للإعلام دور كبير في توجيه القطاعات والشرائح المجتمعية المختلفة والواسعة نحو أي أمر يسلط الأضواء عليه من خلال الأرقام والصور والكلمات المنتقاة بعناية فائقة، ويؤكد هذا الدور حضوره في العمليات السياسية لاسيما الانتخابية منها والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من عمليات البناء الديمقراطي.
فالعلاقة ما بين الإعلام والانتخابات علاقة مهمة وخطيرة، حيث إن الناخب في يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2010 سيتوجه إلى صناديق الاقتراع وهو عاقد العزم على اختيار مرشح من بين المرشحين سواء البلدي أو النيابي وذلك من خلال قناعته التي وصل إليها من خلال ما لمسه من برنامج المرشح وما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة وأدواته السمعية والمرئية والمسموعة وهنا يظهر لنا الدور الخطير الذي يلعبه الإعلام في توجيه الناخب.
فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن دقة المعلومات التي يحصل عليها الناخب حول هذا المرشح أو ذاك كالنزاهة والكفاءة والقدرة - وهي من الأمور المهمة في المرشح – عندما ينقلها الإعلام فهو يسهم في عدة أمور منها:
1 - حصر قرار الناخب وتمحيصه للمرشحين.
2 - إبراز المرشح المناسب لتمثيل هذه القطاعات والشرائح بما يعود عليها بالنفع والفائدة.
إلا أن المشكلة الكبرى وهي مصدر هذه المعلومات ومدى صحتها، وهي بطبيعة الحال خاضعة لعوامل عديدة منها: الحياد والعمل المهني المستقل والصدقية والموضوعية في الطرح وهذه عوامل قد تصل إلى المثالية والندرة في عالم اليوم.
لذلك لابد للناخب أن يسعى للوصول إلى المعلومات الصحيحة والموثوقة المصدر من أجل ترشيح أفضل وتحقيق طموحات وآمال من الممكن تحقيقها، كما أن مسئولية الإعلام جسيمة حول نقل الصورة كما هي ونشر المعلومات على ما هي عليه دونما تدخل من قبيل الجراحات التجميلية التي سرعان ما تتكشف عن صورة مخالفة للواقع ولما هو عليه الحال.
الحملات الانتخابية بين الوعود وتنفيذها
بالإمكان تعريف الانتخابات بأنها العملية التي من خلالها سيختار المواطنون ممثليهم في مجلسي النواب والبلديات بحسب القوانين والشروط المنصوص عليها دستورياً وهذا أمر مفروغ منه، إلا أن المرشحين ومن خلال حملاتهم الانتخابية هم من سيفرضون أنفسهم على الناخبين في يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأول وذلك من خلال ما سيطرحونه من برامج وخطط عمل لها من النفع العام وخدمة الوطن والمواطن ما لها من فوائد وإيجابيات.
لذلك نجد أن الحملات الانتخابية للمرشحين ومن خلال ترويجها للمشاريع السياسية والاقتصادية والخدمية التي تتبناها هي مَنْ سترفع من حظوظ المرشح لهذا المقعد النيابي أو البلدي، إلا أن المشكلة هي صدقية الأهداف المروَّج لها والمشاريع التي تم تبنيها.
أجندة المشاريع كثيرة كما أن عدد الوعود أكثر وآمال وطموحات المواطنين أكبر من الأجندات والوعود، حيث إن ثماني سنوات مضت من عمر مجلسي النواب والبلديات مع كثير من تلك الأجندات والوعود التي بشر بها أصحابها والأحلام والأمنيات والطموحات التي راودت أهلها مازالت تراوح محلها ويبقى السؤال هل ستطبق وعود الحملات الانتخابية وتنفذ (الجديد منها وما هو قديم)؟ أو على أقل تقدير هل هناك نسبة ما بين الوعود وتنفيذها؟
وهنا يكمن الدور الخطير للناخب وأهمية صوته الانتخابي في اختياره لممثليه في المجلس النيابي والبلدي لأربع سنوات ستأتي، أعتقد أن الأمر يلزمه الحصول على قناعة فكرية وسياسية بسلامة الاختيار، فمثلاً مَنْ هو المرشح الذي سأعطيه صوتي؟ ما هو برنامجه الانتخابي؟ ما هي نسبة تنفيذه على أرض الواقع؟... إلخ
إن العملية الانتخابية والمرشحين مع برامجهم وأجنداتهم المختلفة لابد وأن تكون محل قناعة الناخب وفي خدمته وتحقيق آماله وطموحاته من أجل يومٍ وغدٍ أفضل، كما أن الأمل في مَنْ سيصلون إلى مقاعدهم من خلال أصوات الناخبين ألا ينسوا وعودهم لناخبيهم وأن يسعوا ويجدّوا من أجل تحقيق ما يطمح إليه المواطنون جميعاً بما يُسهم في رفعة هذا الوطن الغالي.
خيار الناخب مع المرشح النيابي/ البلدي
أيام قلائل تفصلنا عن انتخابات المملكة النيابية والبلدية للدورة الثالثة منذ انفراج الأزمة السياسية في البلاد والسؤال المطروح اليوم من هم نواب الغد؟ وكيف أختارهم؟ وكل ذلك من أجل رفع كفاءة العمل البرلماني في المجال التشريعي والرقابي والعمل البلدي من خلال تنفيذ المشاريع الخدماتية بصورة أسرع وأفضل.
إن اختيار الناخب للمرشح (النيابي/ البلدي) الذي تتوافر فيه الكفاءة والنزاهة والقدرة على العمل الجاد هو الطريق الوحيد الذي إذا ما سلكه الناخب سيبني واقعاً إيجابياً له ولمن حوله ومنطقته.
ومن أجل أن يكون الاختيار صحيحاً وسليماً لابد من مراعاة بعض الأمور ومنها:
1 - الرؤية الواضحة: لابد للناخب أن يمتلك رؤية واضحة حول وضع منطقته/ دائرته/ وطنه وهل يمتلك المرشح قراءة واعية للأحداث ومجريات الأمور من حوله؟ وهل لديه من القدرة والكفاءة ما يؤهله لمتابعة وتحليل هذه المجريات؟
2 - تغليب المصلحة الوطنية العليا: أي الابتعاد عن المصالح الشخصية والفئوية والقبلية وكل ما دار في فلكها.
3 - الأهلية والاستعداد للتغيير الإيجابي: ويعنى بها من هو مؤهل بأن يقوم بعملية التغيير الإيجابية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال إيجاد التشريعات وتفعيل الأدوات الرقابية واستعداده لتنفيذ المشروعات بمختلف اتجاهاتها.
إن النظرة الواضحة وتغليب المصلحة الوطنية العليا والبحث عن من المؤهل لإحداث التغيير الإيجابي هي أمور تُسهم في الارتقاء بمصالح الوطن والمواطن.
أحمد عبدالله
نعم هذا ما نريده فحسب هي كبسولة ستعيد الحياة إلينا والى أبنائنا، ستعيد الأوكسجين مجدداً الى رئتي آمالهم وأحلامهم كما أعادت الحياة لـ33 عامل منجم، كانوا محاصرين لمدة 69 يوماً تحت الأرض بدولة تشيلي، 69 يوماً من الظلام الدامس والشعور بالموت الحقيقي، بكلمة قالها أحد المسئولين في دولة تشيلي (أن روح الإنسان غالية علينا حتى لو كلفتنا عشرين مليون دولار أميركي) جعلت من أصحاب التيجان ومن يقطنون بقصور الحيتان أن ينكسوا رؤوسهم !
