فتيات الأحمر، ذلك الفريق الجميل المكوّن من فتياتنا البحرينيات لكرة القدم، قدّمن لعبة احترافية تستحق التقدير، وما أجملهن عندما حصلنا على البرونز في هذه المباراة.

ولكن... ما إن ذهبنا إلى استاد البحرين الوطني لنشجع فتيات الأحمر على عملهن الراقي، حتى أصبنا بالذهول من بعض الأمور داخل الاستاد الوطني، الذي يُعد الأوّل في البحرين لرعاية الرياضات بشتّى أنواعها.

قبل أي شيء أوّل ملاحظة كانت عند دخولنا الاستاد، عندما تقدم من جهة الإدارة العامة للمرور، فلا توجد هناك إشارة مرورية لتنظيم عملية السير، فالكل يدخل من جهة المرور على السيّارات المسرعة في الشارع العام، وقد شكّل ذلك خطراً واضحاً بالنسبة للناس، والغريب إغفال إدارة المرور عن وضع الإشارة في هذا المكان، على رغم خطورة الوضع.

وكذلك لم نجد المواقف بالصورة المنظّمة، أو حتى لم تكن هناك إشارات للمواقف، أو خطوط، بل وجدنا ساحة واسعة وقديمة، ولكأنّك يجب أن تعرف بدون أن يقول لك أحد أين تقف.

والملاحظة الثالثة التي لاحظناها، هي عدم وجود إشارات أو لافتات ترشدنا إلى مكان العائلات أو الشباب أو الـ VIP، فما أن تذهب إلى أحد الأبواب وتسعى إلى الدخول، حتى يخبرك رجالات الأمن بأن هذا المكان مخصص للشباب، ومن ثمّ تركض بأقصى سرعتك حتى لا تفوّت المباراة، وتجد الباب الثاني موصد والسبب هو أنّ هذا الباب للـ VIP، وأخيراً تكتشف بنفسك الباب المخصّص للعائلات.

عندما دخلنا إلى المكان المخصّص لرؤية المباراة المهمّة وهذا الحدث التاريخي، تفاجأنا بالكراسي «المكسّرة» والغبار المنتشر في أرجاء المكان، وعدم وجود التنظيم من قبل المسئولين على الاستاد أو حتى من قبل شرطة المجتمع، ونُضيف إليه اتساخ المكان وقذارته، حتى تكاد لا تصدّق بأنّك في البحرين، بل في دولة من دول العالم الثالث.

نضيف إلى هذا كلّه قلّة عدد المشجّعين، والكل كان مستاء من عدم وجود الإعلانات التي ترشد الناس لحضور هذه المباراة للفريق البحريني النسائي لكرة القدم، فعدم وجود الإعلانات أدّى إلى تضاؤل حجم المشجّعين، ولو كانت المباراة للفريق الرجالي، لوجدنا الحضور الكثيف والمتدفّق! أيضاً لم نجد بين الكراسي أكياس قمامة أو سلال لرمي القمامة، ما أدّى إلى رمي الأوساخ على الأرض، وزيادة (الوساخة) التي أصلاً كانت موجودة عند كراسي المشجّعين، ولكأنّك لا تشهد موقفاً حضارياً في مملكة حضارية.

نشكر فتيات الأحمر اللاتي شجعْننا على حضور المباراة، ورؤية هذه الأخطاء الفادحة في استاد البحرين الوطني، كما نتمنى لهنّ التوفيق على العمل الجبّار الذي قمن به.

وأخيراً رسالة إلى القائمين على الاستاد، باتّخاذ هذه الملاحظات في عين الاعتبار، والإسراع في تعديل صورة الاستاد، فهو يعكس صورة مجتمع البحرين من الداخل والخارج.

وجمعة مباركة.