ليست اللغة الفرنسية بالغريبة على المدارس والجامعات في مملكة البحرين، وإنما الغريب هو تأخّر حضورها بشكل إجباريّ. ففي حين اقتصر تدريسها على المدارس الثانوية الحكومية في شكل مقررات إثرائيّة غير معمّمة، فإن حضورها يبدو لافتاً للانتباه في المدارس الخاصة منذ السنة الأولى أحياناً وكذلك في الجامعات الحرة. كان حال اللغة الفرنسية على ما وصفنا إلى زمن غير بعيد. وهاهي وزارة التربية والتعليم تخطو خطوة عملاقة حين تتخذ قراراً جريئاً وتعلن عن بدء تدريس اللغة الفرنسية لطلبة الأول الإعدادي انطلاقاً من العام الدراسي الجاري 2010-2011 وذلك في خمس مدارس من جميع محافظات المملكة على سبيل التجربة. والسؤال ما جدوى تدريسها؟ وهل أنّ الضعف العام المسجّل عند عدد كبير من الطلبة في اللغتين الإنجليزية والعربية يعوق دون اكتساب لغة ثالثة؟
بادئ ذي بدء نشير إلى أنّ مشروع تطوير تدريس اللغة الفرنسية هو أحد المشاريع التطويرية التي تتبناها الوزارة من خلال الجهد المتواصل لإدارة المناهج والمساندة من قبل وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي فضلاً عن ذلك ينسجم هذا المشروع مع الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030 إذ إنّ التنافسية المرجوة تحتاج إلى خرّيج متقن لمهارات لغة ثالثة تمنحه فرصة أكبر للحصول على عمل في المؤسسات العصريّة.
لكن ماذا عن الطلاب وأولياء الأمور وهم طرف رئيسيّ في الموضوع؟
أمّا الطلاب فقد تراوحت انطباعاتهم بين الترحيب بهذه اللغة لكونها لغة رقيقة وجميلة وعاطفية بل هي لغة الجنس اللطيف كما هو سائد عند الكثير في حين عبّر عدد كبير من الطلبة عن استيائهم من تدريس اللغة الفرنسية خاصة بشكل إجباري ما سيزيد من ثقل الواجبات وشفعوا رأيهم بالضعف العام في اللغة الانجليزية فما بالك بإضافة لغة أخرى من أصل لاتيني ما قد يدخل الخلط عند البعض بين اللغتين وشاركهم في هذا بعض أولياء الأمور الذين يتخوفون من الأعباء الجديدة مادياً ومعنوياً لهذه المادة. أمّا شقّ آخر من أولياء الأمور فإن شعوراً بالفخر والنشوة يملأ العديد منهم وهم يسمعون أولادهم يتكلمون الفرنسية.
أما من وجهة نظرنا فاللغة الفرنسية هي لغة العقل والقانون والفلسفة قبل أن تكون لغة العاطفة.
فلقد أنتجت طائفة من الكتب التي تعدّ إلى اليوم مصادر للفكر الإنساني في مجال القانون والفلسفة وغيرها على سبيل الذكر لا الحصر جون جاك روسو وكتابه «أصل اللامساواة» أو كتابه «في العقد الاجتماعي» ومونتاسكيو وكتابه «روح الشرائع» وفولتير ثم من بعدهم أوغيست كونت مؤسس الفلسفة الوضعية وبالزاك وغي دي موبسان في الرواية والقصة ثمّ رولان بارت في النقد الأدبي وغيرهم كثيرون.
واللغة الفرنسية هي إحدى اللغات الرئيسية في العالم بل ولغة العمل في مؤسسات دولية مشهورة مثل الأمم المتحدة، محكمة العدل الدولية، وغيرها.
فضلاً عن ذلك هناك أكثر من 200 مليون شخص في العالم يتحدثون اللغة الفرنسية في أكثر من 40 بلداً في العالم وهي اللغة الثانية في فضاء الإنترنت.
وإذا علمنا أن البحرين من الدول الموقعة على إعلان اليونيسكو العالمي للتنوّع الثقافي أكتوبر 2001 الذي يؤكد على أهمية اكتساب أكثر من لغة واحدة فضلاً عن اللغة الأمّ في جميع مستويات التعليم بل والحث على تعلم عدة لغات منذ الطفولة المبكرة، فإنّ اكتساب لغة ثالثة وبالذات الفرنسية - وللأسباب المذكورة سابقاً - تغدو من الضرورة لأنها تمنح الطالب فرصة جديدة لتوسيع آفاق تفكيره والتعرف ثمّ التكيف مع شعوب لها تاريخ ودور ثقافي وحضاريّ كبير. كما يزداد الطالب ثقة بنفسه إذ هو يتقن التكلم بلغة ثالثة علماً بأنّ تجارب عربية أخرى رائدة تدرس العربية ثم الإنجليزية ثم الفرنسية منذ السنوات الثلاث الأولى من التعليم الابتدائي دون أن تكون إحداها عائقاً عن اكتساب الأخرى.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"العدد 2972 - الإثنين 25 أكتوبر 2010م الموافق 17 ذي القعدة 1431هـ
اللغة مهمة ولكن000
برأيي اللغة الفرنسية مهمة ولكن متى يقع علاج هذا التقصير في الانجليزية هل سألنا أنفسنا لماذا التقصير في الانجليزية ونحن ندرسها منذ بدأ التعليم في البحرين
آن الوقت لنبحث عن أسباب عدم تمكننا من الانجليزية كما حان الوقت لنتعرف على لغات أخرى
في الأمر عجلة
من وجهة نظري ان تعليم الفرنسية عندنا يجب ان يبدأ على الأقل من بعد عشر الى 15 سنة من الآن. اي بعد اعتياد أغلب المواطنين على اللغة الانجليزية خصوصا وأن تدريسها من الصف الأول الابتدائي لم يقرر الا من بضع سنوات. فاذا اصبحت الانجليزية حالها كحال العربية عندنا او قريبا منها فستكون الفرنسية بعدها هي اللغة الجديدة التي نتعلمها.
خريجة أدب فرنسي
لم تفدني اللغة الفرنسية إلا في اشياء بسيطة في عملي فاللغة الأساسية والتي تعتبر اللغة الأولى في العمل هي الإنجليزية...
اسمح لي اخي الكاتب
نحن ندرك تماما اهميه اللغه الفرنسية في جميع المجالات وطبعا "اتقانها" شيء ايجابي, ولكنها تظل ثانويه بالنسبه لللغه الانجليزيه. معظم خريجي المدارس الحكوميه يواجهون صعوبه كبيره في التحدث بالانجليزيه وهي الاساس لدخول اي مجال عمل, حتى بعد اتمامهم المرحله الجامعية وذلك لضعف اساسيات اللغه منذ سنوات الدراسه الاولى. والخوف الان من ان ادخال الفرنسية سيزيد من مشاكل تعلم الانجليزيه للطلبه وفي المقابل لن يتمكنوا من اتقان الفرنسيه. (يعني لو يجي واحد فرنسي يكلمهم ما في امل يفهمونه مو بعد يردون عليه)
الاحترافية في اللغة الانجليزية أهم
مع احترامي للأخ الكاتب فإني أرى أن من أكبر العوائق للعمل أمام الشباب البحريني ضعف التمكن من اللغة الإنجليزية و هذا ننشهده كل يوم في العمل و مع معاناة الكثير من الطلاب المستجدين في الجامعات. نعم يمكن تدريس اللغات في الجامعات لمن يريد التخصص و لكن المدارس هي لإتقان المواد الضرورية (إتقان و ليس إلمام)