حينما تهب نسائم الانتخابات (الشريفة) نبقى نتمنى ونتمنى ونتمنى حتى نستغيث...! وعندما نستفيق يقال لنا: (ناموا ولا تستيقظوا مافاز الا النوم) فكم من بيوت آيلة تساقطت على رؤوس أهلها ، وكم من أجساد دفنت تحت هذه الأرض الطيبة متدثرة بتراب الحرمان .
لانريد منكم شيئاً من الوعود والعهود التي لاحول لكم بها ولا قوة نريد فقط (كبسولة) تقضي على مرارة البطالة وألم التجنيس ومرض الفقر، فكثيرون من أبناء هذا الشعب بأطفاله ونسائه ورجاله وشيوخه من كان تحت انقاض الفقر والبطالة والمرض والظلم والمحسوبية والطائفية، كثيرون ابيضت أعينهم من كثرة الحزن والحسرة، كثيرون هم من يحتاجون لكبسولة تمنحهم الطمأنينة والأمان حتى تنتعش نفوسهم من براثن الألم، كثيرون سيتحسسون رؤوسهم عند قراءة هذه السطور فإلى من يهمه الأمر ارحمني ولو بكبسولة.
فاكس عاجل: إليكم أيها المرشحون جميعا بجميع انتماءاتكم السياسية، المستقلة نقول لكم: سنمنحكم اصواتنا بكل ديمقراطية ونزاهة وقناعة ورضى والغلبة في الأصوات لمن سينقذ اكبر قدر ممكن من الارواح البشرية المحاصرة تحت انقاض هذه الارض .
أبرار الغنامي
مع قرب موعد الانتخابات المرتقبة، نلاحظ تعالي صور المرشحين والشعارات الرنانة، ولا نعلم أن كان كل مرشح يدرك المسئولية الوطنية العظيمة من وراء هذا الترشح ومسئولية هذه الشعارات وان كان ذا كفاءة لتبني هذه الشعارات؟
ونحن كمواطنين مسئوليتنا الاختيار من بين كل هؤلاء ومن هو الاكفأ ولا نعلم من هو الصالح من الطالح فالكثير العظماء في القول متخاذلون في الفعل، وووو. ومن خلال تجربتنا السابقة ومن منظورنا ومن منطلق همنا كجامعيين عاطلين عن العمل لما يقارب الخمس سنوات وحتى العشر... نرى تجربة المجلس والنواب ضعيفة في قضيتنا .. مشكلة بسيطة وضمان حق من حقوق المواطنين لم يستطع أي من النواب وفي جميع الأصعدة وعلى مستوى جميع الكتل لم يستطع اي من النواب تحريك ساكن في قضية العاطلين الاجتماعيين، وعلى رغم من الضغط الذي كانت تشكله من خلال التحركات والاعتصامات واللجوء إلى عدد من النواب ومن مختلف الكتل، ونحن ومن خلال كل تحركاتنا لم نجد الا الوعود الواهية والتي لم تغير شيء في واقع قضيتنا... بل المشكلة مازالت قائمة وتتفاقم فأعداد هائلة تتسلم الوظائف الحكومية والتربوية ونحن ابناء الوطن تضيع سنوات عمرنا دون وظائف تضمن لنا مستقبل نستحقه جزاء لاجتهادنا ودراستنا.
أنا مواطن إذاً من حقي وظيفة لائقة فإن لم تستطع ان تضمن حقي أيها النائب فكيف لي أن أثق انك تستطيع أن تقدم لي ما هو خلاف ذلك...
صوتي أمانة فهل تستحق هذه الامانة ؟ هل تعبر بصوتي هذا تحت قبة البرلمان ؟ عاطلة لسنوات وخريجة مبتعثة وهمي الحصول على وظيفة لائقة تكريم لاجتهادي أنا وجميع زملائي الخريجين العاطلين، فهل ستوصل همنا وآهاتنا التي نتجرعها يوم بعد يوم.
