العدد 2980 - الثلثاء 02 نوفمبر 2010م الموافق 25 ذي القعدة 1431هـ

قطار السلام والتنمية ينطلق في السودان رغم استفتاء الجنوب

الوزير المفوض في السفارة السودانية عبدالرحيم سرالختم لـ «الوسط»:

رئيس التحرير لدى استقباله الوزير المفوض في السفارة السودانية  في البحرين      (تصوير: محمد المخرق)
رئيس التحرير لدى استقباله الوزير المفوض في السفارة السودانية في البحرين (تصوير: محمد المخرق)

يحتفل السودان في مطلع شهر يناير/ كانون الثاني المقبل بالذكرى الـ 55 لاستقلاله وقد يصبح هذا الاحتفال الأخير في ظل السودان الموحد، إذ سيقرر جنوب البلاد عقب أسبوع من تلك الاحتفالية مصيره بالوحدة أو الانفصال عن شمال السودان. و رغم هذه الظروف الاستثنائية والمنعطف الخطير الذي يمر به السودان لم تغفل الحكومة الملفات المهمة الأخرى ومنها أزمة دارفور، إذ تشهد الدوحة حالياً محادثات سرية، بمشاركة الزعيم الإسلامي المثير للجدل، حسن الترابي مع حركات التمرد التي رفضت من قبل المشاركة في مفاوضات السلام، فيما تعد دولة الكويت العدة لاستضافة المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لإعمار وتنمية شرق السودان.

وعقب زيارة قام بها لمقر صحيفة «الوسط» التقى خلالها برئيس التحرير منصور الجمري وقدم التهاني بفوز الصحيفة بمركز متقدم في جائزة «فوربز» وتحقيقها العديد من النجاحات ما يعد مفخرة للصحافة البحرينية والعربية، أجرت «الوسط» حواراً مع الوزير المفوض في السفارة السودانية لدى المنامة عبدالرحيم سرالختم تم خلاله التطرق لكل تلك المحاور.

ورداً على سؤال بشأن تداعيات موضوع استفتاء تقرير المصير في الجنوب والسيناريوهات المتوقعة وما إذا كانت هناك مخاطر حقيقية لتجدد الحرب الأهلية بين الشمال وجنوب السودان؟ قال الوزير المفوض إن كل المؤشرات تؤكد أنه إذا تم التصويت لخيار الوحدة أو الانفصال فإن عملية الانتقال ستتم بصورة سلسلة وليس كما يصور الغرب بأن هناك مخاوف من اشتعال الحرب، مبيناً أن الإرث السياسي في السودان يمنع حدوث ذلك.

وعن الوعود الكاذبة التي قدمتها أميركا والغرب بدعم الجنوب في مقابل الدعم العربي الحقيقي لتنمية الجنوب، أكد سرالختم أنه لن يستطيع الغرب أو أميركا أن تقدم للجنوب حتى إذا انفصل ما يقدمه له الشمال من مساعدات وذلك لعوامل جغرافية وديمغرافية فجنوب السودان لن يستطيع أن يتخلى عن الشمال مهما كانت نتيجة الاستفتاء المرتقب، مشيراً إلى أن الغرب أخلف بكل الوعود التي قطعها منذ توقيع اتفاق السلام بتقديم دعم مالي من المانحين لإعمار الجنوب حسب مؤتمر النرويج.

وقال إن الانفصال إذا تم لن يكون معبراً عن إرادة مواطني الجنوب، حسب اعتقاد الحكومة في الخرطوم، وسيكون مؤقتاً ولابد بعد حين من عودة الجنوب لحضن السودان الموحد. كما أوضح أن عصب الجيش الشعبي لتحرير السودان هو من أبناء قبائل النوير والنوبة وليس الدينكا كما يعتقد الكثير من الناس، والنوير أعلنوا صراحة لقيادة الحركة، حسب متابعين، أنهم لن يعودوا للقتال مرة أخرى ولن يكونوا وقوداً للحرب بالإنابة عن الدينكا وإذا اقتضى الأمر ستنحاز قبائل النوير للشمال. ومن المعلوم أن كل قبائل الجنوب ما عدا بعض الدينكا تقف مع خيار الوحدة وليس الواقع هناك كما تصوره دعاية الحركة الشعبية.

وعن عمليات الترحيل للنازحين الجنوبيين من الشمال إلى الجنوب حالياً قال إنها تقوم بها الحركة الشعبية ولا تستطيع الحكومة منعهم لكن من المتوقع أنهم سيعودون مرة أخرى للشمال، إلا إذا أجبروا بقوة السلاح، وفي تلك الحالة سيصوتون للوحدة، وقد حدث ذلك من قبل خلال فترة الانتخابات إذ عاد الكثير من النازحين للخرطوم مرة أخرى بسبب عدم وجود مقومات الحياة الكاملة هناك بسبب تداعيات الحرب.

