العدد 2983 - الجمعة 05 نوفمبر 2010م الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ

الحج مؤتمر إسلامي يجمع ملايين المسلمين من مختلف دول العالم

أملوا في برامج حكومية وبرلمانية تلبي احتياجات المواطنين... خطباء الجمعة أمس:

ركّز خطباء الجمعة في خطبهم يوم أمس، الحديث عن موسم الحج، وفضائله، وما يمثله من تجمع إسلامي كبير، معتبرين أنه مؤتمر إسلامي يجمع مئات الآلاف من المسلمين، من مختلف دول العالم.

وأكدوا أن الحج له من الكثير من الآثار الاجتماعية الإيجابية، المتمثلة في اجتماع المسلمين، توحدهم كلمة التهليل، واللباس الأبيض.

كما تحدث عدد من الخطباء عن الانتخابات النيابية والبلدية، والتعيينات الوزارية الجديدة، آملين أن تتخذ الحكومة برامج ومشاريع تلبي احتياجات المواطنين، مطالبين النواب والبلديين الفائزين والخاسرين منهم، بالتواصل والألفة فيما بينهم.

وفي موضوع الحج، ذكر إمام وخطيب جامع كرزكان الكبير الشيخ عيسى عيد، أن هناك أبعاداً عدة تتمثل في شريعة الحج، أولها «البعد الاجتماعي وما يتركه الحج من آثار على كثير من القضايا الاجتماعية، ما يصبغها بالصبغة الشرعية، ويعالجها بما يتناسب والأحكام الشرعية، ما يبلور اهتمام الإسلام بها».

وأفاد عيد بأن «البعد الاجتماعي في الحج أيضاً يتمثل في محاربة الطبقية واعتبار الناس سواسية في الحقوق والواجبات، ويتضح ذلك من خلال اللباس الموحد لكل المسلمين، حاكمهم ومحكومهم، غنيهم وفقيرهم (...)».

ولفت إلى أن الحج يؤكد وحدة المجتمع، إذ أكدت التشريعات الإسلامية وحدة المجتمع ورص صفوفه، من خلال النصوص القرآنية والأحاديث، والحج واحد من تلك الممارسات التي تؤكد وحدة المجتمع وتقويها».

وأشار إلى أن الحج «أكبر ملتقى إسلامي على مستوى العالم الإسلامي، إذ يلتقي المسلمون على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم وثقافاتهم وهم يحملون شتى القضايا والهموم والمشاكل، فتتلاحق الأفكار،ويتبادلون التجارب والحلول، فيرجعون وقد استزادوا ثقافة ووعياً».


الحج حشد من الشعائر التوحيدية

وفي موضوع الحج أيضاً، اعتبر إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى أحمد قاسم أن «أكبر ما يميز أمة الإسلام كونها أمة التوحيد، وكل مميزاتها الأخرى منبثقةٌ من هذا الأصل، وكل العبادات في الإسلام توحيدية تنأى بعقل الإنسان وقلبه وحركته وعلاقته عن الشرك، وتنفصل به عن خطه وخلطه».

ووصف قاسم الحج بأنه «حشدٌ من الشعائر والمناسك التوحيدية التي تجمع حشداً هائلاً من مختلف شرائح الأمة ومستوياتها وأقطارها على صعيدٍ واحد في ممارستها، تمثيلاً للأمة بكاملها في مكانٍ واحد وزمنٍ واحد وزي واحد متواضع، في عبادةٍ مشتركةٍ خالصةٍ لله وحده»، مبيناً أن ذلك «تأكيد لهويتها التوحيدية التي لا تقبل لها معبوداً آخر غير الله، ولا تجعل لأحدٍ عليها طاعةً من غير إذنه، ولا تسمح لها أن تتلقى منهج حياتها من غير دينه وأن تخضع لتشريعٍ غير تشريعاته أو تستجيب لإرادةٍ على خلاف إرادته أو تدخل في علاقةٍ تغضبه».

