بينما تقدم دولة قطر يوما بعد يوم من خلال الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة القطرية لدعم وتطوير الملاعب والبنى التحتية والمنشآت الرياضية لأنديتها نموذجا مثاليا للرياضة المحترفة في طريق سباقها نحو استضافة المونديال العالمي، نعيش نحن في البحرين على وقع مشكلة أزلية هي المنشآت الرياضية والأندية النموذجية كشفتها الكثير من النماذج الأخيرة، منها تأجيل انطلاقة دوري شباب اليد لأكثر من مرة بانتظار الحصول على صالة أحد الأندية، وتغيير ملاعب مباريات دوري كرة القدم للأسبوع الجاري، لتضاربها مع بطولة كرة القدم النسائية، أو حتى قبل ذلك ببحث ناديي الاتفاق وسترة لملاعب للتدريب، قبل أن يتبرع اتحاد الكرة عليهما بالملاعب الخارجية، كل تلك الأمثلة وغيرها أعطتنا فكرة عامة في أن الكون في واد والبحرين ورياضتها في واد آخر، كل هذا وآخر، دلائل وبراهين تؤكد لنا بأننا نعيش رياضة غير منظمة.

في البحرين أيضا نطمع إلى تحقق ذلك، وتدخل من الحكومة يفضي بأن تكون سندا وداعما للعملية الرياضية في البحرين لما له من أثر على إنعاش العملية الرياضية، ولاسيما مع التغييرات الأخيرة في شكل الرياضة البحرينية، واستعادة اللجنة الأولمبية لموقعها الأصلي في العملية، وخصوصا إذا ما عرفنا أن الرياضة ليست بمنأى من وجوب تدخل الحكومات في عملية إصلاحها، كما هو الحاصل في دولة قطر.

في قطر تحصل أندية القاع لديها على مبلغ يعيّشها سنين، كما نرى في نادي لخويا، الصاعد الجديد لدوري المحترفين، والذي أصبح يحتل الصدارة، وفي البحرين أنديتنا غير الهواة صفر على الشمال وتحظى فقط من الميزانية السنوية التي تستلمها من المؤسسة والتي لا تغني ولا تسمن من جوع، هناك أنديتهم وهي للتو قد خرجت للوجود تمتلك ملاعب مزروعة وصالات كافية لاستقبال مباريات فرقها، ونحن هنا تلعب الفرق جميعها على ملعب واحد وصالة واحدة وكل شيء واحد، وبينما يعيش لاعبوهم وسط ناد مجهز بأحدث وسائل التدريبات أفضل بكثير من منشأة ناديي الأهلي والمحرق منتهيتي الصلاحية، يعيش أصحابنا وسط منشآت خربة أو من دون منشأة.

في الأسبوع الماضي، وفي غمار خوض البلاد لانتخاباتها النيابية والبلدية، قدم «الوسط الرياضي» مجموعة من الآراء المعنية والخبيرة بمتطلبات النمو الرياضي في البحرين، لعل أبرزها ما لفتت إليه هذه التعليقات من حاجة البحرين للبحث عن بيئة رياضية مثالية تساعد الشباب البحريني الرياضي على التطور والتغيير، من خلال تطوير المنشآت الرياضية ورفع سقف الميزانية السنوية المساعدة، واهتمام من الحكومة أو حتى تدخل بسيط من المجلس الوطني، بإمكانه أن يفضي عن تغيير كبير في مستوى الرياضة البحرينية، التي تنافس على رغم كل مساوئها.

ما نمتلكه الآن في البحرين، لا يسمى رياضة، وإنما أشبه ما يسمى بلعب صغار يغيب عنه مفهوم التنظيم، التنظيم الذي لا يأتي إلا من خلال الدعم الذي تقدمه الدولة لأنديتها وشبابها الرياضي، من خلال بناء الأندية النموذجية لأندية لاتزال تلعب على ملاعب العصر الحجري، من خلال الدعم اللامحدود لتطوير المنشآت الرياضية التي تكون قادرة على احتضان الجميع، إلى جانب إعطاء الجميع من دون استثناء الحق في ممارسة الرياضة وفق أصولها الصحيحة، فمناطق مثل قرى المحافظة الشمالية والتي يتعدى تعداد سكانها محافظات أخرى لا تضم سوى ناد نموذجي وحيد فتح للتو، وكل ذلك من شأنه أن تمارس الرياضة بطريقتها الصحيحة، ونحن هنا ننقل تساؤل الكثيرين ومنهم من استضافته «الوسط الرياضي»، عن فحوى إبقاء صالة مدينة خليفة الرياضية مقفلة على رغم جهوزيتها ومنعها بالتالي من استضافة المباريات الجماهيرية كما يحدث في دوري السلة حاليا، لأن رياضات الصالات في البحرين حاليا استحوذت على استقطاب الجميع، وبالتالي ضرورة أن تخطو اللجنة الأولمبية خطوة واثقة نحو تحقيق هذه الأماني، والوصول على أقل التقادير لما يسمى رياضة في البحرين.