سيحكم ما إذا كان "الفيلم" واقعيا على طريقة الأفلام الإيرانية، أم عاطفيا على طريقة الأفلام العربية، أم خرافيا على طريقة الأفلام الهندية. البساطة التي يعيشها عوام الناس لن تحول بينهم وبين معرفة ما إذا كان الموقف "دعائيا" أم "حقيقيا" فالسنوات الثلاث الماضية كانت كافية لجعل الصورة واضحة، كافية للتفريق بين المواقف الوطنية وغيرها، والمواطن قادر على رؤية المواقف الحقيقة المختبئة خلف "المكياج" الذي يغير ملامح الوجوه، فيظهر القبيح حسنا، والأسود أبيض. لابد أن يتوقف الناخب عند أمر جد مهم، وهو أن الموقف المشرف للنائب ليس صراخا عاليا يزلزل القبة من فوق الجالسين تحتها، وإنما هو "صوت" مؤثر في القرار الذي يخرج من تحت أنامل النواب عندما يصوتون بـ "نعم" أو "لا" لقرار ما، وما أكثر الضجيج عندما ناقش النواب موضوع هيئتي التقاعد والتأمينات، فمنهم من رهن "عباءته" ومنهم من "انسحب" ومنهم من "بح صوته"، وكل ذلك الصخب والغضب تحول إلى سكون وسكينة عند التصويت على التقرير الذي لم يدن الوزراء، ليكون ذلك دليلا صارخا على أن الموقف الشجاع ليس أمام مكبرات الصوت وعدسات الإعلام، وإنما أمام زري "نعم" و"لا"
العدد 1122 - السبت 01 أكتوبر 2005م الموافق 27 شعبان 1426هـ