في تقريرها الاخير، عن حالات وفيات الاطفال قبل بلوغ سن الخامسة من حياتهم، قالت الامم المتحدة إن نسبة الوفيات حول العالم تراجعت في السنوات الاخيرة إلى ثلث المستويات المسجلة منذ العام 1990، وبخاصة في البلدان المتقدمة التي تمكنت بسبب التوسع السريع من توفير الخدمات الصحية الاساسية، وخدمات التغذية مثل التطعيمات والرضاعة الطبيعية ومياه الشرب النقية وغيرها للمواطنين، لكن التراجع لايزال يقلق مضاجع المنظمات الانسانية الدولية، التي تأمل في تحقيق الاهداف والطموحات المتفق عليها على المستوى العالمي، التي تعهدت الدول الاعضاء في الامم المتحدة بالوفاء بها في مطلع العام 2015.
وتضع الامم المتحدة في مقدمة اولوياتها الانمائية للالفية، تحسين مستويات حياة الاطفال، وخفض معدلات الوفيات بمقدار الثلثين بين الاطفال دون سن الخامسة في البلدان النامية والفقيرة بين العام 1990 والعام 2015، حيث دعت كافة الدول المنضوية تحت لوائها إلى الالتزام بتعهداتها، وتفعيل المقررات والاتفاقيات والبروتكولات الدولية المعنية بحقوق الاطفال، ومن أهمها على الاطلاق البند الثاني المكرس في اعلان حقوق الطفل الذي يقول: «يجب أن يتمتع الطفل بحماية خاصة، وأن يمنح بالتشريع وغيره من الوسائل الفرص والتسهيلات اللازمة لاتاحة نموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي، نموا طبيعيا سليما في أجواء من الحرية والكرامة، وتكون الكرامة وتكون المصلحة العليا محل الاعتبار الاول في سن القوانين بهذا الشأن.
وبحسب مصادر صندوق الامم المتحدة لرعاية الاطفال (اليونيسيف)، فإن نسبة الاطفال الذين يلقون حتفهم يوميا في مختلف مناطق العالم، قد تراجع في السنوات الاخيرة، بمقدار 12 طفلاً مقارنة بالعام 1990، ولكن بالرغم من ذلك التطور، فقد ظلت نسب الوفيات مستمرة بين الاطفال حديثي الولادة، بسبب كافة عوامل الفقر وغياب الرعاية الصحية، حيث تشير معظم التقديرات، إلى وجود قرابة 23 الف طفل يموتون يوميا في شتى بقاع العالم، وتحدث قرابة 65 في المئة من هذه الوفيات في العام الاول من تاريخ التولد، وتتركز مثل هذه الوفيات بشكل واسع النطاق في البلدان الاشد فقرا وفسادا في العالم، وتبلغ أعلى مستوياتها في دول جنوب الصحراء في القارة الافريقية، حيث يموت طفل بين ثمانية أطفال دون سن الخامسة، بما يعادل 20 ضعف متوسط الوفيات في البلدان المتقدمة التي تحرص على توفير كافة الفرص الصحية المجانية، وتأتي منطقة جنوب آسيا في المرتبة الثانية من حيث معدل وفيات الاطفال، حيث يموت طفل واحد على الاقل من بين 15 طفلاً، قبل بلوغ سن الخامسة من حياته.
وباستطاعة تقارير مؤلمة كهذه، أن تهز ضمير العالم، وتشعر البلدان الغنية التي مازالت تواصل استغلال معاناة الفقراء والمحرومين حول العالم، من أجل تكريس وتعزيز مصالحها الاقتصادية والامنية، بالمخاطر المحدقة بحياة الاطفال وغيرهم من فقراء العالم، الذين مازالوا يكابدون من أجل توفير لقمة العيش الكريمة في حياتهم، كي تقوم بواجباتها الانسانية والاخلاقية والتزاماتها الدولية ذات الصلة بحماية وصيانة حقوق الاطفال.
إقرأ أيضا لـ "هاني الريس"العدد 2978 - الأحد 31 أكتوبر 2010م الموافق 23 ذي القعدة 1431هـ
ما ادراك وما ادراك بالطفل المدلل
فانه الطعن باللسان واشد من الطعن بالاسنان فحذر ايها الانسان انه طفلا بريء