العدد 2974 - الأربعاء 27 أكتوبر 2010م الموافق 19 ذي القعدة 1431هـ

فوزية الصالح تدشن كتابها «ثمار البـحرين» بمركز كانو الثقافي

متتبعة الثمار البحرينية في مكوناتها واستخداماتها وفي المأثور الشعبي

تتبعت الباحثة وعضو مجلس الشورى فوزية الصالح في كتابها الجديد «ثمار البحرين» أهم الثمار التي تنتجها البحرين ويعرفها الأهل والآباء والأجداد ومنها ابتنت أجسادهم وبيوتهم وثقافتهم، وليس أدل على ذلك مما ذهبت إليه الباحثة في تتبعها ومنهجيتها إذ رصدت الثمار ومكوناته الكيميائية، كما رصدت تمثلاته في المأثورات الشعبية البحرينية، ثم توقفت مع أهم استخداماته، في شكل موسوعة متميزة.

جاء الكتاب في 171 صفحة من الحجم الكبير في حلة بهية إذ تزين بالصور الفنية بما يجعله تحفة فنية متميزة، شهية سائغة للآكلين حتى لتود أن تقوم من بعد قراءتك وتصفحك إياه اقتناء هذه الثمار والتهامها ما أمكنك ذلك من جودة الصور المختارة بعناية وإمعان في التقاط كل ثمر وإبرازه في أجمل وألذ صورة.

يمثل كتاب ثمار البحرين في منهجيته وتتبعه للثمار في البحرين وفي الشكل الإخراجي له أيضاً جهداً موسوعياً يضاف إلى جهود الباحثة السابقة فقد صدر لها نباتات البحرين الطبية 2002 مشترك، الورد الجوري 2005، أزهار وأوراق 2008 والذي صدر مترجماً في 2009، بالإضافة لعدد من الأبحاث في مجال الكيمياء والنباتات الطبية والبيئية.

وكانت الصالح قد دشنت كتابها «ثمار البحرين» في مركز كانو الثقافي وذلك خلال أمسية نظمها المركز بمشاركة الصحافية الزميلة عصمت الموسوي ورئيس قسم الإعلام بجامعة البحرين حاتم الصريري في عرض الكتاب، وتضمنت الأمسية إهداء مجموعة من نسخ من الكتاب موقعة من المؤلفة للأصدقاء ورواد مركز كانو الثقافي وقد دشن الكتاب بدعم من شركة الخليج للبتروكيماويات جيبك.

يشار إلى أن كتاب «ثمار البحرين» يسلط الضوء على أشهر ثمار البحرين التي روتها مياه عيونها العذبة التي طالما اشتهرت بها قديماً، وقد تطرقت الكاتبة إلى فوائد الثمار العلاجية وأهميتها بالنسبة لسكان البحرين والمنطقة.

ويشتمل الكتاب على أشهر أنواع الثمار المعروفة في المزارع وبساتين النخيل التي تحيط بالعيون والينابيع القديمة في مملكة البحرين، والتي انطبعت في ذاكرتنا وشكلت المكونات النفيسة لإنسان هذه الجزيرة، ويجمع الكتاب جوانب علمية وتراثية وفنية تساعد على دراسة وتوثيق صور الثمار في ذاكرة الأجيال القادمة.

وقد تضمن كتاب ثمار البحرين رصداً لأهم الثمار ومنها الباباي، البرتقال، والبطيخ (الشمام) والبطيخ الأحمر (الجح)، والمبمر والترنج، والتوت، والتين، والتين الشوكي، والجوافة، والجيكو، والخيار، والرطب (البلح)، والرمان، والزيتون، والصبار الحامض، والصبار الهندي، وعباد الشمس، والعنب، والفلفل الحار، والفلفل الحلو، والكنار البحريني، والكنار الهندي، واللوز، والليمون، والمنجا، والموز.

في مقدمة الكتاب أشارت الصالح إلى أن أرض جزيرة البحرين تزدان بالعيون وتحيط مياه البحر بهذه الجزيرة، مياه عذبة وأخرى مالحة. تشكل مياه العيون أحد أوجه الحياة في هذه الجزيرة... ويسكن البحر فيها في ذاكرة الإنسان فيشكل وجهاً آخر لها.

وفي الذاكرة تسكن العيون التي تغنّى بها الشعراء: «عين عذاري»، «أم الشعوم»، «عين قصاري»، «عين الرية»... عيون ماء «وزروع ونخل طلعها هضيم».

الماء حالة فيزيائية... مكوناته كيميائية. الماء سليل الأكسجين «إكسير الحياة» وسليل الهيدروجين «إكسير النار».

وظيفته حيوية...

قطراته تحسب الوقت رياضياً...

الماء حالة لغوية ولسانية، أدبية وثقافية، نفسية واجتماعية، تاريخية وجغرافية... الماء حلم الطفولة...

يقين العلماء أن في القمر يوجد ماء، وفي ذلك الدليل على وجود الحياة فيه... الماء ينساب في جوف الصحراء مثل عين سلسبيل...

تتناثر الآبار الجافة والمهجورة في كل بقعة من بقاع هذه الجزيرة. وبين انسياب الماء وانحساره تعلو الحناجر بالغناء حيناً وتخفت الأصوات حيناً ليصغي الجمع إلى القصص والحكايات والخرافات...

مياه تبلل العروق وتروي الظمآن... وكأن مياه البحرين ديمة الغفران التي تمسح يبس النفس وتنعش الوجدان.

مياه تغرف منها الأيدي، وتغوص الأجساد فيها... وفي قاع البحر ينابيع الماء العذبة معلومة للغواص. بحر وملح أجاج وبينهما ماء نمير.

ما بين المياه النابعة من العيون، ومياه اليم انتشرت الخضرة، نخيل، وبساتين، ومزارع تغطي أرض هذه الجزيرة من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها: المحرق، الحد، قلالي، الدير، سماهيج، البديع، كرزكان، المالكية، سافرة، جدة، جو، عسكر.

أعطت العيون للبحرين جغرافية فريدة، ودوراً تاريخياً فريداً في منطقة الخليج، فالثمار التي تنبت بفضلها كانت الغذاء لأهل المنطقة قاطبة، وكانت لهم بمثابة الهواء الذي يتنفسون.

لثمار البحرين طعمها الخاص هو طعم مياه تلك العيون... ولمياه العيون ذاكرة تختزن المزارع.

مياه و ثمار تتمايل بين الألفة والسكينة والرهبة والخوف.

تلعب العيون من الثمار دوراً مهماً في عالمي الطفولة والنساء... فالطفولة ثمار تغوص إلى قاع الماء... والنساء فواكه ريانة، وشهوة النفس.

ما إن تنساب المياه في الجداول، ويسمع صوت حفيف الأشجار المحيطة بالينابيع وهي ترمي بالثمار في جداول الماء فتجري مع انسياب الماء حتى ترى الأطفال يتراكضون، يهرعون إلى الجداول، يلهون في المياه الرقراقة، وفي الآسن منها أيضاً.

الأزهار التي تتساقط بفعل الرياح وتلك التي يذروها النسيم، تتشرب بماء الجدول، وتلتقطها الأنامل الصغيرة لكي تبلل الوجوه التي أنهكها اللعب.

خرير الماء أغنية الطفولة. يتراكض الصغار في حين تتراقص الزهور في الجدول مزهوة بجمالها الذي تعكسه صفحة الماء، لا يخاف الأطفال من الغرق فهم يعرفون أن الأهل يسهرون عليهم، وأن الأيادي الحانية ستلتقط أجسادهم النحيلة التي تقطر بالماء المعطر فيمضون يلتقطون الأزهار ويصطادون بأياديهم الصغيرة الأسماك (الحراسين) والضفادع.

وفي حين تتقافز بين الأيدي ثمار اللوز والبمبر والكنار، تتسابق الأنامل إلى التقاطها وهي تسابق قطرات الماء.

تنساب المياه النقية، رقراقة عذب صافية وتتشابك مع انسياب الماء حياة الناس ونقاؤهم وصفاؤهم وعذوبتهم. عندما يتعكر صفو الماء ونقاؤه يتعكر أيضاً صفو الناس ونقاؤهم.


الباباي

الباباي شجرة استوائية إلى شبه استوائية، لا تقاوم الرياح الشديدة لأن الساق فيها عصارية وضعيفة. وهي شجرة ثنائية المسكن. أي أن الأزهار المؤنثة تتواجد فيها على نبات، وتتواجد الأزهار المذكرة على نبات آخر، لذلك يزرع في البستان الواحد بعض الأشجار المذكرة حتى تتم عملية تلقيح الأشجار الإناث ويطلع الثمر. موسم الإزهار، من فبراير/ شباط إلى مارس/ آذار.


مأثورات شعبية

يسود الاعتقاد في البحرين أن لمس البذور باليد يؤدي إلى تكوين أشجار مذكرة وهو اعتقاد غير صحيح،

كما يعتقد أهل البحرين أن إضافة الباباي الأخضر إلى اللحم تساعد في عملية إنضاجه.

ويعتقد بعضهم أن إضافة ورق الباباي إلى معجون الحنة تساعد على تلوين الشعر، وهو يضاف أيضاً إلى ورق السدر عند استعماله في غسل الشعر للاعتقاد السائد أن له مفعول البلسم وأنه يرطب فروة الرأس.


المكونات الكيميائية

تحتوي ثمرة الباباي على إنزيم البابايين وهو السائل الحليبي الذي يتدفق من الثمرة غير الناضجة. كما تحتوي على فيتامينات (أ) و(ب). وهي ثمرة غنية بفيتامين (ج) وبالعديد من الأملاح المعدنية. وتحتوي هذه الثمرة أيضاً على نسبة عالية من السكريات هي: السكروز والجلوكوز والفركتوز، وعلى الأحماض العضوية مثل حمض الستريك والماليك والأسكوربيك والتارتاريك، وعلى نسبة جيدة من البوتاسيوم والألياف الغذائية والبروتينات. والباباي فاكهة قليلة السعرات الحرارية. من المواد الفعالة التي تحتويها ثمرة الباباي التربينات، ومنها الميرسين، واللايكوبين، والكاريوفيلين فيلا درين وحمض لينوليك، ويتغير لون الثمرة في مرحلة النضج وذلك بسبب زيادة نسبة الكاروتين فيها وانخفاض نسبة الكلوروفيل.


الاستخدامات

الباباي ثمرة ذات قيمة غذائية عالية، تساعد على الهضم والتخلص من الغازات تؤكل الثمرة بعد نزع البذور السوداء من داخلها. والأحماض العضوية هي ما يعطي الثمرة نكهتها الخاصة. تستخدم ثمرة الباباي في الطبخ لتليين اللحوم وذلك لاحتوائها على إنزيم الباباين الذي يساعد على تحليل البروتينات، وهو الإنزيم نفسه الذي يستخدم في تنظيف العدسات اللاصقة. وتستخدم أيضا كمادة مخمرة. كما يضاف معجون الباباي إلى الشامبو وذلك كبلسم ومعطر لفروة الرأس. وتستخدم أوراق هذه الشجرة هي الأخرى في الطبخ وللغرض نفسه، كما تستخدم في علاج الثآليل وعلاج الجروح والقروح لأنها تساعد على التئامها.


البمبر

البمبر شجرة يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار أحياناً، ولها أفرع متدلية. يتراوح طول أوراقها بين 5 و15 سم، وعرضها بين 5 و8 سم، أما الثمرة فهي دائرية تنضج في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب. النواة مفردة ذات لون أخضر قبل النضج ولون وردي عند النضج. الإزهار: الأسبوع الأخير من شهر أبريل/ نيسان.


المأثورات الشعبية

البمبر شجرة الدلال والغنج.

يطلق اسم البمبر على الفتاة الدلوعة والمغناج، ويضرب الأطفال الحائط بنواة البمبر بعد أكله فتلتصق به في الحال. ويتبارى الأطفال في أثناء هذه اللعبة المسلية في عدد النوى التي يلصقها كل واحد من اللاعبين على الحائط. فينتشر نوى البمبر، بسبب ذلك، على أغلب الحيطان في أحياء البحرين.

«لا تلصق مثل البمبرة»

«مالت على البمبر في الشتا».

«أبكي على البمبرة وابكي على التينة

واشكي على من جرحني بسكينه

الحب لو تبتلي به ناقة حنت

ولو تبتلي به عجوز ونت

ولو يبتلي به صبي خاتم لقرآنه

هد الكتابة وغدا يتصدح الحضرانه»


المكونات الكيميائية

يحتوي البمبر على القلويات والكومارينات والتربينات، وعلى نسبة جيدة من العناصر المعدنية مثل الحديد، والنحاس، والخارصين، كما يحتوي على مواد مؤكسدة نجدها بشكل خاص في أوراق الشجرة. وتفيد المواد المؤكسدة في التقليل من الإصابة بالسرطان.


الاستخدامات

يجفف البمبر في الصيف ليستخدم دواء في الشتاء، إذ إنه يوصف لعلاج أمراض الصدر، والكحة، والإمساك. كما يفيد في علاج فقر الدم وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الحديد. تصنع من البمبر المخللات فتقطف الثمرة لهذا الغرض قبل نضجها ثم تحفظ في الخل مع الطماطم والثوم.


الترنج

الترنج شجرة من الموالح يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار. أوراقها كبيرة وأزهارها بيضاء. وهي ناعمة الأغصان والورق وتشبه ثمرتها الليمونة إلا أنها أكبر منها حجماً، إذ تزن الثمرة نصف كيلو أحيانا. وللترنج رائحة مميزة زكية وماء حامض. تمسح البذور بالرماد وتجفف وتنبت بعد ثلاثة أسابيع ثم تزرع بعد ستة أشهر.

موسم الإزهار: من فبراير إلى مارس.

مأثورات شعبية

كان «المربى» في البحرين في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي هو مربى الترنج المصنوع محلياً، ذلك أن أنواع المربى التي نراها معروضة الآن في الأسواق لم تكن موجودة وقتها. وكانت النسوة يجتمعن لصنعه بعد الظهر في بيت من بيوت الحي ويتوزعن الأدوار: فمنهن اللواتي يقشرن الترنج ويقطعن اللب، ومنهن اللواتي يخلطن هذا اللب مع السكر ثم يقمن بغليه بعد ما يضفن إليه ماء الورد والهيل والزعفران. وكان هذا المربى مع الخبز البحريني (خبز الخباز) أشهى فطور يتناوله المرء في الصباح. وفي أثناء عملية التقطيع وفرز اللب الأبيض عن الحمض يتسغرق الأطفال في تجميع البذور واللعب بها. في هذه الجلسات النسائية تنشد النسوة من أغاني الحب الكثير.


التوت

التوت شجرة الحرير، وهي شجرة من أشجار الفاكهة التوتية، بري وزراعي، ذات أوراق مسننة. متساقطة الأوراق. تتحمل أشجار التوت درجة الحرارة العالية وتتحمل العطش لمدة طويلة وهي طبيعة وتستخدم للزينة أيضاً.


المأثورات الشعبية

يتميز التوت بلونه الأحمر القاني، فنجد لذلك بين الألعاب المحببة عند الأطفال عصر التوت على الملابس لكي تبدو وكأن عليها بقعاً من الدم. وتميل البنات أكثر إلى لعبة أخرى هي صبغ شفاهن بالتوت.

العدد 2974 - الأربعاء 27 أكتوبر 2010م الموافق 19 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً