اندلعت مواجهات عنيفة أمس (الأربعاء) عندما دخل متطرفون يهود بلدة «أم الفحم» العربية في شمال إسرائيل للمشاركة في مسيرة بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لمقتل الحاخام المتطرف، مائير كاهانا، إذ أحرق شبان عرب ملثمون إطارات ورشقوا حجارة على عناصر من الشرطة مجهزين لمكافحة الشغب.

من جانبها، دانت حركة «حماس» التظاهرة، ودعت السلطة الفلسطينية إلى «إعلان انسحابها فوراً» من المفاوضات مع إسرائيل.

على صعيد مختلف، يصل اليوم (الخميس) وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط إلى رام الله ليسلم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رسالة من الرئيس مبارك بشأن عملية السلام.

أمنياً، استشهد ناشط فلسطيني وجرح آخر أمس برصاص الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة.

حماس تدين التظاهرة ... واستشهاد ناشط فلسطيني برصاص إسرائيلي

مسيرة لمتطرفين يهود في «أم الفحم» تتحول لمواجهات عنيفة مع الفلسطينيين

القدس، القاهرة - أ ف ب، د ب أ

اندلعت مواجهات أمس (الأربعاء) عندما دخل متطرفون يهود بلدة أم الفحم العربية في شمال إسرائيل للمشاركة في مسيرة تحت حراسة مشددة من الشرطة وقيام السكان بقذفهم بالحجارة.

ولدى اقتراب مجموعة من عشرين شخصاً تقريباً من الناشطين اليمينيين أحرق شبان عرب ملثمون إطارات ورشقوا حجارة على عناصر من الشرطة مجهزين لمكافحة الشغب ردوا بإطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم.

وهتف سكان عرب يلوحون بأعلام فلسطينية من على أسطح المنازل «فلسطين حرة» و»بالروح، بالدم نفديك يا فلسطين».

وتتزامن المسيرة المثيرة للجدل مع الذكرى السنوية العشرين لمقتل الحاخام مئير كاهانا المتطرف الذي غالباً ما دعا إلى طرد العرب من إسرائيل.

وقال المنظمون إنهم يشاركون في المسيرة للمطالبة بحظر الحركة الإسلامية في إسرائيل بزعامة الشيخ رائد صلاح.

وقبل بدء المسيرة، تجمع مسئولون عرب محليون وعشرات المتظاهرين يلوحون بأعلام فلسطينية في البلدة، حسبما أفاد مراسلون لوكالة «فرانس برس» بينما انتشرت أعداد كبيرة من الشرطة لمنع وقوع مواجهات. وقال عفو اغبارية وهو عربي من ام الفحم وعضو في الكنيست انضم إلى مسئولين آخرين للاعتراض على المسيرة إنها «عمل استفزازي للجماهير في ام الفحم والاقلية العربية للبلاد».

وأضاف «يحاولون نزع شرعية الوجود العربي وهذا ينسجم مع التطرف اليميني في هذه الحكومة التي تسن القوانين العنصرية».

إلا أن غيره كان أكثر وضوحاً. وقال أحمد بويرات (75 عاماً) قبل بدء المسيرة «لن يدخلوا أم الفحم إلا على أجسادنا». وقال «نرحب باليهود لكن هؤلاء مجموعة فاشية وعنصرية ونازية».

من جانبها، دانت حركة «حماس» التظاهرة التي يقوم بها اليهود المتشددون، ودعت السلطة الفلسطينية إلى «إعلان انسحابها فوراً» من المفاوضات مع إسرائيل.

وقال المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم في بيان صحافي إن «ما يجري في أم الفحم من هجوم صهيوني متطرف تحت حماية جنود الاحتلال هو استهداف صهيوني عنصري للوجود الفلسطيني على أرضه».

على صعيد مختلف، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أمس بأن وزير الخارجية، أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، سيقومان اليوم (الخميس) بزيارة إلآ رام الله وعمّان. وقال المتحدث إن أبو الغيط سينقل رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تتعلق بالوضع في المنطقة، وذلك في «إطار التشاور المستمر بين القيادتين حول التطورات المتلاحقة في الشرق الأوسط»، وفي مقدمتها الوضع الخاص بجهود التسوية السياسية وكذلك الأوضاع المتعلقة بلبنان والعراق وغيرها من القضايا الإقليمية المهمة. كما سيزور أبو الغيط وسليمان رام الله بالضفة الغربية ليلتقيا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، حيث يسلمانه رسالة من الرئيس مبارك حول التقييم المصري للوضع الخاص بجهود المسار السياسي التفاوضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك المصالحة الفلسطينية. وأوضح المتحدث إن المسئولين الاثنين يتطلعان للتشاور مع الجانب الفلسطيني والرئيس عباس حول تقييم الوضع الحالي برمته بما في ذلك البدائل والخيارات المطروحة للتحرك في حال وصول الجهد السياسي التفاوضي إلى طريق مسدود. أمنياً، استشهد ناشط فلسطيني وجرح آخر الأربعاء برصاص الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة، حسبما ذكرت أجهزة الطوارئ الفلسطينية.

وقال منسق الخدمات الطبية في قطاع غزة، آدهم ابو سلمية لوكالة «فرانس برس» إن «قوات الاحتلال أطلقت قذيفة دبابة باتجاه مواطنيين شرق جباليا شمال قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد جهاد عفانة (20 عاماً) من جباليا».