ونوّه قاسم إلى أنه «كلما أريد لهذه الأمة أن تتفرق وتكون مزقاً، وكلما كثرت دعوات الفرقة ومحاولات التجزئة، وكلما كاد الكفر والمغرضون بوحدة الأمة، جاء الحج ليبطل هذا الكيد، ويسقط فاعلية تلك الدعوات والمحاولات ويقوم شاهداً شاخصاً على مرأى العالم كله، على هذه الوحدة المفترى عليها والمستهدفة من أعداء الأمة من الداخل والخارج ومن السياسات المنحرفة».

وتابع أنه «كلما تكاتفت الجهود الجاهلية المضللة لاستغفال وعي الأمة وحسها التوحيدي، جاء الحج ليثير هذا الوعي ويلهب هذا الحس وينشطهما، ويركزهما ويعطيهما مزيداً من القوة والظهور».

وواصل قاسم في حديثه عن الحج «حتى تشعر الأمة كل الأمة بهويتها المشتركة ووحدتها، وحتى تفشل محاولات التفريق ودعوات التبعثر، وحتى تسقط كل الأصنام في وعي المسلم وشعوره، كان لابد أن تقام فريضة الحج كل عام، ويزداد عدد الحجاج، وتشارك في موسمه كل أقطار الأمة وشرائحها أو أغلبهما، وأن يظهر ذل العبودية والمسكنة بين يدي الله عز وجل على الجموع، وكل ذكرٍ وأنثى، وملكٍ وسوقى، وغنيٍ وفقير».

العشر الأوائل من ذي الحجة

وفي موضوع الحج، بيّن إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي فريد المفتاح عظمة الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، وأن عدداً من الآيات القرآنية والأحاديث والروايات قد أكدت عظمة هذه الأيام».

ودعا المفتاح في خطبته أمس، إلى استغلال العشرة أيام الأولى من شهر ذي الحجة، في تلمس رحمة الله سبحانه وتعالى، والسعي إلى مرضاته وفضله، لافتاً إلى أن الله فضل هذه الأيام وأقسم بها في القرآن الكريم.

وقال المفتاح: «إن جميع أنواع القربات، تُشرع في هذه الأيام، التي لها آدابها وأعمالها».

وأضاف أن «الإنسان مطالب بأن يذكر الله ويحمده في كل حياته، إلا أن هذه الأيام يفضل فيها الإكثار من ذكر الله والتهليل والتكبير».


دعوة إلى الوحدة بعد الانتخابات

وفي حديث عن الانتخابات أيضاً، قال إمام وخطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر: «إن المسئولية الدينية والوطنية تحتم علينا العمل سوياً من أجل إعادة المياه إلى مجاريها، فليس بخاف على أحد ما يكيده الأعداء لهذه الأمة ولهذه المنطقة ولهذا الوطن».

وأوضح الجودر، في أول خطبة له بعد الانتخابات أن «الأعداء ينخرون في جسد هذه الأمة وبشتى الوسائل، ويبثون في شبابها وناشئتها سموم العنف وأدواء التطرف، تحت دعاوى ضالة وشعارات مزيفة، لذا يجب علينا اليوم العمل سوياً من أجل صالح العباد والبلاد، ورفع شعار الإخوة الإيمانية».

وهنأ الجودر «كل من فاز وندعو له بالتوفيق والسداد، ولمن لم يوفق نقول إن الطريق طويل وبإمكانك أن تخدم الوطن من أي موقع كنت، فأنت أهل لحمل الأمانة، ومواصلة العمل التطوعي والاجتماعي، ولن تقف الحياة عن مقعد برلماني بل هو بداية الطريق للمساهمة في بناء الوطن».

كما دعا إلى «تعزيز الوحدة الإسلامية والوطنية في هذا الوطن، بين فئات المجتمع، وأن نعالج الآثار السلبية التي خلفتها الانتخابات، وأن نعزز صور التعايش والتسامح بين الناس».

