العدد 2977 - السبت 30 أكتوبر 2010م الموافق 22 ذي القعدة 1431هـ

الإنتخابات مع الشاي والقهوة والطرود

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أكملنا أمس الجولة الثانية من الانتخابات النيابية والبلدية البحرينية، وبلا شك، فإن القوى السياسية بدأت تتموضع من أجل المرحلة المقبلة... وفي رأيي، أن الانتخابات تقرب المواطنين نحو الغايات الكبرى للوطن، وهذا ما نراه جلياً عندما يحتاج مرشح من اتجاه سياسي معين الى كسب أصوات جمهوره المختلط من ناحية الانتماء المجتمعي، وكيف أن التواصل يصعد إلى مستويات راقية في التعامل، ونأمل أن نشارك جميعاً في إنجاح تجربتنا في هذا المجال.

ومن الصدف أن انتخاباتنا التي ننشغل بها تتزامن مع انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي (التي ستجرى بعد يومين)، والأجواء المحمومة في أميركا تزداد، بعد أن اشترك في تسخين الأجواء «الشاي»، و«القهوة» و«الطرود»... وحبذا لو نظرنا إلى أميركا لنستفيد من الحكمة من أي مكان جاءت.

«الشاي»: مباشرة بعد فوز بارك أوباما بالرئاسة في أميركا، انطلقت حركة «يمينية» جماهيرية كبيرة مضادة للحزب الديمقراطي (في فبراير/ شباط 2009) وأطلقت على نفسها مسمى «حفلة الشاي»، وهو اسم استوحاه مؤسسو هذه الحركة من حادثة وقعت في العم 1773 م، وهي عندما قررت بريطانيا، التي كانت تستعمر أميركا آنذاك فرض ضريبة على الشاي، وحدثت انتفاضة، وتم حرق البواخر الإنجليزية التي كانت تحمل الشاي، مفضلين ذلك على دفع ضريبة تؤخذ عليهم من دون أخذ رأيهم. وكانت تلك الحادثة قد تطورت لاحقاً وأدت إلى ثورة الاستقلال عن بريطانيا، ومن ثم تأسيس «الولايات المتحدة الأميركية». جماهير هذه الحركة (حفلة الشاي) الآخذة في التوسع تعارض أوباما وتدعو إلى التصويت لصالح الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي، وربما تنجح في مسعاها. وإذا كان الجمهوريون الأميركان اعتمدوا في سنوات سابقة على نخبة «المحافظين الجدد»، فإنهم يعتمدون حالياً على جماهير «حفلة الشاي».

«القهوة»: بعد عام من نشاط «حفلة الشاي» سعى أنصار الحزب الديمقراطي في مارس / آذار 2010 إلى تأسيس حركة «هزلية» على الإنترنت باسم «حفلة القهوة» للسخرية من «حفلة الشاي»، ولكن أنصار «الشاي» أصبح حجمهم كبيراً جداً، ولايستطيع أحد السخرية منهم، وهم يهددون حالياً الحزب الديمقراطي في الانتخابات.

«الطرود»: وهي طرود ملغومة تحتوي على مواد متفجرة، تحمل بصمات «تنظيم القاعدة»، تم إرسالها من اليمن إلى أميركا، وتم ضبط اثنين من الطرود في بريطانيا ودبي، (أثناء الشحن إلى أميركا)... وهذان الطردان يعبران عن «مشاركة» منطقتنا العربية والإسلامية في الانتخابات الأميركية على الطريقة العدمية والتدميرية، بصفتها الثقافة المفضلة في بلداننا المبتلاة بإيمان الكثيرين من الحكام والمحكومين بلغة العنف وأساليبها التي لاتعرف حدوداً في إنزال الألم وإحداث الخراب.

نتمنى أن نشارك العالم بابتكارات بحرينية قريبة من «الشاي» و«القهوة»، وبعيدة كل البعد عن الابتكارات الأخرى التي تتفنن في إيذاء الإنسان لأخيه الإنسان، وهو أمر ليس كثيراً علينا عندما نفسح المجال للتعاون والثقة والإيمان بأن الله خلقنا من أجل غايات أسمى من تلك المتداولة في بيئتنا حالياً

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2977 - السبت 30 أكتوبر 2010م الموافق 22 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 12:59 م

      بالين

      لم توضح للقراء بأن المترشحه للرآسه الفاشله بالين هي علي رأس حزب الشاي!! لمن يريد معرفة أمريكا علي حقيقتها فليتابع الفلم الوثائقي -inside job-

    • جعفر الخابوري | 1:29 م

      بصراحة يحزّ في النفس

      بصراحة يحزّ في النفستعمّد تسقيط شريف وفحروا هو قمة الخيبة لهذا البرلمان وكل ذلك حتى لا يصبح التوازن قائما في المجلس وسلب المجلس من قوته ولكي يبقى المجلس دائما دون الطموح ودون التطور وهذا بالطبع سوف يعكس خيبة أمل وعدم ثقة في مخرجات هذا المجلس
      محاولة الإخلال الدائم للمجلس هو خيبة أمل وإحباط دائم لدى هذا الشعب المسكين وهاهي تمر علينا ثلاث دورات وتركيبة المجلس مكانك سر
      تغليب فئة موالية حتى ينطبق وصف الكسيح على البرلمان

    • زائر 10 | 6:51 ص

      فيني حرة على خسارة وعد

      لا تنسى كلامك يا ولد الجمري على قناة الجزيرة
      عندما صرحت الكل يتنظر نتيجة الإنتخابات و بالأخص مصير د. منيرة فخرو وعلى حد قولك أن هنالك خلل لو لم تفز والكل يؤيدها ، امرأة ستهز البرلمان
      نحتاج لتبريرات على هذا والدفاع عنها
      وليعلم الجميع إن جمعية وعد لم تخسر ولن تخسر ،لأن كما هو معروف هنالك من وضع العراقيل لخسارتهم
      ولكن هيهات،أيها الشرفاء
      مهندس.إبراهيم شريف
      محامي.سامي سيادي
      أنتم فائزين بمحبة الشعب الفقير
      أرجو توضيح الأمر من قبل رئيس التحرير
      أتوقعت ردك يكون أقوىبعدنتيجة

    • زائر 8 | 2:59 ص

      ALBEEM

      FOR #6 YOUR VIEW YOUR VOT

    • زائر 6 | 2:37 ص

      المهاجر

      شكرا يا دكتور على هالمعلومات المفيدة وذكرتني بالواحد في المائة الذي استقطعوه من رواتبنا بدون أخذ رأينا فلم يتفضل أحد حتى بسؤالنا رغم ان الكثيرون وافقوا في قرار ة أنفسهم على هالشي وأنا واحد منهم غير اننا لا نقبل بهذه الطريقة غير مقبول نهب مبالغ منا بدون موافقتنا ومعرفتنا حتى لو بقانون ولو صادر من مجلس النواب هذا مو مهم لازلنا نتعتقد بأنهم قد سلبونا حقنا

    • زائر 5 | 2:04 ص

      كفانا قبضات امنية

      نتمنى أن نشارك العالم بابتكارات بحرينية قريبة من «الشاي» و«القهوة»، وبعيدة كل البعد عن الابتكارات الأخرى التي تتفنن في إيذاء الإنسان لأخيه الإنسان، وكاني بك تقول كفانا قبضات امنية ولنجلس لنتحاور في امور بلدنا...نتمنى ان يعي الجميع ما تصبو الية

    • زائر 4 | 12:50 ص

      أليست البحرين دولة أمنية بإمتياز ؟!!!!

      من خلال مقالة الأستاذ حواس محمود وتوصيفه للدولة الأمنية .. ألسنا نعيش في ظل دولة أمنية بإمتياز ..وشكرا للوسط على النشر!!!!!!

    • Ebrahim Ganusan | 11:40 م

      ثقافة الموت وكره الحياة هي التي تلقى الرواج الأكبر في عالم اليأس وسيطرة الأيديولوجيا الحزبية

      1الأحزاب تنفخ في جماجم البسطاء واليأسين من الحياة
      2الثقافة المحرفة والتاريخ تم تلغيمة بأيديولوجيا الأحزاب
      3 ثقافة الموت التي تزرع في أدمغة الكثيرين وتقرب لهم الجنة
      4 ثقافة الأنتقام حتى لو من الأبرياء وبماركة الدين

    • زائر 3 | 11:36 م

      وعندنا الإنتخابات مع "الشوزن"..!!

      حدث أمس أن 3 أطفال كانوا يلعبون بالحديقة القريبة لمنزلهم عندما تفاجأوا باندلاع مواجهات أمنية وقد استخدمت قوات الشغب السلاح المطاطي والشوزن لتفريق المحتجين، مما أصاب الأطفال بعدد من تلك الطلقات الطائشة، الأمر الذي استدعى نقلهم إلى مجمع السلمانية الطبي لمعالجتهم عن تلك الإصابة..

    • زائر 2 | 11:26 م

      حفل الشيشة

      اقترح حفل الشيشة و اذا كانت تفاح افضل

    • زائر 1 | 10:59 م

      بصراحة يحزّ في النفس

      تعمّد تسقيط شريف وفحروا هو قمة الخيبة لهذا البرلمان وكل ذلك حتى لا يصبح التوازن قائما في المجلس وسلب المجلس من قوته ولكي يبقى المجلس دائما دون الطموح ودون التطور وهذا بالطبع سوف يعكس خيبة أمل وعدم ثقة في مخرجات هذا المجلس
      محاولة الإخلال الدائم للمجلس هو خيبة أمل وإحباط دائم لدى هذا الشعب المسكين وهاهي تمر علينا ثلاث دورات وتركيبة المجلس مكانك سر
      تغليب فئة موالية حتى ينطبق وصف الكسيح على البرلمان

اقرأ ايضاً