وعن الوضع القائم حالياً في أبيي أوضح الوزير المفوض في السفارة السودانية أن أميركا تبنت رأي الحركة لحل معضلة منطقة أبيي والحكومة رفضت ذلك بشكل قاطع وأصرت على مشاركة قبيلة المسيرية في الاستفتاء وهناك مخاوف في تلك المنطقة من حدوث تفلتات أمنية، لكن بشكل عام الوضع مطمئن لأن الحركة إذا أرادت العودة للحرب فمن الذي سيحارب من أجلها في الميدان؟ قيادات الحركة... أم الجنود (النوير) الذين اكتووا بنارها من قبل ويدركون ويلاتها تماماً ؟

وعما إذا كان ستتمخض الجهود التي يقوم بها حالياً العديد من القوى السياسية المعارضة من أجل تجنب حدوث الانفصال عن تشكيل حكومة قومية في المستقبل القريب لتجاوز الواقع الحالي، قال سرالختم أنه من المتوقع تشكيل حكومة جديدة عقب الاستفتاء لكن من غير المعروف كيف سيكون شكلها.

وفي ملف آخر أشار إلى أن الحركة الشعبية حاولت اللعب بورقة أزمة دارفور وتجميع قيادات حركات التمرد في الجنوب، مبيناً أنها نجحت في استقطاب مساعد رئيس الجمهورية السابق، مني اركو مناوي المقيم حالياً في جوبا لكن حركته انقلبت عليه نتيجة لهذا الموقف السلبي منه.

وأوضح سرالختم أن زعيم «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور، خليل إبراهيم رجع للمفاوضات الجارية في الدوحة في مناورة للفوز بمنصب النائب الأول إذا انفصل الجنوب، وقال إن زعيم حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور، عبد الواحد محمد نور يجري أيضاً مفاوضات سرية مع الحكومة لاستباق حق تقرير المصير. ورجح أن زعيم المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي ربما التقى به في الدوحة. وقال إن الترابي صرح أخيراً في قطر إنه لو حدث الانفصال فإن المعطيات تستبعد نشوب الحرب تماماً.

وعلى صعيد متصل، أكد الوزير المفوض أنه تم أخيراً اكتشاف حقول بترول في دارفور، وسيتم إنتاج نحو 400 ألف برميل يومياً من أحد الآبار خلال شهرين.

وفي الشأن الاقتصادي عرض سرالختم لـ «الوسط» تفاصيل المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لإعمار وتنمية شرق السودان الذي يضم ثلاث ولايات (ولاية البحر الأحمر، ولاية القضارف، ولاية كسلا) برعاية أمير الكويت ورئاسة مستشار الرئيس السوداني، مصطفى عثمان إسماعيل وذلك تطبيقاً لبنود اتفاقية سلام الشرق وتشارك فيه الولايات المعنية والعديد من الشركات العربية والأوروبية الخاصة والعامة، وقد وجهت الخرطوم الدعوة لحكومة مملكة البحرين وغرفة تجارة وصناعة البحرين والعديد من الشركات البحرينية للمشاركة في هذا المؤتمر المهم.

وأوضح سر الختم أنه سيتم خلال هذا المؤتمر الذي سيعقد في الكويت في الفترة من 1 إلى 2 ديسمبر/ كانون الأول المقبل طرح 117 مشروعاً استثمارياً جاهز للتطبيق تشمل التعدين والنفط والغاز والزراعة والأسماك والصناعة والسياحة والعقارات مشيراً لما تزخر به هذه المنطقة من ميزات تتمثل في أنها من أكبر مناطق إنتاج السمسم والذرة الشامية والرفيعة في السودان وبها الموانئ المطلة على البحر الأحمر.

وسيكون متاحاً لكل الشركات المشاركة في المؤتمر أن تجد كل التسهيلات في المؤتمر الذي ستمثل فيه كل الجهات المسئولة عن الاستثمار في السودان لتلبية كل رغبات الشركات والمستثمرين فوراً إذا اختاروا تنفيذ أي من المشروعات المطروحة.

وقال إن الكويت والسودان يعلقان آمالاً كبيرة على هذا المؤتمر المهم وترنو إليه باعتباره جسراً من المنتظر أن تعبر عليه أحلام أهل شرق السودان المشروعة في الاستقرار والتنمية والرفاه في هذا الإقليم، الذي تقدر مساحته بأكثر من 336 ألف كلم مربع ويسكنه ما يقارب الخمسة ملايين من البشر، وتتوافر فيه موارد طبيعية هائلة من الممكن، لو أحسن استغلالها، إحداث التنمية والتطور المنشودين.

العدد 2980 - الثلثاء 02 نوفمبر 2010م الموافق 25 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:00 ص

      نشكر الدكتور منصور الجمري على هذا اللقاء

      نتمنى من منصور الجمري مزيد من التطور واللقاءات مع العالم العربي والأجنبي خصوصاً فيما يعود بالمصلحة الوطنية لصالح الشعب والوطن, وكل ما يقدم من أجل أن نخلق علاقات طيبة مع البلدان الأخرى على لامستويات المتعددة السياحية والإعلامية... وغيرها

اقرأ ايضاً