قطع عليَّ حديث الهاتف مع شقيقته، وبعد أن ألقى عليَّ تحية سريعة، باغتني بالسؤال: «لماذا لا تكتب عن فاطمة سلمان؟، مستطرداً، «لا تكف عن الكتابة عن هذا المرشح النيابي وذاك، أما مرشحو البلدي فهم ممثلون للشعب من الفئة الثانية».
حاولت أن أمتص غضبه وانفعاله، مضيفاً على الحوار نكهة الطرافة، لكنه أمطرني بـ «صلية» من بندقيته الكلامية مسترسلاً «لم أقرأ أي شيء عن فاطمة سلمان... أليست هي أول امرأة تصل إلى المجلس البلدي، وعن طريق الاقتراع، وليس التزكية؟».
يواصل صاحبي صب جام غضبه عليَّ قائلاً: «أنتم تجردون المحرق من قيمها النضالية. نحن في المحرق لنا طرقنا الخاصة في خوض المعارك التي، ربما لا تعجب البعض، لكننا لن نتخلى عنها، واليوم البلدي، وغداً النيابي، وربما بعد غد ما هو أبعد من ذلك».
أنهيت المكالمة، وذهبت لتناول وجبة عشاء عائلية، وكان التلفاز مفتوحاً، وكم كانت مصادفة، عندما أطلت علينا فاطمة سلمان في مقابلة تلفازية، شدت انتباه الجميع، إلى درجة أن مضيفنا بادرنا بالقول «إنها سيدة رزينة، وتستحق الفوز».
لم أعلق حينها، لكني تيقنت أنه لم يعد هناك مفر من أن تحظى فاطمة سلمان بما تستحقه من دعم إعلامي، فشرعت في إجراء بعض الاتصالات للتعرف على هذه السيدة التي فازت بالمقعد البلدي في الدائرة الثانية بمحافظة المحرق، ثم لجأت إلى الإنترنت كي أتصفح ما قالته هي وما قيل، أو كتب عنها.
بعد التقصي والبحث، كان هناك شبه إجماع على أن فاطمة سلمان، بعيداً عن أية رتوش انتخابية، هي:
1. بنت المحرق التي تتصرف على سجيتها غير المفتعلة، فهي كما قال عنها البعض «صاحبة فزعة»، ومن النوع الذي لا تستطيع أن ترى محتاجاً دون أن تهب لمساعدته، وتقديم له العون الذي يستحقه، قبل الالتفات إلى خلفيته الاجتماعية أو حتى المذهبية.
هذا كان موقفها من «البيوت الآيلة للسقوط»، ومعالجتها لمشكلات أخرى في المحرق، وهو ما أشارت له في مقابلتها مع صحيفة «الوسط» البحرينية بشأن أولوياتها التي حددتها في «تحقيق أماني أهالي الدائرة الثانية، التي تضم خمسة مجمعات سكنية، لكل منها احتياجاته الخاصة. وتنفيذ برنامجي على أرض الواقع، الذي يتضمن أهم الملفات الرئيسية وهي: الإسكان، والمنازل الآيلة للسقوط، وتعديل البنية والشوارع، وتطوير شبكتي المجاري والإنارة».
2. بنت «الفريج» التي لا تخشى في الحق لومة لائم، ولا تتردد في مواجهة الرجال الذين لم يكتفوا بمنافستها فحسب، بل طعنوا في قدرتها «كامراة»، على مواجهة تحديات عمل المجالس البلدية، وما يرافقها من صعوبات.
كان على فاطمة سلمان أن تجتاز عقبتين، كل واحدة منهما أصعب من الأخرى، الأولى بعض منافسيها ممن حاولوا الاستعانة بالأدوات الدينية لتجريدها من أهليتها للترشح، ومن ثم حقها في الفوز، أما الثانية، فهي معاقبتها على التجرؤ، وهي «الحرمة» على أن تقف في وجه المرشحين من الرجال ممن يستحقون، ولا تستحق هي، هذا المنصب البلدي.
3. المرأة البحرينية الدؤوبة، التي لا يتسرب إلى قلبها اليأس، ولا تعرف الإحباط، فرغم فشلها في الفوز في الانتخابات البلدية العام 2006، لكنها واصلت عطاءها، وحضورها، فلديها ما يشبه الدوام الأسبوعي في مقر محافظة المحرق، كما أنها، وكما يقول عنها موقع البحرين اليوم «امرأة صامدة تترشح للمرة الثانية على التوالي، على الرغم من أنه لم يحالفها الفوز في الانتخابات الماضية، ولم تتوقف عن مسيرة النشاط الاجتماعي والعمل التطوعي والخيري طيلة السنوات الماضية، فهي عضو في العديد من الجمعيات واللجان: عضو في جمعية الهلال الأحمر البحريني، وعضو مؤسس في لجنة المحرق للأعمال الخيرية، وباحثة بمشروع البيوت الآيلة للسقوط (جمعية المحرق الأهلية)، وكانت باحثة في مشروع بحث ونفقات ودخل الأسرة، وباحثة بمشروع التعداد السكاني للجهاز المركزي للمعلومات. وشغلت منصب مشرف إداري - إدارة الموانئ، في وزارة المالية والاقتصاد الوطني سابقاً».
اليوم، وبعد أن قالت صناديق الاقتراع كلمتها، وبعد ان حجب منتخبو الدائرة الثانية من محافظة المحرق ثقتهم عن الذكور وأعطوها لابنة المحرق الأصيلة، ستجد فاطمة سلمان نفسها أمام امتحان صعب ومن طبيعة مختلفة. فهي الآن مطالبة أن تثبت لمن وثق بها وأعطاها صوته أنها أهل لهذا الصوت، وقادرة على تحويله إلى برنامج عمل بلدي يخدم الوطن والمواطن.
وبقدر ما يطالب أبناء الدائرة الثانية فاطمة سلمان أن تفي بوعودها، فهم يتوقعون أن يستمر فريق العمل الانتخابي الذي أوصل فاطمة إلى الفوز في دعمه لها اليوم، من خلال التحول إلى هيئة استشارية تحول أفكار فاطمة وطموحاتها الذاتية، ووعودها الجماهيرية، إلى برامج عمل مستمدة من دراسة ميدانية للدائرة التي تخدمها فاطمة سلمان. وبقدر صعوبة هذه المهمة، وما تحمله من أعباء ثقيلة، لكنها ليست بالمهمة المستحيلة، إذا ما تمت معالجة متطلباتها من زاوية مستقبلية تطمح إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:
1. وضع الحلول السليمة طويلة الأمد للمشكلات التي تعاني منها الدائرة الثانية، قبل تلك القصيرة الأمد منها. فمن الضرورة بمكان هنا، أن تقدم فاطمة سلمان سابقة في العمل البلدي تؤكد فيها على أن مهمات الممثل البلدي، ذات طابع استراتيجي تخطيطي مستقبلي، وليس الاستجابة المباشرة للمطالب الآنية فقط. هذا المزج المبدع بين ما هو مطلبي يومي، ومستقبلي تخطيطي، سيعطي فاطمة سلمان حضوراً مميزاً، ولمسة خاصة في العمل البلدي.
2. وضع الأسس الصحيحة للعمل البلدي الجماعي القادر على طرح البديل الحضاري للنمط المتخلف القائم، اليوم، على الاستعراض العضلي للقدرات الفردية، الرافضة للعمل الجماعي، والمكرسة للسيطرة البدوية غير المتحضرة للفرد على حساب الجماعة.
3. التلاحم المتكامل مع منظمات المجتمع المدني الأخرى، وعلى وجه الخصوص النسائية منها. وطالما أن الحديث هنا عن المحرق، فلعل الخطوة الأولى على طريق فاطمة سلمان الشائك والوعر، هو مخاطبة جمعية اوال النسائية، ووضع برنامج عمل نسائي معها، يحقق الحضور النسائي الذي يحتاجه مجتمع الدائرة الثانية في هذه المرحلة.
ليس هناك من ينكر أن امتحان فاطمة سلمان صعب، ولكن الجميع واثق من قدرتها على اجتيازه وبتفوق.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2979 - الإثنين 01 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي القعدة 1431هـ
زائر رقم 2
الامين العام لجمعية الوفاق قلها تكرارا ومرارا
ان جمعية الوفاق لا تقبل ولن تقبل بأي عضو يرغب في الانتظام بعد فوزه في المجالس
فمرشحين الوفاق يوقعون على ميثاق او عهد يلتزمون فيه طوال الاربع سنوات عضويتهم !!