النائب المحترم... من أي كتلة كنت او مستقل، هل انت قادر على حمل هذه المسئولية؟ هل تستطيع إيصال هم المواطن الذي يتجرع الهم وينظر الى احلامه، تتلاشى امام عينه ويرى مستقبله يموت يوماً بعد يوم، صوتي لك ان كنت كذلك، بعيداً عن التبعية، بعيداً عن التحزب والكتل فأنا واعٍ ومسئول عن رأيي، ومن يستحق هذه الأمانة سأعطيه إياها ولكن أتمنى أن يكون ذا ثقة وقادر على تحمل هذه الأمانة، وان لم يكن كذلك فصوتي أحتفظ به حتى يتحقق الحلم وأرى من يستحق ذلك، ويعد بحمل مسئولية إيصال صوت المواطن وهمومه ومشاكله، فلا مشكلة هي اعظم من أخرى... ويجب توزيع الجهود وليس تركيزها على قضايا دون اخرى فكل القضايا تهم المواطن وكلا يجدها الأهم والأعظم في نظره من منطلق همه والمطالبة بحقه.
النائب المحترم... هل تستطيع حمل هذه المسئولية ؟
إن كنت كذلك فصوتي لك وان لم تستطع فصوتي احتفظ به فربما استطيع في يوم من الايام ان اكسر حاجز الصمت والتجاهل من خلال إطلاقه والتعبير عن رأيي وبطريقتي الحضارية الخاصة.
رائدة عيسى أحمد علي
شاء الله سبحانه وتعالى أن يبتلي والدتنا - يرحمها الله - بمرض عضال، أدخلت على إثره مجمع السلمانية الطبي حيث رقدت في جناح 11، وذلك في نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي. وللأمانة فقد لقيت من الرعاية والاهتمام من رئيس القسم الدكتور صادق الدرازي وباقي الممرضات المواطنات منهن والأجنبيات، ما يجعلني والأسرة ممتنين للخدمات الجليلة التي دأب هذا الكادر الطبي والطاقم التمريضي على تقديمها لوالدتنا رحمها الله. ونتضرع إلى المولى جلّ شأنه أن يمتع القائمين على هذا الجناح تحديداً بالصحة والعافية، وفي الوقت نفسه نشدّ على أيدي العاملين في هذا القسم ونقدم لهم جزيل شكرنا لما أبدوه من تعاون معنا ومع والدتنا أثناء مرضها. وقد شاء الله أن يأخذ أمانته، لترحل أمنا الغالية عن هذه الدنيا الفانية مطلع الشهر الجاري (6 أكتوبر/ تشرين الأول)، وإننا نسلّم بقضاء الله وقدره الذي راد لقضائه، ونتمنى أن تحذوا بقية أجنحة السلمانية حذوا العاملين في جناح 11 الذين لقينا منهم كل الاهتمام والتعاون التام ونحن في غاية الرضا عنهم وندعو لهم بالخير دوماً.
عن أسرة المتوفاة
ابن المرحومة
فايز سلمان جاسم
تمر مملكة البحرين هذه الأيام بالانتخابات وهذا يعتبر عرساً كبيراً يصب في مصلحة شعب بأكمله. ولكن ما أراه كما يراه الكثيرون أن الانتخابات من المفترض أن تكون في مصلحة المواطن والبلد وليست لمصلحة المنتخب أياً كان تفكيره. الكثير ممن انتخبوا أنفسهم هذا العام لم نسمع عنهم قط في حياتنا لا من بعيد ولا قريب وبعضهم نعرفهم معرفة شخصية أو جيران أو من نفس المنطقة لم نرَ في يوم قيامهم بعمل اجتماعي أو إنساني أو أي نوع من الأعمال التي تحسب لهم ولا يعرفون في السياسة ولا يعرفون طريق المسجد لتأدية فرضهم. وسبحان الله بين ليلة وضحاها أصبحوا من المترددين على المساجد ويعلنون عن أنفسهم بأنهم منذ الأزل يقدمون المساعدات ويشاركون في المناسبات الاجتماعية ونزل عليهم الإيمان وحبهم للشعب ومصلحة الشعب ونزلت عليهم الأموال من حيث لا ندري وإعلاناتهم تملأ الشوارع. واستغلوا ضعف يد المواطن البحريني وحاجته لأبسط الأمور من مكيف أو ثلاجة أو تسديد قسط الكهرباء أو الهاتف أو مساعدتهم في تزويدهم بالمواد الغذائية مثل كيس سكر وكيس أرز أو علبتي زيت.
