العدد 1122 - السبت 01 أكتوبر 2005م الموافق 27 شعبان 1426هـ

ودارت الأيام

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

كان موظفا كبيرا في وزارة كبيرة جدا... كان المسئول الإداري الأول وبيده كل شيء... ساعد الكثير من الناس ماديا وإداريا ولم يتسبب في الضرر لأي من الناس... ساعد في توظيف الكثير من الذين يملكون الآن المناصب المهمة في المملكة... عمل بجد وفير وضغط كبير حتى تعب قلبه ومرض... وبعد السنين الطويلة في خدمة البحرين بكل صدق وأمانة تقاعد من عمله حتى يجد المتنفس لكي يرتاح قلبه من هموم الدوام وطلبات العمل... ومرت الأيام.

في الإسبوع الماضي التقيته في أحد المقاهي الجميلة إذ يجتمع المتقاعدون في ساعات الضحى لتمضية الوقت قبل وجبة الغداء، وبعد السلام والجلوس مع الأصحاب الكرام أدخل صديقنا يده في جيبه وأخرج قصاصة من الورق (وسلمني أياها) مكتوب فيها مقطع من قصيدة تقول:

نســــــى الطين ســـــاعــــة أنـــه طـــــــين حقـــــــــــــير وعربـــــــــد

وكسى الخز جسمه فتباهى وحوى المـــال كيســه فتمــرد

يا أخي لاتشح بوجهك عني ما أنا فحمـــة ولا أنـــت فرقـد

يا أخي أنـــت من ثــرى وإليه فلماذا يا صاحبي التيه والصد

قرأت القصيدة وسألته عن السبب في حملها في جيبه... فأخذ الكثير من الهواء ثم تنهد وقال: بعض ممن خدمت معهم أصبحوا موظفين كباراً جدا في وزارات الدولة و مشهود لهم بالكفاءة في العمل ولم ينسوني... وبعض ممن خدموا تحت مسئوليتي أصبحوا موظفين كباراً جدا في وزارات الدولة ومشهود لهم بالكفاءة في العمل ولم ينسوني... ولكن بعض ممن وظفتهم سابقا أو سعيت لتوظيفهم في وزارتنا الموقرة وأصبحوا الآن موظفين كباراً جدا في وزارات الدولة نسوني ويرفضون حتى مقابلتي، وقد كتبت لهم الرسائل الكثيرة التي أطلب فيها فقط مقابلتهم ، ولكنهم مع الأسف حتى الرد بنعم أو لا يبخلون به عليّ، وهذا المقطع من القصيدة ينبه هؤلاء والذين على شاكلتهم بأن دوام الحال من المحال وأنه لو دامت لغيرك لما وصلت إليك وأن الدوام لله فقط، أما الإنسان فهو من الثرى وسوف يكون مصيره الثرى ولن تبقى إلا أعماله ، أما الدايم فهو وجه الله عز وجل.

إبتسمت في وجهه وقلت: أطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها متأصل ولاتطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشر فيها متأصل... لقد كنت في يوم من الأيام موظفاً كبيراً وكانت هذه الشخصيات فقط تطلب مقابلتك أما الآن فقد دارت الأيام... قال لي: لو كنت أعلم بهكذا منهم لعملت كذا وكذا لهم... فنظرت إليه وقلت: يا زميل العمل السابق ويا صاحبي الآن لين فات الفوت ما ينفع الصوت... قال لي ما معنى هذا ؟.. قلت له: معناه فات الميعاد...

في الختام:

أتقدم بالشكر الجزيل إلى أخي العزيز محمود محمد العباسي على مشاعره الجميلة تجاهي وأبلغه أن الكلمات التي سجلها لي على هذه الصفحة في يوم الخميس الماضي لقيت عندي الكثير من الصدى والود المتبادل وأحببت أن أتصل به هاتفيا لأشكره إلا أنه لايوجد لدي رقم التليفون... لذلك أطلب منك يا أخي محمود الإتصال بي على هاتفي لكي أقوم بالواجب تجاهك... أكرر لك شكري

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1122 - السبت 01 أكتوبر 2005م الموافق 27 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً