أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي مساء الجمعة الماضي عن الأفلام الفائزة بجوائز اللؤلؤة السوداء لدورته الرابعة التي أقيمت في الفترة 14-23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 2010، حصد الفيلم الروسي أرواح صامتة «OVSYANKI» للمخرج أليكسي فيدورتشنكو جائزة اللؤلؤة السوداء كأفضل فيلم روائي طويل والبالغ قدرها مئة ألف دولار أميركي، وذلك «لتصويره الشعري لأصداء تراث ثقافي لشعب حاضر اليوم، ولتميز لغته السينمائية».
أما في فئة الأفلام الروائية الطويلة من العالم العربي فقد ذهبت جائزة اللؤلؤة السوداء والبالغ قدرها مائة ألف دولار أميركي للفيلم اللبناني «شتي يا دني» الذي أخرجه بهيج حجيج.
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل ممثل والبالغ قدرها 25 ألف دولار أميركي ذهبت للفنان أندرو غارفيلد بطل فيلم «لا تتخلَّ عني – Never Let Me Go» الذي أخرجه مارك رومانك وهو من إنتاج أميركي بريطاني مشترك.
أفضل ممثلة كانت الفنانة لبنى أزابالفي التي حصدت جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل ممثلة والبالغ قدرها 25،000 دولار، عن دورها في الفيلم الكندي الفرنسي «حرائق - Incendies» للمخرج دني فيلنوف.
وحصل فيلم كارلوس (CARLOS) على تنويه خاص من لجنة التحكيم وذلك «لتقديمه صورة معقدة عن حقبة زمنية ومنطقة جغرافية وشخصية مثيرة للجدل».
يشار إلى أن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة تشكلت برئاسة المخرج والكاتب لويس بوينزو وضمت في عضويتها كل من المخرج والممثل فوزي بن سعيدي، والممثلة السورية سلاف فواخرجي، والمخرج المنتج صديق بارماك، والمخرج وفنان البصريات كريم أينوز.
أما في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فقد كانت جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي (100،000 دولار) مشتركة بين فيلم حنين إلى الضوء (NOSTALGIA DE LA LUZ) للمخرج باتريسيو غوزمن وهو من إنتاج تشيلي، فرنسي وألماني، وفيلم ساري زهري (PINK SARIS) للمخرجة كيم لونغينوتو وهو من انتاج بريطاني وهندي.
وقد حصد فيلم «حنين إلى الضوء» الجائزة «لأصالة فكرته السينمائية الدرامية، حيث الصورة والصوت يعملان كإشارات للعثور على المجهول في الماضي الحاضر». أما فيلم «ساري زهري» فقد تميز «لجلب السينما والحياة لبعضهما الآخر وكسر الوهم بين الوثائقي والروائي. وللقوة الروحية لشخصية المرأة التي تخترع من داخلها سلطة جديدة تواجه السلطة الرسمية».
أما جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي من العالم العربي أو حول العالم العربي فقد منحت مشاركةً بين فيلم «شيوعيين كنّا» للمخرج ماهر أبي سمرا وهو من إنتاج لبناني، فرنسي، إماراتي، والفيلم الهولندي «وطن» للمخرج جورج سلاوزر.
وتميز فيلم «شيوعين كنا» «لمحاولته السينمائية في فتح الأزمنة على الأزمنة والبحث عن نواة الماضي في الحاضر والحاضر في الماضي. حيث يقلّ سينمائي رفاقه في الفيلم في رحلة متشظية نحو المعرفة والاعتراف، ذهاباً نحو الانتماء للإنسانية والعدالة في وطن من طوائف يفوح بالعنف».
أما فيلم «وطن» فقد حصد الجائزة «للمعالجة السينمائية الدرامية للزمن الحياتي في الزمن الفيلمي، ولرحلة الكاميرا في الذاكرة منذ 36 عاماً نحو الحاضر لترسم (بورتريه) تراجيدياً للشتات الفلسطيني».
كذلك حصل فيلمي «دموع غزة» للنرويجية فيبكه لوكبرغ، و»بحبك يا وحش» للمخرج اللبناني محمد سويد على تنويه خاص من لجنة التحكيم.
وضمت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة المخرج أسامة محمد رئيساً، فيما ضمن في عضويتها كل من المخرج لوي بسيهويوس، ومصمم المناظر صلاح مرعي، والمنتج بيهروز هاشيميان.
أما في مسابقة آفاق جديدة ففاز الفيلم الايراني «غيشير» للمخرج وحيد وكيليفار، بجائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج جديد وذلك «لرؤيته السينمائية الأصيلة وأسلوبه الإخراجي المرهف في توجيه الممثلين، وبراعته الفنية وإبداعه في تحويل واقع قاسٍ إلى لوحات سينمائية مترعة بالجماليات المرئية المحسوسة».
أما جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج جديد من العالم العربي فذهبت لفيلم «طيب، خلص، يلّلا» اللبناني، للمخرجين رانيا عطية ودانييل غارسيا، وذلك «لتحوله عن تفاهة الحياة اليومية إلى بعد شاعري عميق، واكتشافٌ نرحب به لاثنين من المواهب المبدعة الجديدة».
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي لمخرج جديد كانت مشاركةً بين الفيلم الأميركي «بيل كانينغهام نيويورك (BILL CUNNINGHAM NEW YORK) للمخرج ريتشارد برس، والفيلم الأرجنتيني المتجول (EL AMBULANTE) للمخرجين أدريانا يوركوفيتش، إدواردو دي لا سيرنا، لوكاس مارشيفيانو.
وحصد فيلم «بيل كانينغهام نيويورك» الجائزة «لبراعته في رسم لوحة آسرة نابضة بالحياة ومرسومة بمنتهى الجمال، تخبرنا عن إنسانية ونزاهة رجل نادر مرهف الإحساس، يغوص بعمله في أعماق عالم الموضة بعيداً عن بريقه السطحي ليكشف متعة التفرد».
أما فيلم «المتجول» فتميز «لأسلوبه الصادق والإنساني في توثيق قصة نادرة عن رجل يولي ظهره لصنع لأفلام التجارية بغرض الربح، ويسافر في أصقاع الأرض إلى المجتمعات المهمشة ليصنع أفلاماً تذكرنا بالغاية من صنع الأفلام ولمن تُصنع».
الفيلم المصري «جلد حي» حصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم كأفضل فيلم وثائقي لمخرج جديد من العالم العربي تميز «بأسلوبه الحر وشغفه بقضية فيلمه، واصطحبنا في رحلة مؤثرة عبر الظروف المأساوية التي يعمل ويعيش فيها أطفال مجبرون على العمل».
وضمت لجنة تحكيم مسابقة آفاق جديدة كل من المخرج إيليا سليمان رئيساً، والفنان المنتج خالد أبوالنجا، والفنانة ناندانا سين، والمنتج ليتا ستانتيك، ومخرجة «نساء يصنعن أفلاماً» ديبرا زيميرمان، أعضاء اللجنة.
جائزة «خيارالجمهور» والبالغ قدرها 30 ألف دولار أميركي ذهبت للفيلم البريطاني «الغرب غرباً» (WEST IS WEST) وهو من إخراج أندي دي إيموني.
وقد جاءت الأفلام التي اختارها الجمهور وفق الترتيب التالي:
المركز الثاني - سكريتيريت للمخرج راندل والاس - الولايات المتحدة الأميركية
المركز الثالث - النساء بطلات للمخرج ج. ر. - فرنسا
المركز الرابع - ملوك الحلويات للمخرجين كريس هيجيدوس و دي. إيه. بينبايكر - فرنسا/ هولندا/ المملكة المتحدة/ الولايات المتحدة الاميركية
المركز الخامس – لعبة عادلة للمخرج دوغ لايمن – الولايات المتحدة الأمريكية.
أما جائزة شبكة الترويج للسينما الآسيوية «نيتباك» فقد ذهبت لفيلم زفير (ZEFIR) التركي لمخرجته بيلما باش وذلك «للحساسية العالية التي رويت بها حكاية تفتح الإنسان على الحياة في حالة من الضياع، وللتصوير المدهش الذي تميز به الفيلم».
يشار إلى أن شبكة الترويج للسينما الآسيوية (نيتباك) تمكنت خلال عشرين عاماً منذ تأسيسها من ترسيخ اسمها كواحدة من المنابر الرائدة لاكتشاف السينما الآسيوية والترويج لها، وكانت من أول المنظمات التي بادرت للإعراب عن ضرورة الاعتراف بالمواهب السينمائية الجديدة والصاعدة بين الآسيويين وإفراد المساحة لها لتواصل النماء والتطور. وتمنح جائزة نيتباك في 21 دولة موزعة على القارات الخمس ضمن 28 مهرجاناً سينمائياً دولياً، من بينها مهرجان أبوظبي السينمائي.
وضمت لجنة التحكيم لهذه الجائزة كل من ألبرتو إيلينا دياز مدير مهرجان غراندا السينمائي «أفلام من الجنوب» كرئيس للجنة، والمخرجة دو كيونغ كيم والناقد السينمائي كونيت سيبينويان كأعضاء للجنة.
يشار إلى أن مهرجان أبوظبي السينمائي (مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي سابقاً) تأسس العام 2007 بهدف المساعدة على إيجاد ثقافة سينمائية حيوية في أرجاء منطقة الشرق الأوسط. يتعهد المهرجان الذي تقدمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام تحت رعاية الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، بتنسيق برامج استثنائية تجذب المجتمع المحلي وتسهم في تثقيفه كما تلهم صناع الأفلام وتغذي نمو صناعة السينما في المنطقة.
كما يلتزم المهرجان بعرض الأعمال الجديدة والمميزة لصناع السينما العرب لتشارك في المسابقة إلى جانب أعمال كبار المخرجين في عالم السينما، ليقدم بذلك إلى الجماهير المتنوعة والمتحمسة لهذا الفن في أبوظبي وسيلة لتبادل الأفكار من خلال فن السينما، ويسلط الضوء على الأصوات الجديدة والجريئة في السينما العربية بما يتماشى مع دور أبوظبي كعاصمة ثقافية ناشئة في المنطقة، وليكون المهرجان بقعة في هذا العالم لاكتشاف وقياس نبض السينما العربية الحالية.
العدد 2974 - الأربعاء 27 أكتوبر 2010م الموافق 19 ذي القعدة 1431هـ