العدد 2425 - الأحد 26 أبريل 2009م الموافق 01 جمادى الأولى 1430هـ

«المخطط العشوائي» 2009

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

التصريحات الرسمية المتعلقة بالمخطط الهيكلي الاستراتيجي الذي صدر بحسب المرسوم رقم 24 للعام 2008 تتحدث عن مبدأ الشفافية في استخدامات الأراضي بمختلف أنواعها وبما سيتيحه ذلك للجميع في داخل البحرين وخارجها من التعرف على الخطط والبرامج التنموية بما يسهم في تطوير البيئة الاستثمارية ودعم الاقتصاد الوطني وتأكيد النهج المتكامل للتطور العمراني.

المخطط تحدث أيضا عن كيف سيسهم ذلك في توفير المزيد من السواحل العامة في المحافظات كافة لتكون متنفسا للمواطنين والمقيمين وفي تعزيز البيئة الساحلية وتشجيع السياحة وإنشاء أماكن آمنة ونابضة بالحياة ليعمل ويعيش فيها أجيال المستقبل.

كل تلك التصريحات جميلة، ولكن زيارة واحدة للمناطق السكنية توضح الفرق الشاسع بين الطموح والواقع، فترى مثلا أن منزلا ليس عليه رقم، وبابه الخشبي مهترئ والمبنى على وشك الانهيار وبداخله أكوام من البشر محصورة كالنمل في حفرة صغيرة، وترى منزلا آخر شرفته محاطة بـ «التشينكو»، ودورة المياه أقرب إلى ما نراه في بعض الأفلام التي تصور عشوائيات الهند أو المكسيك أو مصر، ومنزل آخر يحكي قصة معاناة شاب وزوجته وأطفاله الذين يعيشون في منزل جدرانه شبه منهارة وأثاثه قديم لا يمكن عرضه حتى في سوق الحراج، كل تلك النماذج التي جاء ذكرها تذكِّرنا ببعض أفلام يوسف شاهين وخالد يوسف، والأخير في فيلمه «حين ميسرة».

مشاهدة ذلك ليس حالة أو حالتين لكنها ظاهرة متفشية في مناطق البحرين ونحن لا نحتاج إلى أن نذهب إلى السينما لنشاهد عشوائيات مصر أو الهند، فلدينا ما يتعس الناظرين، فهناك من الشباب من يرون أن البنايات الجميلة ترتفع من حولهم لكون البحرين مسطحة وتبدو عليها الأشياء بارزة من كل جانب، وهم يعلمون أنهم لن يتمكنوا من أن يعيشوا في هذه الغرف التي يقطنها الخدم في تلك المباني والفيلل.

إن ما لدينا اليوم هو المخطط الهيكلي 2009 وهو يشبه المخطط الهيكلي قبل مئة عام، وهناك وثيقة ورؤى تتحدث عن مخطط هيكلي للعام 2030 ويتحدث عن بلد يعمه الخير والعدل... ولكن 2030 ليس بعيدا، والعدالة التي ننشدها تحتاج إلى خطوات عاجلة الآن، وأتمنى من المسئولين زيارة «عشوائية» لمنازل المواطنين، ليروا كيف تتغذى جذور التطرف وغيرها من الاتجاهات في مثل هذه الحالات، هذا على رغم أن أكثرية البحرينيين يرفعون رأسهم بابتسامة كل صباح مؤملين خيرا في وعود سمعوها كثيرا... فهل من مجيب؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2425 - الأحد 26 أبريل 2009م الموافق 01 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً