فرحتنا بتأهل مرشحي جمعية العمل الوطني (وعد) الديمقراطي إبراهيم شريف السيد، ومنيرة فخرو لخوض الجولة الثانية لم تتم، فقد خرج مرشحون آخرون من التيار الوطني الديمقراطي من أمثال سامي سيادي، وهو من مرشحي «وعد» أيضاً، سوية مع حسن مدن وفاضل الحليبي من المنبر التقدمي، وحسن العالي من التجمع القومي. كانت الفرحة ستكتمل لو أن أحد مرشحي هذا التيار قد نجح بالفوز، أو أن أحداً من خارج «وعد» قد تأهل لجولة ثانية.
عدم اكتمال الفرحة، لا ينبغي أن يمنعنا من محاولة قراءة ما جرى قبل الانتخابات، وما سوف يحمله المجلس المقبل، الذي بدأت ملامح صورته النهائية شبه مكتملة، وانقسامات كتله النيابية شبه قائمة، لكن قبل الخوض في خلفيات مجلس 2010 واستقراء آفاقه، لابد، وقوى التيار الديمقراطي تتأهب لخوض غمار الجولة الثانية، في فترة قصيرة نسبياً لا تتجاوز سبعة أيام، من لفت نظرها، وعلى وجه الخصوص «وعد»، إلى قضية أساسية وهي أن معركة الانتخابات لم تنتهِ بعد، وأن هناك الجولة الثانية التي ينبغي أن يخوضها الجميع، من ذوي العلاقة، بالحماس ذاته، وبتكتل أكثر تراصاً من ذلك الذي شهدناه في الجولة الأولى التي أسفرت عن نتائجها يوم أمس السبت.
نؤكد على ذلك لقناعتنا المطلقة بأن الجهات المنافسة الأخرى والأطراف الحليفة لها، سوف تحشد قواها، مستفيدة من تجربة الجولة الأولى، على ثلاث جبهات أساسية هي:
1. الميمنة، وهي القوات التي ستتوجه نحو الناخبين مباشرة، مستفيدة من انقسامهم غير المشتت، في هذه الجولة، وبخلاف الجولة الأولى، إلى قسمين أساسيين، ومن ثم فلابد من كسب تأييد أكبر نسبة من هذه الأصوات من جانب، وتحطيم قوى الخصم (المرشح الديمقراطي) من جهة ثانية. هنا من الضرورة بمكان أن يتمسك مرشحو التيار الوطني الديمقراطي، بإيمانهم العميق بقدرتهم على الفوز، فلا يعتريهم غرور الفوز في الجولة الأولى، ولا ينهشهم الخوف من إمكانات المنافسين في هذه الجولة الثانية. هذا التوازن النفسي، مطلوب لامتصاص الهجمة الأولى من الخصم أولاً، والكر في اتجاه معاكس وهجومي ثانياً. هنا على مرشحي التيار الوطني الديمقراطي (منيرة ، وإبراهيم)، التمسك بالمقولة الأولى في حرب العصابات التي تتطلب من المقاتلين، تماماً كما الأسماك، الاستمرار في السباحة في الأماكن ذات المياه الوفيرة، والتي هي جماهيرهم. عليهم هنا الوقوف ضد كل ما من شأنه «تجفيف البحيرة من مياهها»، والمياه هنا هي الجماهير التي توفر الغطاء الانتخابي للمرشحين الديمقراطيين. لذا ينبغي أن تكثف «وعد»، ومن ورائها كافة القوى الديمقراطية الأخرى حضورها الجماهيري، وتضاعف من قوة قنوات اتصالها بهم خلال أيام الأسبوع الحاسمة التي تفصلنا عن الجولة الثانية.
2. الميسرة، وهي التي ستوجه حرابها نحو المرشحين ذاتهم، فليس من المستبعد أن تتصاعد، وتيرة حملات التشهير بهما.
هنا لابد أن يتحليا مرشحا التيار الوطني الديمقراطي (إبراهيم، ومنيرة) بالرشاقة اللازمة التي يحتاجها المقاتل الغواري كي يتسنى لهما تحاشي الضربات المتتالية، وخاصة القاتلة، من جهة، والقدرة على الاستدارة وشن الهجوم المضاد من جهة ثانية.
هذه ثاني قواعد حرب العصابات، فعندما يواجه مسلحو حروب الغوار القليلو العدد، الخفيفو العتاد، جحافل الجيوش النظامية الكبيرة العدد المثقلة بما تحمله من معدات وأسلحة. لذا نتوقع أن تتصاعد حملات التشهير ضد المرشحين التي قد تتجاوز الكثير من تلك المتعارف عليها، وتصل إلى «الضرب من تحت الحزام»، كما يقال.
هنا نأمل أن يكون المرشحان، ومن خلال آلتهما الانتخابية المرنة، قادرين على التصدي لتلك الهجمات، وبالرشاقة المطلوبة التي توفر لهما الخروج من المعركة، وبأقل الخسائر الممكنة.
ربما يتطلب الأمر الجمع بين التجاهل الجزئي، والرد الموضوعي البعيد عن الانفعال، الذي هو جزء من أهداف حملة التشهير تلك.
موازنة صعبة ومعقدة يحتاجها خيّالا «وعد» اللذين سيكون وضعهما كمن يقود جواداً جامحاً يسير فوق أرض طينية مبتلة، وعلى الفارس الموازنة بين رغبته في حث جواده على الإسراع من أجل الوصول إلى هدفه، دون أن تغوص حوافره في طمي تلك الأرض من جهة، ولا يزيح فارسه من فوق صهوته من جهة ثانية.
3. القلب، وهو الجزء الأقوى في شن الهجوم على المرشحين (منيرة وإبراهيم)، والذي سيحاول أن يشلّ حركتهما الإعلامية، وأدوات تواصلهما الجماهيرية،حتى يقطع حبل السرة بينهما، من خلال إغراق المواطن العادي في لجة بحر متلاطم من الإغراءات المادية التي تبدأ بتحسين وضعه الوظيفي، ولا تقف عند حدود التخفيف من أعباء حياته المعيشية، وهنا سيجري الاستنجاد بجحافل أصوات، ربما لم تستخدم في الجولة الأولى، ولا يملك المرشحان، وربما لا يرغبان، في استقطابها. هنا، مرة أخرى، لابد أن يستعين المرشحان بأساليب انتخابية مبتكرة، تمكنهم من قطع إمدادات تلك الأصوات إلى المنافسين. تماماً كما هو الحال في حرب الغوار، عندما تقوم مجموعة صغيرة انتحارية متمرسة وكفوءة بقطع «إمدادات الخصم»، ولو بشكل مؤقت، يبيح لقواتها الغوارية المتناثرة لمّ شملها، وإعادة الكر في هجوم مباغت يربك الخصم ويشل حركته، ولو لفترة قصيرة مؤقتة، لكنها كفيلة بإعطاء القوات الغوارية عنصري المبادرة أولاً والحركة الالتفافية ثانياً، من أجل الوصول إلى تلك الجماهير، وعدم فقدان الاتصال بها.
هذه إشارات سريعة نلفت نظر المرشحين لها، قبل أن نعود لتناول خلفيات المجلس القادم، وتوقعاتنا لخطوات سيره.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2971 - الأحد 24 أكتوبر 2010م الموافق 16 ذي القعدة 1431هـ
وعد أفضل المترشحين
وعد أفضل المترشحين وسوف نعمل على جلب الأصوات لمنيرة وابراهيم شريف ابن الشرفاء لأن صوت وعد هو صوت جامع لا مفرق لكل البحرين
بل الفرحة اكتملت ولم تكتمل!!!
الفرحة لم تكتمل لاننا في انتظار المرشحين الديموقراطين منيرة وابراهيم أمل وعد الذي نأمل ان بتحقق في الدور الثاني. ولكن ربط عدم اكتمال الفرحة بعدم فوز الحسنين في مدينة حمد ففيها مبالغة وتبسيط للموضوع. ان قرراربهما بالموافقة الغير الموفقة على الدخول في مواجهة مفتوحة مع تيار جماهيري عريض كما تثبت النتائج خيار استراتيجي خطير يعكس قصورا في فهم أب السياسة. الرجاء مراجعة ارقام النتائج وحجم المدد الذي جاء من المراكز العامة كي نرى حجم الدعم الخفي الهائل والذي رغم ذلك فشل في تحقيق الهدف.
الى الكاتب
الاسلوب الرائع في التعبير عن المواقف هو مانحتاجه
الميمنه والميسر ه والقلب الاسلوب الجميل والتعابير الرائعه ماهو نتعطش له احسنت
الملفات جهزت للعرض على البرلمان
الملفات جهزت للعرض على البرلمان