نصيحة لوجه الله أقدمها لمدرب المنتخب الوطني الأول سلمان شريدة، وهو في بداية عهده لتدريب المنتخب استعدادا للمشاركة في دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم «20» التي ستقام في اليمن الشقيق، أقول له فيها بصراحة متناهية، إن إصرارك على اختيار أحد اللاعبين العاصين لأوامر الجهاز الإداري، والذي لم يحترم تمثيل الوطن حق احترام، وغادر المطار ضاربا بقرارات إدارة الفريق عرض الحائط، وأن اتحاد الكرة - بحسب علمي - قد أصدر قرارا غير معلن عاقب فيه هذا اللاعب بمنع مشاركته في دورة كأس الخليج المقبلة، لذلك فإن القائمة التي أرسلت فعليا إلى اليمن لم تتضمن اسمه عقابا له على هروبه وعدم احترامه للأجهزة الإدارية. لذلك فإن - اختيار - هذا اللاعب لن يخدمك في الفريق، ولن يكون الورقة الرابحة التي ستلعب بها، بل العكس، فالخوف أن يخلق لك انشقاقا نفسيا لدى اللاعبين. سببه أنت المدرب، لأنك فضلت لاعبا لا يحترم اسم المنتخب على لاعبين استجابوا لنداء الوطن بحب واهتمام كبيرين، وأصبحت أُمنية حياتهم الحصول على فرصة المشاركة في دورة كأس الخليج.

وأقول للكابتن بصراحة - أيضا - نحن كإعلاميين، حينما نطالب بإتاحة الفرصة الكاملة للمدرب الوطني، فلأنه «عارف البير وغطاه» ومُلم إلماما كاملا بكل الأمور الفنية والإدارية وأولها النفسية الذي يجب أن تعزف عليها بقوة، لأنها أهم الأسلحة التي يملكها المدرب الوطني. وأحد أسباب نجاحه في الدورات الخارجية وخصوصاً في دورة كأس الخليج التي تختفي فيها الخطط الفنية بسبب الضغوط النفسية.

عموما، سبق وأن أفصحت عن رأيي في أكثر من موقع إعلامي عن أحقية المدرب الوطني في تدريب المنتخبات الوطنية وفق خطة علمية صحيحة تهدف إلى صقله وإعداده الإعداد الفني الأمثل، وإتاحة الفرصة الكاملة له لخوض التجارب الفنية. على أمل أن المدرب الوطني مدرك تماما لظروف هذا البلد ومقدار حب اللاعب الوطني الغيور على اسم وطنه وناسه، لذلك أتمنى ألا تكون مثل هذه الأمور البالغة الحساسية غير خافية على المدرب شريدة. كما أتمنى أن يتقبل نصيحتي في بداية مشواره.