لا أخفيكم سراً عندما أرى إنجازاً كاريكاتيرياً إلى أي رسامة كاريكاتير عربية كانت أو غير عربية، ينتابني السؤال نفسه وبإلحاح من جراء ما أراه في المجتمع: رسم الكاريكاتير هل هو فن ذكوري مقتصر علينا (نحن معشر الرجال)، أم أنه فن خاضع للسيطرة الأنثوية أيضاً كما هو الحال في الفنون التشكيلية من رسم وخط؟
فلا أكاد أصل إلى جواب حتى أتذكر النماذج الجيدة من رسامات الكاريكاتير التي أعرفهم بالاسم تارة والتقيت بعضهن تارة أخرى.
وينتابني شعور المجتمع الذي إن لم يرفض وجود رسامة الكاريكاتير من حيث المبدأ، ستراه يستغرب جداً من وصول اسم إحداهن إلى مسامعه!
هل هذه الصفة الممنوحة إلى رسام الكاريكاتير هي لكون سمعته الشرسة التي يمكننا أن نسمّيها، كالهجوم بشراسة والتعليق بسخرية وطرح الموضوعات بشكل موصوف بأنه جريء، وهذه الصفات لا تقتصر إلا على الذكور!
وهل إذا أتانا يوم تعتدل يه سمعة الكاريكاتير، أو وصفه بالأحرى ليكون ناعماً ليناً أنيقاً... سوف يتحول هذا الفن المشاكس إلى فن أنثوي!
ولكن السؤال الذي يراودني أصلاً، لماذا يفرض المجتمع أعرافاً على فنون ويعطيها هذه التقسيمات الذكورية والأنثوية، ويحيّرنا... فهل سيأتي اليوم الذي نحتفل فيه عندما نكتشف من أن هناك فرداً (ذكراً) رسم رسماً ونشره... الله يستر!!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2983 - الجمعة 05 نوفمبر 2010م الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