أهذا هم المواطن الحالي؟ كيف يوفر لقمة العيش ولا يفكر في مستقبل بلد كامل وفي أجيال قادمة؟ والمرشحون عرفوا من أين تأكل الكتف فاستغلوا هذا الضعف والجهل ونسوا انه سيأتي يوم وسيكونون بحاجة لأمور كثيرة منها الطرق والإسكان والتعليم ومشكلة المياه وأمور كثيرة مستقبلية لأجيال وأجيال. لقد قام من ينتخب بصرف مبالغ طائلة تبلغ أحيانا نصف مليون دينار بحريني لعمل خيمة خاصة للنساء وخيمة خاصة للكبار وخيمة خاصة للأطفال وخيمة ترفيه ووجبات يومية وتسالٍ.. إلخ. وكأن الموضوع فقط أكل وشرب والسلام ختام، لا يعلمون بان هذا المنتخب يجب أن يكون أميناً على مصلحة المواطن والوطن وان هناك أموراً أهم من بيت هزاز وسيارة ايسكريم للضحك على الفقراء.
هناك هم الصحة والإسكان هناك هم التعليم والطرق هناك هم مياه الشرب والمجاري هناك هم البطالة والوظائف هناك هم التجنيس لمن يستحق، هناك هم البنية التحتية للوطن وهناك وهناك، ما فائدة كيس الرز أو علبة الزيت التي تضحكون بها على الفقراء أهذا همكم؟ أهذه رؤيتكم المستقبلية للوطن والمواطن. بدل صرف آلاف الدنانير على بيت هزاز واكل وشرب يرمى غالبيته في الزبالة قوموا بشيء مفيد مثل المساعدة لبعض البيوت الايله للسقوط لبعض الأسر المحتاجة ساعدوا الحكومة في ذلك اشتروا سيارات إسعاف لإسعاف الناس اشتروا أدوات طبية ليستفيد منها شعب وليس فرداً ساهموا في البنية التحتية للوطن، صحيح هذه تكلف الملايين ولكن دينار على دينار يبنى البلد. فمثال على ذلك احد المنتخبين وضع خيمة تبلغ قيمتها نحو 35000 دينار مع الكماليات من ثريات وطاولات غير البوفيه اليومي من احد المطاعم ومقدمي الاطعمة غير الماء والعصائر كل يوم، خلاف ذلك أيضا أنشطة ترفيهية شبه يومية تكلف مبالغ طائلة وكأنه يقول انظروا هذا ما يفكر به الشعب البحريني بيت هزاز وعربة ايسكريم وملء البطون ولا يفكر في شيء آخر، أليس من الأولى به أن يقدم مساعدات تذكر له حتى وان لم يفز في الانتخابات. هنا يبين من يحب الوطن والمواطن.
يا شعب البحرين الوفي اصحو من الغيبوبة الدائمة كفانا استغلالاً، لنفكر في غد مشرق لأبنائنا وأجيال المستقبل لنفكر لوطن كامل، وطن مرفوع الرأس بشعبه وتفكيره واحلامه وطموحة لنرتقي حتى نصل للقمة لنكون في المرتبة الاولى في كل شيء.
