لم يترك مرشح نيابي في إحدى المحافظات الوقت الأخير من الدعاية الانتخابية يضيع هباء، فقرر أن يستثمره في حصد الأصوات عبر زيارة شباب إحدى «العتمات» في إحدى القرى، وغالبيتهم من العاطلين، ليقدم لهم عرضاً مغرياً يناسب وضعهم، إذ اقترح عليهم أن يضمنوا له التصويت مقابل أن يقدم لهم خيمة جديدة ومولداً كهربائياً (جرنيتر) بدلاً من «البسطة» العادية التي يسهرون فيها.

وقال أحد الذين تلقوا العرض إن المرشح أكد لهم أنه سيعطيهم «الهدية» إذا صوتوا له سواء فاز في الانتخابات أم لم يفز.

وحينما طلب منه الشباب أن يضمن لهم التوظيف، كان صريحاً للغاية معهم، إذ قال: «أولاً إذا لم أفز فلا تطلبوا مني ذلك، وإذا فزت فما أستطيع أن أضمنه لكم هو أربع وظائف فقط». وأضاف أحد الحاضرين أن المرشح التفت إليهم وهو يهم بالخروج، وبعد أن شعر بأنهم ربما لم يقتنعوا بالعرض، فقال: «عموماً شباب، إذا لم تصوتوا لي فلا أحد يأتيني إذا فزت ويطلب مني أي طلب».

واستغرب أحدهم «إصرار بعض المرشحين على الاستهزاء بالناس والضحك على عقولهم، واستخدام الرشا في إرغام الناخبين على التصويت لهم، وهو ما يتنافى مع القانون فضلاً عن أخلاق المرشحين والآداب الانتخابية التي تفرض على المرشح احترام ناخبيه بدلاً من المتاجرة بهمومهم ومشكلاتهم».

وأضاف «لو كانت اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات جادة في مراقبة وملاحقة ومعاقبة المتلاعبين بالأصوات لما سمح هؤلاء لأنفسهم بالتمادي في مثل هذه التحركات المفضوحة والمنبوذة من المجتمع البحريني الواعي».