العدد 2975 - الخميس 28 أكتوبر 2010م الموافق 20 ذي القعدة 1431هـ

نساء الضاحية في الميدان!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

فجأةً يتصدّر الفضائيات خبر تصدّي مجموعة من نساء الضاحية الجنوبية لفريق تحقيقٍ تابعٍ للمحكمة الدولية التي تكاد تفجر الوضع اللبناني من الداخل!

الحدث سيبقى متصدّراً لنشرات الأخبار خلال الأيام الثلاثة المقبلة على الأقل، هذا إذا لم يتطوّر أكثر. فالخبر من نوع الأخبار التي تثير الكثير من علامات التعجب والاستفهام والاستغراب. فما الذي تفعله لجنة تحقيقٍ دوليةٍ في عيادةٍ لمعالجة أمراض النساء والولادة؟ وما ربط هذه العيادة بتحقيقٍ في جريمة اغتيال سياسية؟ ولماذا يسأل الفريق عن معلومات شخصية تعود للعام 2003، أي قبل عامٍ من الجريمة؟ ولماذا يطلب معلوماتٍ عن نساءٍ في بيئةٍ إسلاميةٍ محافظة؟ وهل يتوقع هذا الفريق أن يقابَل مثل الطلب المستهجَن بالتصفيق والزغاريد؟

لو كان الاقتحام لعيادة رجالية لأمكن تفهّم الأمر بالبحث عن معلومات لمشتبه بهم! أما وقد حدث الاقتحام لعيادةٍ نسائيةٍ، فذلك سيلقي المزيد من الشكوك حول محكمةٍ تحرّكها الولايات المتحدة وتطرب لها «إسرائيل».

طبيبة النساء إيمان شرارة التي لا يعرفها أحد، أصبحت فجأةً ضيفةً على الإعلام، وقد روت القصة من بدايتها، حيث اتصل بها شخصٌ يبدو من لهجته أنه فلسطيني أو أردني، لترتيب الزيارة برفقة فرنسي وأسترالي ومترجمة، وسألوا عن كيفية استقبال المريضات وأرشفة الملفات. وعلّقت قائلةً: «كنت حائرة، فأنا طبيبة نساء، وإذا اتصلت والدة إحدى المريضات لا أعطيها معلومات عن ابنتها». فكيف يطلبون منها أرقام وعناوين مريضاتها؟ ويبدو أن احتكاكاً حدث بسبب تجمّع بضع نساء (قدّرها المحامي بعشر سيدات) لعلاج حالةٍ طارئة، فأثار التأخير غضبهن وحدث نزاع ومشادات.

في اليوم الأول تجنّب «حزب الله» التعليق على الحدث، ولكنه في اليوم التالي أعلن عن مؤتمرٍ عاجلٍ لأمينه العام، فـ «لعب العيال والمراهقين» زاد عن حدّه، حتى انقلب عرضاً مسرحياً هزلياً. وربما دفعه إلى ذلك رد فعل الفريق الآخر (الموالاة)، الذي أسرع إلى شن هجومٍ سريعٍ، معتبراً ما حدث اعتداءً خطيراً في إطار الحرب الشاملة التي تشنها المعارضة على المحكمة الدولية، واستهدافاً مباشراً للشرعية الدولية! وتحدث عن «اعتداء فرقة (نسائية) من الأهالي تابعة لحزب الله على المحقّقين»، وقدّرها بـ 150 كوماندوزة!

الغريب أن ردود الفعل «الدولية» توالت بسرعة، فالمدعي العام للمحكمة الدولية أدان اللجوء إلى كلّ أشكال العنف! ورئيس المحكمة اعتبر الحادث «محاولة مدانة لإعاقة العدالة»، وتوعّد برفع تقرير إلى الأمين العام للأمم المتحدة. أما الولايات المتحدة فأدانت بـ «أشد العبارات الممكنة التي تمتلكها» هذا الهجوم العسكري! ومن المؤكد أن بقية الزعماء الغربيين المناضلين (ساركوزي وبراون وميركل وبرلسكوني...) لن يناموا (البارحة) قبل إصدار بيانات إدانة! وربما نقرأ صباح اليوم (الجمعة) روايات أخرى عن فرقة «الكوماندوز» النسائية التي هاجمت الفريق، وتفاصيل الهجوم العسكري وكيف تم الإعداد له والتدرّب على تنفيذه منذ العام 2003!

لبنان عجز عن حلّ ملف شهود الزور. وقبل أسبوعين كشف عن سيطرة «إسرائيل» التامة على شبكة اتصالاته الوطنية، دون أن يصدر عن فريق الموالاة أدنى استنكار، بينما يذهب أحد نوّابه إلى أميركا ليضع الزهور على قبور جنود «المارينز» الذين «استشهدوا» أثناء غزوهم للبنان!

لم تكن مجرد اقتحام لمستشفى نسائي في الضاحية، وإنّما غباءٌ إعلامي، ومكايدة سياسية رخيصة، وفضيحة أخلاقية لأرجوزات السياسة الطائفية في لبنان.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2975 - الخميس 28 أكتوبر 2010م الموافق 20 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 12:52 م

      مناصرين المحتل

      آقول يا سيد هناك جماعة مناصرين ل14 اذار في البحرين، ولذلك يدافعون عن من تعاون مع اسرائيل في حرب تموز، تشوفهم يدخاون ويدافعون عن جماعتهم االتي استقبلت كونداليزا رايس بالقبلات في بيروت بينما كانت القنابل الامريكية الذكية تدك العاصمة والضاحية الجنوبية. لو كان هناك شرف كان استقالوا ورحلوا مع المحتل.

    • زائر 12 | 8:56 ص

      الخميس

      سيدنا العزيز انا اعرف تماما ان هذة الموضوع ليس من اختصتصك او ليس المكان الناسب لاكتب لك فية ولكن لك كتاب يتكلم عن منطقة الخميس وعن نادي الاتحاد اتمنى منك الاهتمام في هذة الموضوع ولقد طرق عدة ابواب ولم احصل على اي جواب السؤال هو متي سيتم الانتهاء من ملف حسابات النادي الذي اصبح معلق اكثر من سنة وهنالك اغلاط وشبوهات كثيرة علية متى سيتم الانتخابات في النادي وللعلم بان النادي الان خمس سنوات تقريبا بدون انتخابات انت ابن عاصمة البحرين سابقا

    • زائر 11 | 6:51 ص

      وان عشت اراك الدهر عجبا

      سيدي قاسم ، لقد تيقنت يقينا تاماً ، ان سعد الحريري وجماعته من فريق 14 عيار ، ما هم الا شرذمة يأتمرون بأمر امهم اميركا وعمتهم اسرائيل وهم لم يكونوا يوما ينشدون الحقيقة ، وجماعة هذا الفريق هم من مجموع الاعراب الذين يقولون لاميركا حاضر ماما ، وهم انفسهم الذين كانوا يقولون حين يذكرون الحزب بقولهم بما يسمى حزب الله ، وسبحان ربك لم يعترفوا به الا مؤخراً حينما ركع عمتهم اسرائيل ، ولكنهم بعدها نقصوا عليه واجتمعوا على محاربته وتشويه صورته ، هولاء الصغار يتجرأون اليوم على السيد حسن ويرمونه بالاباطيل

    • زائر 10 | 6:03 ص

      أبن المصلي

      أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم بكل تأكيد أنه من كان مع الله كان الله معه وأن اجتمعت عليه كل الدنيابجحافلها وجيوشها والنصر قريب قريب جداً أنشاء الله وما النصر الامن عند الله القوي العزيز فالكيدية لهذا الحزب الذي رفع رأس الأمة العربية والأسلامية ليست وليدة الساعة الكيدية من زمن بعيد والتخطيط الأنجلو امريكي الصهيوني ومع الأسف الشديد تبعتهم قوى رجعية عربية ارادت لهذه الأمة أن تعيش الذل والهوان ومن اشر خلق الله واجبن أمة على وجه هذه الأرض وهم الصهاينه المجرمين ولكن هيهات فجند حزب الله قادمون

    • زائر 9 | 5:34 ص

      ناس

      ناس من ثوارتها تجيب ليها الكلام !!

    • زائر 8 | 4:56 ص

      مضحك

      يضحكني زائر 5دول تخاف من تاير حزب مثل حزب الله مستهدف من القريب قبل البعيد
      اسرائيل محاولة تلو الاخرى فاشلة لاختراق الحزب امكانيات هائلة ولكن الله يحفظ الحزب
      من كل سوء ليس له مثيل على الاطلاق

    • زائر 7 | 4:39 ص

      الحقيقة

      المحققين مايقدرون يسون شيئا لأن القتلة هم اليهود بقصد الفتنة ومسكين ولد الحريري ما ينوس يتهم اسرائيل
      وحزب الله واعي يعرف الحاقدين يرمون كل بلاوي الدنيا عليه

    • زائر 6 | 3:30 ص

      مالذي أدخل الغرب في القضية

      الحكومة اللبنانية متوطئة مع من ارتكب الجرم في التسويق لأمور معينة استغلالا للدماء بغية الوصول إلى سلاح حزب الله وذلك بعد أن عجزوا عن ذلك عن طريق الحرب فليس لهم إلا مثل هذه الألعاب
      والتي أعتقد أن حزبا هزما إسرائيل عسكريا ونفسيا لقادر على كشف ملابسات هذه الأمور وتخطي هذه الأزمة بسهولة رغم أن من يلاحظ
      تصرفات الحزب يرى فيها الكثير من الحكمة التي اعترف بها حتى العدو وكرر ذلك لاحقا بالامس القريب

    • زائر 5 | 2:26 ص

      و الله غريبه

      لماذا حزب طافي يملك ترسانه حربيه قويه يخاف من 14 رقم هاتف محمول !!!!!

    • زائر 4 | 2:09 ص

      ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله

      ولا يحيق المكر السيء إلا باهله كما يقول القرآن الكريم. سينقلب هذه الحركة المسرحية البايخة على جماعة الموالاة كما انقلب عليهم 7 آيار، وكما انقلب عليهم ملف شهور الزور.

    • زائر 3 | 2:00 ص

      غباء اعلامي ممتاز

      فعلا يا سيد غباء اعلامي ومزايدة سياسية رخيصة، وهي مشكلة بعض من الناسن ودائما النتيجة تأتي عكسية في هذه الحالاا، والدليل ما حد من فوز كاسح للوفاق، وهزيمة كل من ناصرهم فريق الموالاة!!!!!!!!!

    • زائر 2 | 1:07 ص

      فريق 14 آذار هو من تعاون مع إسرائيل في الإغتيال

      ليش ما زاروا عيادة نسائية تابعة ل سمير جعجع هذا عليه علامات إستفهام كان يغرد سيقتل واحد ، سيتم إغتيال واحد وهل يعلم الغيب من طلع هالسفاح من السجن صارت البلاوي
      الأمور واضحة مثل الشمس التي تشرق من الشرق

    • زائر 1 | 11:22 م

      تكلم عن إنتصار جريدة الوسط

      سيدنا تكلم عن فوز الوسط على المستوى العربي و الدولي
      لو ان هذا الفوز حصلت عليه بعض صحف المفبركات لا سمح الله ، لقلبت البحرين رأسا على عقب بالإحتفالات و الإستعراضات ، بلى أنتم يا جريدة الوسط أولى بهذه الإحتفالات فلترفعوا راياتكم في كل حي و لتسمعوا أصواتكم كل فرد من أبناء الشعب

اقرأ ايضاً