يتوجه الناخبون اليوم لصناديق الاقتراع، وخلافاً لما توقع كثيرون، فإن الحماس من أجل التصويت ازداد خلال الأيام الماضية، وتوجهت القيادات الرسمية والأهلية إلى جميع المواطنين تحثهم على التصويت. ولعلنا في البحرين استطعنا أن نتغلب على الضغوطات وأن نتفهم بأن استمرار العملية السياسية السلمية يعتبر مرتكزاً ننطلق من خلاله إلى إصلاح الأوضاع وتخطي العقبات، وذلك من أجل الخروج بصورة أقوى وأفضل. لقد وجدنا أنه وحتى الذين يطرحون مؤاخذات على مجمل العملية الانتخابية أصبحوا مقتنعين بضرورة المشاركة بكثافة، وحثوا جماهيرهم على الإدلاء بأصواتهم.

نأمل أن تحدث مفاجآت سارة في نتائج الانتخابات، ونتمنى أن يصل إلى مجلس النواب من يستطيع حمل الأمانة بعيداً عن المزايدات والمشاحنات، وذلك لأننا مقبلون على فترة سياسية مختلفة جداً عن ما سبق، والأسماء المطروحة في قائمة المرشحين تمثل ألوان الطيف البحريني، وهؤلاء سيواجهون تحديات من نوع آخر، ونأمل أن يختار الشعب القادرين والقادرات على تحمل المسئولية بأمانة، منطلقين من اهتمامهم بالوطن، كل الوطن، وليس جزءاً واحداً منه فقط، أو فئة واحدة منه فقط.

غداً - على الأرجح - سنعرف نتيجة الانتخابات، وغداً أيضاً ستنتهي الأعذار المتوهمة أو الحقيقية التي ربطت كثيراً من ما حدث خلال الأسابيع الماضية بموعد الانتخابات... غداً من المفترض أن تبدأ العملية السياسية في استعادة ريادتها للساحة، بحيث يمكننا أن نتحدث حول برامج الإصلاح السياسي والاقتصادي ونتفحص مدى تأثرها بما جرى من أحداث أمنية.

غداً سيتحدد الفائز، ولن تكون هناك أعذار ترتبط بفترة الانتخابات، وستتمكن مختلف الأطراف من التقاط أنفاسها لتضع الحروف على النقاط. وما نأمله هو أن نتحرك إلى الأمام ولا نفسح أي مجال للعودة إلى سنوات القحط السياسي والجفاء في العلاقات وانتشار الأحقاد والأوهام والإشاعات التي تفسح المجال لمن يروج لنفسه في سوق النخاسة السياسية أن ينتعش على حساب آلام المجتمع.

اليوم نصوت... وغداً تبدأ المرحلة السياسية الجديدة التي نأمل أن تتخلص من الأثقال التي علقت بها خلال الأسابيع الماضية، لتنطلق في فضاء رحب استحقته البحرين بعد نضالات وتضحيات، وبعد توافقات سياسية حدثت في العام 2001.