اختتم مؤتمر «الشباب والريادة» الذي أقامه مركز البحرين الشبابي التابع إلى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مساء أمس فعالياته وأنشطته التي انطلقت يوم أمس الأول بقاعة مرمريز 3 مقابل مجمع البحرين التجاري إذ أكد المؤتمر أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، وخصوصًا أنها توفر بيئة عمل ملائمة للكثير من المواطنين، كما تنمي وتطور المناطق النائية.
فقد قال الأمين العام لجمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية علي ميرزا: إن «90 في المئة من المشاريع حول العالم هي مشاريع صغيرة!»، لافتاً في ورقته التي قدمها في المؤتمر إلى أن «المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي مجموعة فرص وظيفية للعديد من الفئات، وتتجاوز تلك التي تطرحها المشاريع الكبرى».
وتطرق ميرزا إلى طبيعة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، معززًا ذلك بتناول عميق لخصائص ومميزات هذه المشاريع، وخصوصًا أنها تحتاج إلى رأس مال متواضع وتعتمد في إنتاجيتها على الموارد المحلية الأولية، كما أنها مكملة للمشاريع الكبيرة ولا تنافسها. من جهته، تناول عبدالرحيم فخرو لدى مشاركته في المؤتمر في ثاني يوميه، (أمس) «أخلاقيات رواد العمل» متطرقًا إلى النظريات الأخلاقيات المختلفة، من بينها «نظرية المنفعة» التي يتحدد فيها مقدار الخدمات التي ينالها الفرد في المجتمع بحجم ما يقدمه الفرد ذاته لمن حوله، وقد أسهب فخرو في تناول النظرية الأخلاقية الإسلامية تحت عنوان: «نحو أخلاقية إسلامية»، مبينًا أنها الأشمل والأصلح للمرء باعتبارها سبيلاً للنجاح.
كما تضمنت المحاضرة أدوات عرض متعددة من بينها فيلم قصير إلى جانب مجموعة من قصص النجاح لرواد أعمال بحرينيين، بدأوا مشوارهم بدعم من بنك البحرين للتنمية.
أما عن دور برنامج تمكين في دعم مشاريع ريادة الأعمال بمملكة البحرين؛ فقد تحدث عنه منسق المشاريع في البرنامج عمار عواجي، مبيناً أن «تمكين تدعم الاقتصاد البحريني من خلال دعمها مشاريع رواد العمل البحرينيين عن طريق عمل اتفاقيات مع مؤسسات مالية مختلفة في البحرين ومنها بنك البحرين للتنمية». وأضاف «نحن نعمل جاهدين على عمل موازنة بين تطوير المؤسسات الاقتصادية في القطاع الخاص وتطوير الإنسان البحريني وتمكينه علميّاً لتولي مناصب قيادية في القطاع الاقتصادي».
وقد استعرض مدير معهد المشرق العربي للتدريب إبراهيم رضي برنامج الصحة والسلامة المهنية الذي يقدمه المعهد بالتعاون مع برنامج تمكين داعيًا إلى المبادرة بالتسجيل في البرنامج لما يحمله من فائدة كبيرة تعود على المتدرب.
وقد أقيم معرض للشهادات الاحترافية على هامش المحاضرة في دعوة مفتوحة للراغبين في الانضمام إلى البرنامج ومعرفة طبيعة البرامج والعروض التي تتيحها تمكين لجميع الفئات العمرية. ولخص المؤتمر في وقت لاحق من اليوم ذاته مجموعة التوصيات الموجهة إلى المؤسسات الاستثمارية والشباب، إذ وجّه رئيس اللجنة العليا علي شيبوه دعوة إلى المسئولين للتعاون مع الشباب، معربًا عن الحاجة الماسة إلى الشراكة ما بين المؤسسات كافة لتكاملها وتقديم الدعم للأفكار وإطلاع الشباب على الخطط المستقبلية واحتياجات سوق العمل.
يشار إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي بالتزامن مع أسبوع الريادة العالمي الذي يصادف وقوعه الأسبوع المقبل بحضور العديد من النواب والاقتصاديين والخبراء في مجال ريادة الأعمال والاقتصاد المحلي وذلك لبحث قضايا المشاريع المالية وتكوين قاعدة ثقافية وفكرية عن التوجهات النهضوية لمملكة البحرين ودور الشباب في تشكيل الركائز الأساسية للخطة الاقتصادية 2030م.
