في الوقت الذي أدعو فيه صناع القرار في الرياضة البحرينية للاستثمار في الألعاب القادرة على تحقيق الألقاب والإنجازات كلعبة كرة اليد على سبيل المثال لا الحصر، أدعو الأندية لاستثمار من نوع آخر وهو توطيد العلاقة بين اللاعب الناشئ والمدرسة (الجامعة).
هناك مفهوم سائد في الوسط القروي وغيره، بأن الرياضة عائق أمام الدراسة، ومن وجهة نظري الشخصية أن هذا المفهوم غير صحيح ولا يمس الواقع الذي تلعبه الرياضة.
تغيير هذا المفهوم بحاجة إلى عمل على أرض الواقع يقنع أولياء الأمور، فهناك كثير من المواهب أسيرة المنازل بسبب هذا المفهوم الخاطئ، وللأسف فإن غالبية الأندية تتعامل مع اللاعب على أنه ضيف لمدة وقت التدريب أو المباراة، ثم كأن لا علاقة لهم بالولد بعد ذلك.
وقت التدريب خلال اليوم لا يتعدى الساعة والنصف، ووقت المباريات لا يتعدى الساعتين ونصف، وألاحظ أن غالبية اللاعبين يضيعون الوقت في الأحاديث مع الزملاء قبل وبعد التدريب، ويتواجدون في النادي أحيانا في أوقات لا داعي لتواجدهم فيها، وهنا تكمن المشكلة، وهنا يتكرس المفهوم لدى أولياء الأمور.
أتصور أن من واجبات النادي من خلال مدرب الفريق أو الإداري التأكد من انصراف الولد لمنزله، وعدم تواجده في النادي في أوقات لا علاقة له بفئته وخصوصاً خلال أيام الأسبوع، ومن المفترض أن يتواصل النادي مع أهل اللاعب بشكل مباشر.
علاقة اللاعب بالنادي يجب أن تتعدى وجود النادي كمكان لأن يظهر اللاعب إمكانياته، إلى أن يكون النادي أشبه بالمدرسة التي يتعلم منها، لتكوين وتقويم شخصيته كفرد في المجتمع أولا وكلاعب في الأول والأخير.
أحد الأندية القروية التي أصبح لها شأن في الرياضة اليوم، قبل سنوات طويلة كان لديه إداري أو مشرف لعبة (توفي قبل سنوات)، عرف بأنه من الأسباب الرئيسية لازدهار اللعبة في ناديه، فقد كان الأخ والصديق لجيل ولد قويا من جميع النواحي ونجح في تحقيق الألقاب من العمل الاجتماعي والرياضي المتواصل.
على أنديتنا وبالأخص أندية القرى أن تخطو خطوة عملاقة للأمام، بخلق جيل رياضي متعلم، بخلق جيل يحب الدراسة كما يحب الانتماء للنادي، فهذا خير استثمار للمستقبل، وكم نحن بحاجة لأجيال من هذه النوعية (......).
لو يسأل أحد أي رئيس في أندية القرى في بلدنا، ما أكثر المشاكل التي تعرضت لها أيام رئاستك للنادي؟، لا أعتقد بأنه سيقول غير مشكلات اللاعبين المالية ومتطلباتهم والضغوط التي يمارسونها من أجل الحصول على المال أو تعويض العروض التي يحصلون عليها.
المشكلة أن غالبية اللاعبين البارزين، منهم من لم يكمل دراسته الثانوية، ومنهم من أكمل دراسته بالعافية، ففي الثمانينيات كان من لديه شهادة الثانوية العامة أشبه بمن لديه بكالوريوس في الوقت الجاري، واليوم من ليس لديه البكالوريوس كأن لم يكمل الدراسة الثانوية، ووسط ذلك فإن مشكلة مستوى التعليم بالنسبة للرياضية مكانها.
لو أن الأندية تهتم بالمستوى الدراسي للاعبيها منذ الصغر، تكون قد حلت جزءا كبيرا من المشاكل التي تواجهها في المستقبل، وتكون في وضع إداري أفضل يجعلها في حالة من الاستقرار، وفي وضع تنافسي أفضل، وبعيدة عن العيون (......).
دوري ناشئي اليد يلعب على 4 مباريات، الاتحاد يستضيف مبارياته، والشباب كذلك، باربار يستضيف مباراته ومباراة أخرى، ومباراتين تعلب على صالة اتحاد اليد، إذا كان الأمر كذلك، لماذا لا تلعب دوريات الفئات السنية بطريقة الذهاب ؟!، بحيث تعطى أحقية اللعب في صالة اتحاد اليد للاتفاق وأم الحصم فقط.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2975 - الخميس 28 أكتوبر 2010م الموافق 20 ذي القعدة 1431هـ