النجوم لا تصنع فريقا مهما كبر حجمها، وإنما الفريق المتجانس هو من يصنع النجوم ويظهرهم على الملأ، هذه هي القاعدة ولكل قاعدة شواذ، وهذا أمر طبيعي ولعل أبرز شواذ هذه القاعدة هو الأسطورة الأرجنتينية مارادونا الذي صنع نادي نابولي الإيطالي كما صنع منتخب بلاده بنجوميته الخارقة، ومع ذلك فإن القاعدة هذه تنطبق عليه أيضا لأن مارادونا لم يكن لوحده وإنما كان خلفه جنود مجهولون يبذلون كل طاقاتهم من أجل فريقهم ومنتخبهم.
روح الفريق هي الأساس في أي عمل، فالفرد مهما بلغ من إمكانات لا يستطيع وحده أن يصنع المستحيل، ولكن المجموعة قادرة على تحقيق الكثير إذا عملت بجد وبواقعية واستغلت قدرات كل فرد فيها وأبرزتها بالصورة الصحيحة.
وهنا يأتي دور المدرب وإدارة الفريق اللذين يقع على عاتقهما خلق روح الفريق الواحد واللعب من أجل المجموعة وليس الفرد، لأن اللعب الجماعي هو الذي يبرز الأفراد ويحقق الانتصارات.
ريال مدريد مثلا استقطب أفضل لاعبي العالم وفشل فشلا كبيرا في تحقيق الانسجام بينهم وبات كل منهم يلعب لوحده ومن أجل نفسه، فخسر اللاعبون وخسر الفريق.
أما بعد أن استقدم هذه المرة المدرب الخبير جوزيه مورينهو فالوضع اختلف تماما وبات الأفراد يلعبون من أجل الفريق فبرزوا وانتصر الفريق على مختلف الصعد.
عقلية الفريق والروح القتالية والإصرار تتجسد دائما في المجموعة، فمتى ما كانت هذه المجموعة متحدة وتلعب من أجل هدف واحد حققت الكثير.
بالأمس انطلق دوري زين البحرين لكرة السلة ووجدنا في الانطلاقة ترجمة فورية لهذه القاعدة، ففريق شاب مثل النويدرات بعد أن تخلى عن أبرز لاعبيه ونجومه وأصبح معتمدا على الشباب، تمكن من تقديم مستوى مميز وتحقيق الفوز على فريق بحجم الحالة والسبب روح الفريق ولعب الأفراد من أجل المجموعة.
على العكس من ذلك كان الجار فريق سترة الذي قدم مباراة سيئة جدا في انطلاق الدوري أمام فريق مدينة عيسى وخسر بفارق كبير على رغم أنه يضم مجموعة من الأسماء الكبيرة والسبب يعود بالأساس إلى غياب روح الفريق وغياب اللعب الجماعي وغلبة اللعب الفردي ورغبة كل لاعب في الظهور وهو ما يؤدي إلى الفشل المحتوم.
فريق سترة بدا منهارا تماما ولم يتمكن من مجاراة خصمه الذي لعب بصورة جماعية مميزة، وهنا اتضح الفارق جليا بين الفرد والمجموعة.
روح الفريق هي الأساس لتحقيق أي انتصار، ومهما ضم الفريق من لاعبين ونجوم إذا لم يلعبوا من أجل الفريق وبصورة جماعية موحدة فإن الفريق يكون أكثر قابلية للانهيار وتلقي الخسائر الثقيلة.
ما يجب أن تحرص عليه أي إدارة هو روح الفريق بالأساس وليس الأسماء الموجودة فيه إذا أرادت تحقيق النجاح.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2974 - الأربعاء 27 أكتوبر 2010م الموافق 19 ذي القعدة 1431هـ