لذلك الجمعية لاتقبل اي شخص يرغب في الانضمام لها بعد الفوز في الانتخابات
نصيحه يا فاطمة لا تكوني مع الوفاق
اقول لفاطمة ولكل امرأه في البحرين عدي نفسك للمستقبل واحتفظي بصوتك فهو اغلى من صوت الرجال بعداربع سنوات نتمنى ان تترشح المرأه في كل دوائرمملكة البحرين لنرى هل سيفوزالرجال نعم انهم يتهاتفون على اصوات النساء في ايام الأنتخابات دفاعا عن مناصبهم ولكن لنرى لو ترشحت امرأه هل ستدعمها الوفاق طبعا لاستنشنع عليها وستحاربها لذا نتمنى على المرأه من هذا الوقت ان تؤسس لها جمعية خاصه وتضع لها اجنده تمهد له مستقبلا وصولها للبرلمان والبلدي وليسقط الرجال الذي لايفعلون شيئا نصيحه لفاطمة لا تكوني مع الوفاق
مو شرط
الوفاق على عيني وراسي ولكن الكل يقدر يعطي اذا كان نظيف من الداخل والوفاق فيها ناس نظاف وناس ..... ما قدرو ايقدمون شي
أعتقد بإن إنضمامها للوفاق يزيدها قوة وعطاء ومعرفة
لا شك بأن جمعية الوفاق هي أقوى جمعية سياسية وطنية في البلاد رغم تجربتها القليلة ولكن مروراً بحنكتها وعطائها وقوتها ومعرفتها أعطتها جاذبية لكل فئات المجتمع البحريني ما أتطلع إليه لهذه المرأة أن تأخذ من الوفاق أو ما أجده هو إنضمامها للوفاق, سيكون عطأها أكثر قوة من قوتها ونعرف بأن الجماعة تختلف الشخص, دعوتي من باب الحب لهذه المرأة التي أثبتت جدارتها وإستحقاقها وهي تستحق من الوفاق أن تكون معها.
مبروك لفاطمة
هتيئا لها الحمد لله فطوم من المحر ق فديت المحرق لو وقفت قبالة الوفاق لكانوا شنعوا عليها تشنيع حتى لو حاول رجال المحرق ان يضايقوا فطوم لكنهم لم يستطعيوا لأنهم لم يحدوا آذان صاخيه ولكن لو كانت في احد قرى البحرين او في مدينة عيسى لوجدت الكل يصدق رغم معرفتهم بالفرد هذا هو الفرق ان المحرق مدينة اصيله تحب ابناء منطقتها ولا ترضى لهم بالسوء حتى لو سعى الساعون ولكن في بقية المدن الحديثه مثل مدينة عيسى وزايد ومدينة حمد خليط من الناس استطاعت الوفاق غسل ادمعتهم دامت المحرق مرفوعة الرأس دوما الرجاء النشر
سوف تتفوق
في اعتقادي بان فاطمة سلمان سوف تتفوق على الجميع . لأنها بحرينية و بس . قلب نظيف و ازدان بالعقل و محبة الأخرين . نتمنى لها التوفيق .
خلها تنضم الى الوفاق
افضل طريق للعمل المتقدم الانضمام الى كتلة لها قيمتها وقوتها
أبن المصلي
نعم اخي عبيدلي وانا بدوري تابعت هذه المرأة الفاضله بنت المحرق هذه المدينة الطيبة بطيبة اهل البحرين ووجدت فيها من اول وهلة بأنها لامست أوضاع مجتمعها بكل أخلاص وعشقت المحرق واهل المحرق فتبؤت هذا المقعد وتشرف بها فنالت بذلك تشريفهم في المجلس البلدي هذه هي البحرين رجالها ونسائها المخلصين يفيضون عطاءً ومحبة فمبروك لأختنا فاطمة سلمان بالفوز وعقبال وصول المرأه في المجلس النيابي بواسطة صناديق الأنتخاب