وإضافة إلى ما قاله الجودر، أكد إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق، الشيخ علي مطر، الحاجة إلى أن «نصلح ذات البين، وأن نتواصل مع إخواننا في الدائرة والحي، فربما تركت الانتخابات والتنافس عليها شيئاً في القلوب، وعلى أهل المناطق المبادرة إلى عقد لقاء بين من فاز وغيرهم من محبيهم ومؤيديهم، ويسمى هذا اللقاء لقاء الأخوة والمحبة، لترجع المياه إلى مجاريها، وتعود الإخوة والمحبة بيننا ونعمل جميعاً لخدمة هذا الوطن الذي ينتظر منا الكثير».

وفي سياق متصل، دعا إمام وخطيب جامع جدحفص الكبير الشيخ منصور حمادة، إلى الوحدة والتآلف، والابتعاد عن البغض والحقد والفتن بين أبناء المسلمين.

كما دعا حمادة إلى أن «لا تطلبوا بأفعالكم وأقوالكم رضا النّاس، فذلكم إيحاء كاذب من الوسواس الخنّاس، الذي يريد أن يدخلكم مدخله ومدخل أوليائه، فيحدكم إلى ما لا منفعة لكم من ورائه، ويبعدكم عن طلب ما عند الله وإرضائه، ويغريكم بالدنيا الفانية الغادرة ومناصبها، ويغويَكم عن الآخرة الباقية الفاخرة ومراتبها، منطلقاً إلى ذلكم من حسده لأبيكم، وعداوته المستمرّة إلى الله وإليكم، التي أعرب عنها بين يدي الله، فأوحاها الله سبحانه وأنزلها في كتابه الكريم».


الوطن مظلة أطياف المجتمع

وفي السياق نفسه عن الانتخابات النيابية والبلدية ونتائجها، اعتبر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي فريد المفتاح أن جميع أبناء الشعب وبمختلف مذاهبهم وأطيافهم، شاركوا في صناعة مؤسسة التشريع والخدمات.

وأكد أنه «على رغم تنوّع فئات المجتمع وتعدد أطيافه ومذاهبه، إلا أن مظلة الوطن هي التي تجمعه، ويساهمون في نموّه وتطوره، والدفع بالمسيرة الإصلاحية لعاهل البلاد».

وقال: «إن البحرين استطاعت بفضل ملكها، أن تخطو خطوات عبرت أجواء العالم، واستطاع جلالة الملك أن ينقل الوطن والمواطنين نقلة نوعية متميزة، وخصوصاً أنه يحمل هم أمن الوطن والمواطن».

وبيّن أن «نعيش في البحرين عصر انفتاح وحرية في التعبير عن الرأي، والأمل والتفاؤل مرسومان في أن يستمر التحديث والتطور الذي تشهده البحرين منذ عشر سنوات».


الشعب يتطلع إلى التغيير

وفي تعليقه على تعيين الحكومة الجديدة، ومعرفة جميع أعضاء مجلس النواب والمجالس البلدية، قال إمام وخطيب جامع كرزكان الكبير الشيخ عيسى عيد «عند استقالة أية حكومة أو انتهاء مدتها وتشكيل حكومة جديدة، أو انتخاب برلمان جديد، تتطلع الشعوب إلى تغيير في برامجها، بل الحكومات نفسها والمجالس الجديدة لابد أن تأخذ في حساباتها العمل وفق برامج وخطط جديدة، مستفيدة من النواقص والسلبيات للحكومة والمجالس السابقة، ولابد أن تعد الحلول للمشاكل التي كانت تواجه الحكومة والمجالس السابقة، وأن تكون قد استفادت من تجارب ما سبقتها سلباً وإيجاباً».

