العدد 2983 - الجمعة 05 نوفمبر 2010م الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ

المخضرم بيير كاردان يعود لعالم الأزياء بأطول عرض في التاريخ المعاصر

قد يكون يوم الثلثاء قبل الماضي هو اليوم الرسمي لانطلاق «أسبوع باريس»، لكن محرري الموضة في فرنسا لم يبدأوا في أخذه بجدية إلا في اليوم الثاني. فاليوم الأول هو الذي يلتقطون فيه أنفاسهم بعد أسبوع في ميلانو، ولاسيما أنهم لا يرون أن هناك حاجة للجري وراء مصممين شباب لن يعلنوا في مجلاتهم بسبب ضيق ذات اليد، ولا يمكن استعمال أزيائهم بأي حال من الأحوال بسبب ابتكاراتها الفانتازية التي تتحدى الواقعية. أما اليوم الثاني في المقابل، فيشكل طبقاً دسماً بالنسبة إليهم، فهو يضم أسماء معروفة من البلجيكي دريز فان نوتن، إلى آن فاليري هاش، «غي لاروش»، «روشا»، فيليب أوليفيرا باتيستا، والأهم من كل هذا، فإنه شارك فيه المخضرم بيير كاردان، بعرض طال ترقبه.

بيير كاردان البالغ من العمر 88 عاماً، كان أشهر من نار على علم في الستينيات من القرن الماضي، وعبرت شهرته المحيطات كمصمم سابق لأوانه بأفكاره المستقبلية وشطحاته الخيالية، لكنه توارى عن الأنظار في الثمانينيات، بينما بقي اسمه يتردد ويدر الأرباح على من اشتروه ويطرحون أزياء تحمل توقيعه، على رغم أنه ليس من وقعها أو أجازها. بل - كما تبين من تصريحاته - لم تكن لتنال رضاه إذا عرضت عليه، الأمر الذي أثر في نفسه طويلاً، ودفعه إلى أن يثور عليهم وعلى التصميمات التي لم تكن تتنفس روحه الشابة، ويقدم لهم درساً يشرح فيه كيف يمكنهم أن يتطوروا مع الوقت ومخاطبة شريحة الشباب والجيل الصاعد بلغة سلسة. وفعلاً، جاء عرضه، بقدر الانتظار واللهفة، مثيراً وضخماً بكل المقاييس، إلى حد أنه يمكن أن يدخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كأطول عرض أزياء في التاريخ المعاصر. فقد قدم 90 زياً غطى بها كل ما تحتاج إليه المرأة والرجل لكل المواسم، الأمر الذي استغرق نصف ساعة تقريباً، في حين لا يستغرق أي عرض في العادة أكثر من 10 دقائق. لكن يبدو أن المصمم لم يرد أن يفوّت الفرصة التي طالما ترقبها منذ أن أصبح اسمه ملكاً للآخرين يفعلون به ما يريدون، لرد الاعتبار لنفسه، وليقول إنه لايزال في جعبته الكثير. افتتح العرض بعارضة وعارض في أزياء مستوحاة من رواد الفضاء باللون الوردي الفاقع اللماع، وبأسلاك تلتف حول الساق على شكل حلقات، تلته أزياء لا تقل مستقبلية وغرابة، لكنها تذكر بتاريخ هذا المصمم المخضرم الذي بنى شهرته في الخمسينيات والستينيات بعدم ميله إلى الالتفات إلى الماضي، مفضلاً تصويب أنظاره دائماً إلى المستقبل.

لم تكن التشكيلة تغطي كل المواسم فحسب، بل أيضاً كل المناسبات، من النهار والنزهات العادية إلى السهرة وحفلات الكوكتيل التي خصص لها فساتين قصيرة بكورسيهات محددة مستوحاة من حقبة الثمانينيات. منذ البداية، كان واضحاً أن كل بصماته ستكون حاضرة، سواء من حيث استعماله فن الغرافيك في رسومات لشخصيات من الخيال العلمي، أو في تفصيله فساتين سهرة بألوان متوهجة، وأخرى بألوان باستيلية هادئة، أو باستعماله خامات لماعة وبراقة. أما الإكسسوارات فحدث ولا حرج، فقد كان هناك كم من النظارات المستقبلية الشكل التي تحدد العيون، فضلاً عن قبعات وأشرطة على الرأس ومجوهرات ضخمة حول العنق وحقائب غريبة وكبيرة الحجم، بل وحتى إكسسوارات لتزيين الكاحل، عدا عن أحذية رجالية برقبة عالية مرصعة بقطع معدنية.

العدد 2983 - الجمعة 05 نوفمبر 2010م الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً