العدد 2981 - الأربعاء 03 نوفمبر 2010م الموافق 26 ذي القعدة 1431هـ

استغلال حالات الضعف البشري في المطار

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عمّمت شركة مطار البحرين خبراً قبل يومين عن عزمها رفع رسوم المغادرة جواً من 3 إلى 5 دنانير، ضمن استراتيجيتها لتطوير المطار ورفع مستوى الخدمات المقدّمة للمسافرين.

الخبر نشرته بعض الصحف على الأولى، فيما نشرته صحفٌ أخرى في المحليات أو الملحق الاقتصادي. ومن حيث المبدأ لا اعتراض على الضريبة بشرط أن تقابلها خدمةٌ مميّزةٌ أو جيّدةٌ أو معقولةٌ... وذلك أضعف الإيمان.

القرار سيتم تطبيقه بدءاً من 19 يناير/ كانون الثاني 2011، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تعديل رسوم المغادرة منذ العام 1988. والشركة تتحدّث بثقةٍ تحسد عليها، عن إسهام هذه الزيادة وبشكلٍ مباشرٍ في تطوير مستوى الخدمات المقدّمة للعملاء وشركات الطيران والمسافرين.

لست ناطقاً باسم شركات الطيران، ولست معنياً بإسهام الزيادة في تطوير الخدمات المقدّمة لها، ومن الصعب الاقتناع بأن يتحمل الجمهور ضريبة لتجويد الخدمات المقدّمة للشركات، دون تقديم ضماناتٍ بتحسين هذه الشركات لخدماتها. وليس هذا هو موضوعنا عموماً، بل السؤال: هل ستسهم هذه الزيادة في تطوير الخدمات المقدّمة للمسافرين؟

الرئيس التنفيذي للشركة يسوّق حجتين لتبرير الزيادة: أن الرسوم الحالية لم تتغيّر منذ عشرين عاماً؛ وأنها أقل من التعرفة المحتسبة في المطارات المجاورة، وينسى أمرين اثنين: ينسى الفرق في الدخل ومستوى المعيشة؛ وأن الخدمات لم تتحسّن كثيراً طوال عشرين عاماً. بل هناك شاهدٌ واحدٌ على الأقل على تأخرها، وبمنظورٍ إنساني بحت يصل إلى درجة الاستغلال.

لسنا ضد مبدأ الضريبة، ولا ضد زيادتها بشرط تحسين الخدمات. قبل عشرين عاماً، وحتى قبل خمسة أعوام، كان المطار يوفّر خدمةً مجانيةً للمرضى والمسافرين كبار السن والمعوّقين الذين يحتاجون إلى كرسي متنقل. ويجري تكليف أحد العمال بإيصال الزبون إلى سلم الطائرة، أما اليوم فاختفت هذه الخدمة، وفُرضت على من يحتاجها رسومٌ باهظة جداً. فعلى المريض أو العجوز غير القادر على المشي، أن يستأجر كرسياً بعشرين ديناراً، لمجرد نقله مسافة خمسمئة متر، من نقطة تحميل (العفش) إلى قاعة الانتظار. والمسافر يضطر اضطراراً للدفع في مثل هذه الحالة، سواءً كان مريضاً أو عجوزاً متهدّماً أو امرأة متقدمة في السن. وهذه حالاتٌ لا يمكن تصنيفها بغير الاستغلال البشع لحالات الضعف البشري، والفئات المستهدفة هي أضعف فئات المجتمع صحياً وأشدها هشاشةً.

هذه التهمة ربما تتنصل منها سلطات المطار، وتلقي بها على عاتق شركات الطيران التي تركت لها الحبل على الغارب لتفرض قوانينها على المسافرين دون رقابة أو مساءلة، كما يضاعف من مسئوليتها تجاه الجمهور الذي تعده بتحسين الخدمات مقابل رفع ضريبة المغادرة. فقد كانت لديك خدمةٌ متقدّمة، سجّلت فيها تراجعاً لغير صالح حقوق الإنسان، أو الزبون، أو المسافر، بينما مثل هذه الخدمة مازالت تُقدّم في مطارات مثل بانكوك وغيره. والأغرب أن هذه «الضريبة الاستغلالية» غير المبرّرة، عليك أن تدفعها مرتين، مرةً هنا، ومرةً في مطار الدولة المجاورة، أي أنها تضاهي قيمة تذكرة السفر نفسها!

ليس هناك من يطلب كرسياً متحرّكاً من أجل التسلية، وإنّما لمرضٍ أو إعاقةٍ أو شيخوخة، ومثل هذه الفئات المتعَبَة أساساً، ينبغي مراعاتها وتسهيل تنقلاتها الاضطرارية غالباً، بدل إثقالها بسحب ما كان متوفراً لها من تسهيلات.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2981 - الأربعاء 03 نوفمبر 2010م الموافق 26 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • جعفر الخابوري | 12:22 م

      حرام بسنا ضرائب على المواطنينيجب الغاء رسوم المغادرة على المواطنين وفرض رسوم على الاجانب فقط ....

      حرام بسنا ضرائب على المواطنينيجب الغاء رسوم المغادرة على المواطنين وفرض رسوم على الاجانب فقط ....

    • زائر 16 | 11:39 ص

      صحيح يا رقم 13؟

      بل بل بل بل بل.... حتى الانترنت طلع لل في آي بي؟ انا اشوف كل مرة اسافر احاول اوصل النت ولكن ما يطلع كله ضعيفز وكنت افكر انه موجود في كل مكان بالمطار. طلع خاص للكبارية والشخصيات مو لنا نحن الفقاره!

    • زائر 15 | 11:34 ص

      الرسالة وصلت والباقي على مسؤولين المطار

      لقد اديت ما عليك واوصلت نداء ومعاناة الناس الذين لا يصل صوتهمن والباقي ان يتحملوا مسؤولياتهم ويرفعون هذه المعاناة عن الناس، ويصححوا القرارات التي تدل على تراجع الخدمات.

    • زائر 14 | 10:59 ص

      رسوم

      الرئيس التفيذي الظاهر يقيس مستوى راتبه على الرسوم ويعتبرها بسيطة لم تتغير من 20 سنة غريب ولماذا لا يتم تخفيضها طالما لم تتغير من 20 سنة دائما زيادة هذا ذكرني ببالون الاختبار بزيادة سعر البترول نفس الاسطوانة وهي ان تسعيرة البترول لم تتغير من كذا سنة ونحن نقول ايضا الرواتب لم يتم زيادتها من سنين طويلة والخوف أن تأتي الرسوم على جسر الملك فهد أن من افتتاح الجسر لم تتغير رسوم العبور دينارين وجعلها 5 دينار او على كل راس دينارين بدل كل سيارة .

    • زائر 13 | 5:24 ص

      زائر رقم 8

      الانترنت المتوفر عند بوابة 17 ليس للمسافرين العاديين، لكن الذي يحصل ان الانترنت مباح للمسافرين المهمين VIPحيث تقع قاعتهم بالقرب من بوابة 17 و بالتالي يستطيع المسافرين العاديين استخدام الانترنت.
      بس لا يقرأ الموضوع مسئولي المطار و يحاولوا حجب البوابة 17 بأي وسيلة حتى لا يصلها الانترنت ....خخخخخ

    • زائر 12 | 5:01 ص

      حرام بسنا ضرائب على المواطنين

      يجب الغاء رسوم المغادرة على المواطنين وفرض رسوم على الاجانب فقط ....

    • زائر 11 | 3:10 ص

      زائر 7 لعلمك كانت الكراس مجانية قبل سنتين فلماذا فرضوا 20 دينار عليها؟

      لمعلوماتك يا رقم 7، لا تروح بعيد..... كلام الكاتب صحيح كان المطار يوفر االكراسي مجاناً في السنوات السابقة، حتى قبل سنتين. وكان العمال ياتون بالعجزة او المرضى بانفسهم وما يدفعون شيء. هذه البدعة توها من قبل سنة او سنتين. العمال موجودين وما يحتاج مطار صغير مثل مطارنا لعدد كبير من الكراسي لانها حالات معدودة ومحدودةن فما فيه داعي أصلاً لهذه الرسوم المكلفة للمرضة والعجزة، اعتقد ان الصواب تصحيح ذلك فالناس تتقدم للامام ولا ترجع او تتارجع في الخدمات والتسهيلات، كما يقول المدير.

    • زائر 10 | 2:42 ص

      كنت مسافر الي بلد عربي معروف بضريبة في كل شيء

      نعم كنت مسافر الي دولة عربية كانت فيها الضريبة في كل شي بدئ من بطاقات الهاتف والاكل ولاماكن السياحية وضريبة الخروج وكل الضرائب تمت زيادتها اضعاف في السنوات الماضية ولكن الدولة ليس لها موارد كلبترول ولكن البنية التحتية لها من شوارع في قمة الروعة ياترا هل الضريبة الجديدة ستسهم في شيئ قليل من معانات المسافرين.

    • زائر 9 | 2:24 ص

      لماذا التعسير على الناس؟

      والله نتمنى يلتفتون الهالمسالة التي تشوه سمعة خدمات المطار. وهي لا تستحق أصلاً كل هذه التعقيدات. خدمة مجانية للمرضى والمعوقين والعجزة وكبار السن، فلماذا يرهقونهم ويفرضون عليهم تكاليف باهظة بدل التيسير عليهم؟ ان شاء الله يراجععون ذلك ويصححونه.

    • زائر 8 | 2:14 ص

      5 دينار؟؟؟ على شنو ..؟؟

      من زين الخدمات اللي في هالمطار
      انترنت متوفر عند البوابة 17 فقط
      وثانيا شنو الخدمات اللي تتوقعونها مثلا؟؟
      لمعلومات السادة القراء ان اي مطار في هذا العالم لايوفر الكرسي ببلاش.. انها شركة الطيران التي تطلب ذلك على حسابها
      والخ على باله كلش بانكوك يدرون انه والدته محتاجاة كرسي...حبيبي هذي شركة الطيران هي التي طلبته لك على حسابها..

    • زائر 7 | 1:54 ص

      حالات انسانية تحتاج مراعاة

      انا مستغرب، تسوى المسألة وهالبهدلة على عشرين دينار؟ ما عندكم موظفين وعمال بالمطار؟ وكم كرسي تحتاجون للمطار؟ خمسة كراسي تكفي مطارنا، من كبره. وهذه حالات انسانية ما المفروض ان يتم استغلالها بهالصورة. نتمنى من المطار يعيد النظر في هذه القرارات خصوصا انها ضارة بسمعتنا وبمستوى خدماتنا في المطار. وشكراً

    • زائر 6 | 12:53 ص

      هذا ما حدث معي فعلاً

      فعلا يا سيدن انا صار لي نفس الشيء. كنت مسافر مع الوالدة للعلاج في تايلند، ومن اول ما نزلنا من الطائرة وعند بداية الخرطوم جاءت لنا موظفتان تعملان هناك بالكرسي النقال، وفي البداية سالتهم هل هناك رسوم فقالت: لا بدون رسوم. وكانوا يستقبلوننا بالتعامل الحسن والابتسامات وما تحس ان هناك من يريد ان يستغلك ويستغل ظروف مرضك.

    • زائر 5 | 12:33 ص

      مشكلة الكثيرين

      مثل هذه المشكلة ما يحس بها الا من يعانيها. واذا سافرنا مع امهاتنا العجائز نتأذى من مثل هذه التعقيدات، والغريب انها كان هناك تسهيلات في السابق والآن قاعدين نرجع للوراء. لا ويتكلمون عن تطوير الخدمات.

    • زائر 4 | 12:30 ص

      ابو امجد

      اذا اردتم رحمتي فارحموا خلقي
      فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله
      ويل =وادي في نار جهنم والعياذ بالله

    • زائر 3 | 11:25 م

      ضرائب ضرائب مصدرها المواطن

      ضرائب ضرائب مصدرها المواطن ولا ندري الى أين نحن سائرون الا يكفي ما يتحمله المواطن من ضرائب مباشرة وغير مباشرة مثل الدعم الحكومي الذي يتحمله المواطن ويستفيد منه غيرهم من المستثمرين أهذا من العدل والانصاف مواطن يدفع ومستثمر يجني الارباح اي عدل هذا وأي كرامة للمواطن وأي عزة له في وطنه ؟؟؟؟

    • زائر 2 | 11:03 م

      الإرهاق

      أرهقناهم ونحن صغار ولم لا نرهقهم وهم كبار الدنيا تمشي بالمفلوب ياسيد .

    • زائر 1 | 10:57 م

      بهلول

      في مطار دبي يوفرون مجاناً سيارات كهربائية حليوة بالسائق ( لا و سواق إماراتيين أحياناً ) ليس فقط للمحتاجين لهذه الخدمة بل لكل طفشان من إجراءات و ظروف السفر !

اقرأ ايضاً