الساعة الخامسة من يوم الخميس 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2010... يتصافح المشاركون، من القطاعين الخاص والعام، في الرواق البحرين في جايتكس 2010، تتلاشى بين أنامل البنات الناعمة والرجال الخشنة، كل الفوارق التي تحاول أن تمزق البحرين.
تناسى الجميع، بل وأصروا على أن ينسوا، كل انتماءاتهم الطائفية والاجتماعية، ووقفوا، وعلى امتداد أيام العرض، كتلة بحرينية واحدة تحاول ان تعزز الحضور البحريني في المعرض، وتسعى أن تضع البحرين على خارطة الأسواق العالمية في مجال تقنيات الاتصالات والمعلومات. وسط زحام الانصراف، وتدافع الجميع نحو الأبواب، بحثاً عن «الراحة»، بعد أسبوع من العمل المضني المتواصل، لايملك المرء إلا أن يتساءل مالذي حققته المشاركة البحرينية، بقطاعيها العام والخاص في جايتكس 2010؟ وبالوسع تلخيص الإنجازات والمكاسب في النقاط التالية:
1
. على المستوى الداخلي البحريني:
أ. كانت المشاركة في جايتكس، والمجاورة بين الشركات البحرينية العاملة في قطاع تقنية الاتصالات والمعلومات، فرصة كي تتعرف تلك الشركات على بعضها البعض، ومن ثم تلمس إمكانيات، تقليص عناصر التنافس غير المبرر فيما بينها، وتعزي أواصر التعاون مكانها التعاون، والبحث عن مجالات جديد للتنسيق فيما بينها. يبرر هذا المدخل للعلاقات ذلك الترواح بين أنشطة تلك الشركات من تلك المتخصصة في قطاع الاتصالات، إلى تلك التي تركز على تطوير البرمجيات وبناء التطبيق، وبينهما كانت هناك الفئة المتخصصة في التدريب، أو إدارة الفعاليات.
ب. وفرت مشاركة القطاع العام، من خلال الحكومة الإلكترونية ومجلس التنمية الاقتصادي، فرصة واسعة كي تتعرف هاتان المؤسستان وبشكل ملموس على معاناة شركات القطاع الخاص، وتتلمسان المشكلات التي تعاني منها تلك الشركات، ومن ثم فتحت حواراً مفتوحاً مباشراً بينهما، أتاح إمكانية الوصول إلى حلول بشأنها او تقليص سلبياتها. وقد نجح الصدر الرحب الذي فتحه القائمون على ذينك الجناحين في تشجيع الشركات الخاصة على الإفصاح عما يختمر في صدورها، الأمر الذي من شأنها تعزيز مجالات واسعة للتعاون بين القطاعين العام والخاص، لما فيه مصلحة تطوير صناعة الاتصالات والمعلومات في البحرين.
2. على المستوى الخارجي:
أ. أعطت مشاركة الحكومة الإلكترونية ومجلس التعاون الاقتصادي دفعة سياسية قوية للرواق البحريني، وبينما نجح الثاني في إبراز المميزات التي تتمتع بها البحرين لتشجيع الاستثمار، بفضل البيئة الصحية والصديقة، التي تلائم متطلبات صناعة المعلومات والاتصالات، والتي يمكن أن تجدها الرساميل والشركات الباحثة عن فرص جديدة مجزية للاستثمار او أسواق واعدة للتصدير، توفقت الثانية في الترويج لإنجازاتها في مجال التحول من الإجراءات التقليدية، إلى تلك الإلكترونية في توفير الخدمات لمن يمارس أنشطته في البحرين، فردية تلك الأنشطة كانت أم مؤسساتية. ولا ينبغي هنا التقليل من العنصر الإيجابي الذي يعكسه هذا الحضور الرسمي على أداء وإنجازات شركات القطاع الخاص العارضة، التي من الطبيعي ان تستمد من الحضور الحكومي سنداً قوياً يعزز من ثقلها في أنظار الشركات الأجنبية الباحثة عن شريك لها في البحرين، او في أسواق الخليج العربي. قطعت المشاركة الحكومية في المعرض جنباً إلى جنب مع القطاع الخاص شوطاً كبيراً في إزالة الكثير من العقبات الروتينية، كما امدت القطاع الخاص البحريني بشكل متميز من أشكال المؤازرة السياسية التي كانت لها انعكاساتها الاقتصادية الإيجابية لصالح سوق المعلومات والاتصالات البحرينية.
ب. ليس هناك أدنى شك في أن المشاركة في جايتكس، قد فتحت المجال أمام الشركات البحرينية العارضة في الرواق البحريني كي تنسج علاقات شراكة وتحالف مع الشركات الأجنبية التي تحتاج السوق البحرينية إلى خدماتها أو منتجاتها، لكن الأهم من ذلك، كان إظهار بعض تلك الشركات الأجنبية، وخاصة الصغيرة منها أو تلك العاملة في دول صغيرة نسبياً مثل رومانيا او سيريلانكا، إعجابها ببعض منتجات الشركات البحرينية، وخاصة في مجال التعليم الإلكتروني، او بناء البوابات الإلكترونية.
ولابد من الضرورة بمكان الإشارة إلى الدور المميز الذي مارسته جهتان: الأولى هي صندوق العمل «تمكين»، الذي بادر، وللسنة الثانية على التوالي بدعم مشاركة القطاع الخاص، من خلال تحمل نسبة عالية من كلفة الرواق البحريني، والثانية هي جمعية البحرين للإنترنت، من خلال أحد روابطها المتخصصة «بيستا»، التي كانت بمثابة حبل السرة الذي ربط بين القطاعين الخاص والعام على الصعيد الداخلي، وقناة الاتصال الكفوءة والدينامية على الصعيد الخارجي، حيث برزت «بيستا»، كأحد القنوات الترويجية الفاعلة عند الحاجة لنسج علاقات التعاون مع المنظمات غير الحكومية، والتي لا تتوخى الربحية أيضاً، القطرية منها والدولية. لقد تركت «بيستا» بصماتها الإيجابية الواضحة على الرواق البحريني على المستوين الداخلي الإنتاجي، والخارجي التسويقي.
مثل هذه الإنجازات التي قد تبدو صغيرة، لكنها كبيرة وذات أهمية، عندما تقاس بحجم البحرين السكاني الصغير، وإمكاناتها الاقتصادية المحدودة، مقارنة مع دول المنطقة الأخرى، ومن هنا فهناك ضرورة ملحة من أجل الحفاظ على تلك المكاسب، وتنميتها، ولو في شكل خطوات صغيرة، لكنها متواصلة ومستمرة، أن تبادر الجهات التي اضطلعت بالتنظيم للمشاركة البحرينية إلى الدعوة إلى لقاء لا يقتصر حضوره على من شارك في جايتكس من القطاعين، بل يتسع كي يشمل كل من له علاقة بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من اجل الخروج بخطة استراتيجية تحقق حضوراً بحرينياً ليس في الفعاليات الإقليمية الصغيرة نسبياً مثل جايتكس في دبي فحسب، وإنما تلك العالمية أيضاً مثل «سيبيت»، في ألمانيا أيضا. وكل المشروعات الكبيرة يبدأ تحقيقها بخطوة صغيرة مثل الرواق البحريني في جايتكس.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2968 - الخميس 21 أكتوبر 2010م الموافق 13 ذي القعدة 1431هـ
وكذلك كل فكرة تتم تنفيذها عن طريق مجموعة النخبة الإلكترونية .. هذى عملت عليها دراسة
وكذلك كل فكرة تتم تنفيذها عن طريق مجموعة النخبة الإلكترونية .. هذى عملت عليها دراسة ولكن لضيق الوقت سوف أتطرق لها لاحقا \\\\ بوعمر خنخن
الكيفية والحيلة خلاصة ... جايتكـــس
أن العزم على المضي قدماً يقتضي في معرفة الهدف،والهدف الأول المصوّب بعد مراس ونشوء الجهد العملي على الاشتراك في تلك المعارض؛لرسم الإرادة بكيفية تثبيت الأقدام أو حيلة مشروعة توصلنا إلى نتيجة بتحقيق مشروع ما والظهور- الحتمي-بالمتانة المستحسنة محلياً ودولياً وعالمياً.هذا وبعد مرحلة"الحبو بالأنلوگ"ثبتا الأقدام،فمتى نخطو؟ومتى نعدو"بالديجتل"؟لنلحق بركب صناعة العصر و لنلمس القيمة الحقيقية إثر المشاركات ونسج العلاقات وحصد غنيمة اصطياد صناعة الابتكارات.كل الشكر للكاتب وللوسط ... نهوض