في مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي أصدر رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير مذكراته «رحلة»، وفي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري أصدر زميله جورج بوش الابن مذكّراته «نقاط القرار».
بلير أعلن عن تخصيص الدفعة الأولى من ريع مذكراته لهيئة خيرية خاصة بالجنود البريطانيين، ومع ذلك لم تفلح هذه المناورة، فتصدّى له مجموعةٌ من النشطاء وحاولوا القيام باعتقاله رمزياً يوم التوقيع على كتابه، باعتباره أحد مجرمي الحرب، فيما دعا آخرون إلى تصنيف كتابه ضمن كتب الجرائم. هذا هو الأخ الأصغر في «الحرب على الإرهاب»، فكيف بالأخ الأكبر بوش؟
الساسة هم أكثر البشر كذباً، حتى قيل لا تجتمع الأخلاق والسياسة قط. وبلير نفسه يقرّ في مذكراته أن «الساسة يضطرون أحياناً لإخفاء الحقيقة أو تحريفها أو تشويهها، كلما تطلبت المصالح الاستراتيجية ذلك»! ولكن زميله بوش يبدأ مذكراته بالاعتراف بمعاقرة الخمر إلى حد الإدمان، وهو ليس سراً، فقد كان مشهوراً بذلك أيام دراسته الجامعية. وتتواصل مذكراته بالحديث عن «العودة إلى الإيمان» وهو في سن الأربعين، فالرجل يعتبر نفسه متديّناً إلى حد بعيد! وهو تدينٌ لم يمنعه من شن الحروب وتشريد وإزهاق أرواح الملايين.
من عجائب هذا الرجل، أنه في لحظةٍ من لحظات التجلّي «السياسي» ادّعى بأنه يتلقى الوحي من الله... ولا أعتقد بأن أحداً صدّق كلامه حتى وزراؤه! ومن المؤكد أن في بلاده مئاتٌ أكثر كفاءةً واستقامةًً وقدرةً على قيادة أكبر دولة في العالم، ولم توصله قدراته الروحية المزعومة للحكم بقدر كونه وريث أسرةٍ غنيةٍ تعمل بالنفط، أحبّه أبوه وأحب أن يخلفه في منصب الرئاسة... وهكذا هيّأ له الأمر ووطّأ له الرقاب، حتى منحه الشعب الأميركي الرئاسة لدورتين.
بوش لن يذكر اسمه في التاريخ إلا مقترناً بحربي العراق وأفغانستان، وقد اعترف ببرود أعصابٍ، بعدد من أخطائه، أكبرها الفشل في العثور على أسلحة دمار شامل، الذي يشعره بالغثيان كلما تذكر ذلك! وهي قصةٌ خفيفة المتن وضعيفة السند، فالعالم لم يصدّق وزير خارجيته كولن باول يوم عرض صور بعض الشاحنات على أنها أسلحة دمار شامل في مقر الأمم المتحدة بجنيف.
سجل بوش ليس حافلاً بالإنجازات، فإلى جانب توريط بلاده في حربين كبريين في العراق وأفغانستان في رئاسته الأولى، لعب دور العرّاب «الفاشل» في حربين أخريين في لبنان وفلسطين. في الأولى ترك لكونداليزا القيام بدور القابلة لولادة الشرق الأوسط الجديد، وفي الثانية برمج لحرب غزة وحصار مليون ونصف مليون فلسطيني.
حتى من الناحية الاقتصادية كان فاشلاً كبيراً، وفي سنوات حكمه الأخيرة كثيراً ما كانت الصحف الأميركية تعيّره بأنه بدّد كل الفائض المالي الذي تركه له سلفه بيل كلينتون وكان بالمليارات. والأسوأ انه لم يترك الرئاسة إلا وبلاده على شفا انهيار اقتصادي كبير، حتى شعر بأنه «يقود سفينة تغرق» كما قال... «ذلك بما قدّمت أيديكم وأن الله ليس بظلامٍ للعبيد».
في سنوات الصبا، أولعت بما كان ينشر من كتبٍ عن «أبطال الحرب العالمية الثانية»، مثل هتلر وموسوليني وتشرشل وستالين، ونستقبل اليوم النسخ الجديدة من مذكّرات القتلة والمدمنين ومجرمي الحروب!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2982 - الخميس 04 نوفمبر 2010م الموافق 27 ذي القعدة 1431هـ
انتم صدقتم
تقول فالعالم لم يصدق وزير خارجيتةكولن باول يوم عرض صور بعض الشاحنات علي انها اسلحة دمار شامل في مقر الامم المتحدة بجنيف العلم لم يصدق لاكن انتم صدقتم
شقيقة بلير تعلن أسلامها
في أيران وأعلنت أنها تختلف مع شقيقها وسوف ترفع دعوى على أحدى القنوات التي قالت أنها أسلمت على مذهب معين
عبر التاريخ
المشكلة ان الناس لا يستطيعون معرفة النتائج بالحسابات التاريخية ، و خصوصا الحكام المصابون بجنون العظمة ، حتى يصبح الأمر في التاريخ لدى الأجيال التالية
ووطأ له الرقاب
القوم أبناء القوم والتأريخ يعيد نفسه نسأل الله أن يعجل بظهور المنتظر ويملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا
نعم صدقت سيدنا
الساسة هم أكثر البشر كذباً، حتى قيل لا تجتمع الأخلاق والسياسة قط.
نعم يا استاذي العزيز ، فالساسة كما قلت انهم اكثر كذبا ولا تجتمع فيهم الاخلاق قط ..
وما عندنا خير دليل يا كاتبنا الكريم
كتاب الوسط
الله يساعد كتاب الوسط، مطلوب منهم ان يكونوا في فوهة المدفع والمطالبة باعادة تشكيل الحكومة ووووو. وين راحت الوفاق عجل؟ النواب عندهم حصانة ويقدرون يصرحون باللي يريدون، اما الكتاب فلا حصانة ولا يحزنون. فلا نحملهم اكبر من طاقتهم وعساهم على القوة.
خلكم ديمقراطيين
انت تقرأ ياسيد وتتابع وكالات الانباء وآخر ما يكتب وينشر وتتعب روحك في تقديم آخر واهم المواضيع السياسية على المستوى الدولي، ويطلع لك واحد من قرائك يقول انك غير موفق!!!! وواحد ثاني يريدك تتكلم عن الشأن المحلي، كانك مقصر. بس خلوا عندكم اشوي ديمقراطية وخلوا السيد يختار ويكتب لنا هذا المواضيع المنوعة التي تدل على سعة اطلاع. والله يعينك يا بوهاشم.
غلطة لكن نعمة
بدون غلطة بوش جان صدام و ربعه في الحكم .. المشكلة في الإرهابيين في العراق و الدول المجاورة التي لا تريد نجاح الحكومة ..
هؤلاء يا سيد هم أبطال الديجتال
أو بمصطلحنا أبطال (أتاري) يعني ابليستيشن ، هؤلاء يا بو الهواشم ما هم إلا أراكوز تحركهم أيادي خفية بمكاتب اليهود الذين يسيطرون على اقتصاد اميركا، هؤلاء اليهود يوصلون الرؤساء لسدة الحكم بدعمهم المالي السخي شريطة أن يكون الرئيس بطلهم في اللعبة، وهنا يا سيدي نرى الرئيس الأراكوز على ظهر المسرح ولا نرى اليد التي تحركه ، وللأسف الدمية الاراجوز يا سيدي تتغير كل 4 أو 8 سنوات ولكن الأيادي لا تتغير ، وتلك الايادي أيادي قتلة وسفاحين مبللة بدماء الأبرياء والمظلومين
لا تغلط على العمام
أعمامنا ما يصير تغلطوا عليهم حتى لو شرشحوهم بديرتهم احنا مالنا حق نتكلم عليهم.
يوم تقولوا مجرمي حرب يوم تقولوا ما عندهم انسانية.
ملايين ياسيد
زويش فيه عدل هالرئيس؟ القهر انه راح يدخل ملايين من كتابه المليء بالاكاذيب. يحكمون ويقتلون ويشردون الشعوب بعدين يكتبون كتب يطلعون فيها ابطال. بئس العمل عملهم.
حتى الموت
(ولم توصله قدراته الروحية المزعومة للحكم بقدر كونه وريث أسرةٍ غنيةٍ تعمل بالنفط، أحبّه أبوه وأحب أن يخلفه في منصب الرئاسة... وهكذا هيّأ له الأمر ووطّأ له الرقاب،)وهكذا يعمل الساسة بهذا المنطق ياسيد(ولم توصله قدراته الروحية المزعومة للحكم بقدر كونه وريث أسرةٍ دموية تعيش على البطش والاستبداد ونهب ثروات الارض ومنطقهم ان الوالي (يملك الارض ومن عليها) فكان للوالي الحق ان يخلفه لمنصب الرئاسة حتى يتوفاه ملك الموت رغم انف الشعب... وهكذا هيّأ له الأمر ووطّأ له الرقاب،فهذه سنن السياسيين
موضوع غير موفق يا أبو عمار
الموضوع لم يأتي بجديد ، ونتمنى منكم يا سيد تركيز البوصلة على الوضع المحلي المتردي ، و تشكيلة الحكومة والتي تبرهن على استمرارية النهج السابق في حلحلة مشكلات الدولة أخوكم أبو سيد حسين
بهلول
يالله صباح الخير ... ما لقيت إلا هذا الشخص تصبحنا به يوم الجمعة ياسيد ؟