وبيّن عيد أن «الشعب البحريني يعيش الحالة نفسها التي تعيشها الشعوب الأخرى، ويتطلع إلى البرلمان الجديد، وقد حمل بين أجندته الكثير من البرامج والخطط لكثير من المشاريع العمرانية والتنموية، والاقتصادية، كما حمل أيضاً الحلول الكفيلة لمعالجة كثير من المشاكل والملفات العاقلة وعلى رأسها الملف الأمني، وملف التجنيس والبطالة وغيرها».

وأضاف «كما يتطلع الشعب إلى أن تكون الحكومة الجديدة أيضاً، قد حملت بين أجندتها الخطط والبرامج لإعادة بناء اقتصاد البلد، وزيادة العمران فيه، وحل مشكلة الإسكان، والبطالة، وتطوير البلد تنموياً واقتصادياً».

وعلى صعيد الملف الأمني، ذكر عيد أن الشعب «يتطلع إلى الحكومة الجديدة وقد استفادت من التجارب السابقة، في معالجة الأزمات الأمنية وانكشاف عدم جدوى الخيار الأمني في علاج هذه المشاكل»، مشيراً إلى أن «الخيار الأمني يزيد الأمور تعقيداً ويزيد الوضع تأزماً، ويزيد في النفرة بين الشعب والحكومة، والشعب يأمل في إزالة شبح التأزم، وكل مظاهر العسكرة الموجودة في مداخل القرى وداخلها ما يعطي طابع عدم الاستقرار الأمني».

العدد 2983 - الجمعة 05 نوفمبر 2010م الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:23 م

      منمن

      اريد الدخول

    • زائر 4 | 5:19 ص

      رد على الشيخ قاسم

      اي كفار اللي تتكلم عنهم يا شيخ؟؟
      الكفار خلصوا خلاص!
      ويش قاعد أتقول؟؟
      كفار وسيوف وخيول وخيام وسبي
      خلاص مافيه هالسوالف الحين
      الحين شوف بيتكم في كل غرفه مكيف وثلاجه ومفروش زل
      وتروح وتجي في احسن السيارات
      وارصده في البنوك
      وما في احد يقدر يقول لك كلمة تزعلك
      هذا هو الاسلام الموجود الحين...

    • زائر 3 | 5:16 ص

      رد على الشيخ قاسم

      اي كفار اللي تتكلم عنهم يا شيخ؟؟
      الكفار خلصوا خلاص!
      ويش قاعد أتقول؟؟
      كفار وسيوف وخيول وخيام وسبي
      خلاص مافيه هالسوالف الحين
      الحين شوف بيتكم في كل غرفه مكيف وثلاجه ومفروش زل
      وتروح وتجي في احسن السيارات
      وارصده في البنوك
      وما في احد يقدر يقول لك كلمة تزعلك
      هذا هو الاسلام الموجود الحين...

    • زائر 2 | 4:24 ص

      المفروض النصح والارشاد فى موسم الحج

      على خطباء المساجد ان ينصحوا الحجاج الى عدم ارتكاب المعاصى والذنوب وان يقومو المرشدين بتأدية وظيفتهم الصحيحة وان لا يكلموا انساء ومغازلتهم والحديث معهم بحجة تعلمهم الاحكام وعلى المقاولين ان يتقوا الله وان يختارو المرشد الى يخاف الله وان على النساء ان لاينظروا الى الرجال فى الباص ومغازلتهم والحديث معهم علينا تجنب المعاصى حتى تقبل الحجة وترجعون الى بلدكم والله قابل حجتكم على الرجال ان لاينظروا الى النساء وعلى النساء ان لاينظروا الى الرجال والله يهديكم جميعا

    • زائر 1 | 10:30 م

      الحج والانتخابات

      تصورا ان الخطباء انشغلوا عن الحج بالانتخابات ! من اسابيع الناس راحت وهم كتلة ايمانية وكتلة انتخابية وووووو واخير بطوا رأس جاهل وكسروا رجله ههههههه

اقرأ ايضاً