وعلى مدى يومي إقامة المؤتمر شارك ما يقارب 300 شاب وشابة ناقشوا مواضيع المؤتمر وشاركوا في المعارض والفعاليات المصاحبة للحدث.
قسّم مؤتمر الشباب والريادة في ختام جلساته توصياته إلى عدة محاور كان أهمها ما يتعلق بالمؤسسات والمنظمات المشاركة، إذ جاء فيها: إعداد حملات تسويقية لحث الشباب البحريني على الاستثمار في قطاع الأعمال، الترويج بشكل أكبر للتخصصات التي يحتاجها سوق العمل والبرامج الجديدة في كلية البوليتكنك، إعداد دراسة لاحتياجات السوق وحث الشباب على الاستثمار في القطاعات التي تواجه نقصا فيها، إطلاع الشباب البحريني الراغب في الانخراط بقطاع رواد الأعمال على تجارب الدول الأخرى، زيادة عدد حاضنات الأعمال لدعم أكبر عدد من الشباب البحريني، تعميق الشراكة بين مختلف المؤسسات المهتمة بريادة الأعمال وتكاملها في سبيل تحقيق الأهداف، تقديم نسخة من البرامج الخاصة بريادة الأعمال باللغة العربية وذلك لجذب أكبر عدد ممكن من الشباب البحريني الطَّموح.
أما التوصيات المتعلقة بالشباب البحريني، فجاء فيها: الحرص على حضور الفعاليات والأنشطة التي تقيمها الجهات الداعمة لبرامج ريادة الأعمال، كالبرنامج التمهيدي لرواد الأعمال الذي يقيمه بنك البحرين للتنمية بالتعاون مع اليونيدو، الاطلاع عن قرب على خطة 2030 كونهم المستهدفين منها، البحث أكثر عن مفهوم ريادة الأعمال والاستفادة منه في التطبيق العملي، تعزيز الدافعية والاستمرارية والجد والجرأة والطموح مع الاهتمام بالإبداع والتطوير الذاتي حيث أن ذلك من أهم عوامل نجاح رواد الأعمال، التعرف على الشهادات الاحترافية والسعي للحصول على ما يناسب طموحك وأهدافك منها لتحسين وضعك المهني من جانب واكتساب المهارات اللازمة للبدء بمشروعك الخاص كرائد أعمال من جانب آخر، وكذلك التعرف على البرامج التي تقدمها تمكين لدعم رواد الأعمال والمؤسسات التجارية، الاطلاع والبحث في تجارب الآخرين لتعزيز المعنويات والاستفادة من الإنجازات وتجاوز الأخطاء والسلبيات، البدء حالا بصياغة خطة عملية لفكرتك الإبداعية للانطلاق نحو النجاح في التطبيق والريادة.
وبشأن ما يخص مركز البحرين الشبابي، فجاء في التوصيات: زيادة اهتمام المركز بقطاع إدارة الأعمال من خلال تكثيف المحاضرات المتخصصة وورش العمل الاحترافية التي تستهدف الشباب، العمل على تأهيل رواد الأعمال من بالاستفادة من حضور وتجارب أقرانهم رواد الأعمال الشباب، تخصيص جزء من جهود الإعلام الإلكتروني للمركز في سبيل تحقيق أكبر قدر ممكن من تبادل المعلومات بين الجهات المتخصصة الرسمية وغير الرسمية وبين جمهور الشباب، تشكيل لجنة خاصة لدعم الشباب المقبلين على سوق العمل لتوجيه الشباب لأفضل الخيارات وللاستفادة من كل أشكال الدعم الذي تقدمه الجهات المختصة، تعيين ممثل من المركز يهتم بإيجاد أسس التواصل وتعزيزها مع الجهات المختصة كمجلس التنمية الاقتصادية وبنك البحرين للتنمية، زيادة الفعاليات المشتركة بين المركز وبين كل الجهات المتخصصة والذي منها «مؤتمر الشباب والريادة»، العمل على تبني الأفكار الشبابية الاستثمارية والدفع باتجاه دعمها من قبل المؤسسات المختصة
العدد 2984 - السبت 06 نوفمبر 2010م الموافق 30 ذي القعدة 1431هـ
موفقين
وإن شاء الله الناس تحصل وظائف .. وتتنمى بلدتنا الحبيبة ...
أحبكِ يابحرين .. ولا أرضى بتخريبكِ سواء بتهميش أو تجنيس أو غيرها .!