حالة استنفار وولوج الفوضى ووهج المحاباة والتحدي والأنانية في كل بيت وفي كل محفل ومؤسسة وشارع ومجلس، أخواتنا النساء قربن إلى فوهة الجنون والجماح في تصرفاتهن وسلوكهن وتعاطيهن مع أفراد المجتمع، الكل ينادي باسم مرشحه ويظهر الحذق والمهارة لاستقطاب وجلب أكبر قدر من الأصوات لصالحه، وجعلن منه مارداً جباراً وهو لا يتعدى كونه إنساناً عادياً حاله كحال أي مواطن آخر، ورفعن شعاراته البراقة التي تجذب أفئدة الناس وتميلهم نحوه ونثر مناقبه وأفعاله ومعطياته المجتمعية، وتوفير الوجبة الدسمة برائحتها الجذابة إرضاءً وتقربا للمنتخبين، وحتى لو كان ذلك المرشح انطوائياً معقداً وغير اجتماعي ستعكسه المرآة بوجهه غير الحقيقي وتظهره بمظهر العبقري الحكيم والمربي الكريم. نصب حبائل شباكه ورصد الأموال وفّر الالكترونيات بأنواعها، وقناني العطور بشتى أنواعها، وتم تطوير الإغراءات الساحرة إلى أن وصل بهم الأمر لتوفير مكيفات الهواء وثلاجات كل ذلك مقابل صوتك، حتى الأطفال الأبرياء لم يسلموا من هذه المطحنة الانتخابية إذ تم تجنيدهم وزجرهم ودفعهم ليتسلقوا السيارات القابعة بجانب البيوت الآهلة ليلصقوا صور المرشحين على جدران المنازل بدون استئذان وأخذ رأي وترخيص من مالك المنزل، ما ذنب أصحاب البيوت بدفع ضريبة الانتخابات وهي تشويه جدران بيوتهم بمادة الصمغ اللاصقة التي لاتزول بمرور الأيام والسنين، وهم الذين بذلوا قصارى جهدهم وضحوا بدماء قلوبهم وقصموا ظهورهم بنوائب القروض والديون لأجل الوصول للمستوى المنشود الذي راموه ويبتغونه لإظهار بيوتهم الجديدة بمظهر الجمال الحسن اللائق.
في الأخير سيبقى ريع هذا العمل الدؤوب والتخاتل والتحفز لصالح المرشح، وستُنسى تلك الشعارات الجبارة والعبارات الجذابة وتصبح في أدراج النسيان والتذكار، كما نُسيت من قِبل المرشحين السابقين وسوف لن يكونوا أذكى وأحنك وأعلم من السابقين، فهونا هونا عليكم أخواتي وأخوتي فلا تعجلوا باتخاذكم الهرولة طريقاً للفوز وإعلاء مرشحكم أريكة البرلمان والعبرة في النهاية.
مصطفى الخوخي
بمجرد المرور على أحد المرشحين النيابيين او البلديين، حتى لو لم تكن تابعاً الى دائرته الانتخابية، تراه رافعاً يده وصوته يلقي عليك تحية الإسلام، مبتسماً واضعاً يده على صدره، منحني الرأس ويسألك عن أحوالك وأحوال اهلك، لا ينظر إلى انتمائك السياسي او الديني ولا الى مستواك الاجتماعي او المهني سواءً كنت عاملاً في التنظيف او مدير في احدى الشركات، لايهم ذلك ينظر اليك كصوت انتخابي عسى ألاتكون هذه التحيه لها تاريخ انتهاء في 23 اكتوبر .
أبو حسن
تشتد وتيرة الانتخابات هذه الأيام عبر خطابات التحشيد؛ فكلٌ يدلو بدلوه؛ فالبعض من المرشحين يعدد انجازات المجلس السابق، والبعض الآخر منهم يشير إلى الاخفاقات التي مني بها المجلس في كثير من الملفات، معظم المرشحين إن لم يكن الكل منهم يرفع شعار (خدمة الوطن والمواطن بالدرجة الأولى) وقد يزايد البعض منهم بشعارات رنانة تدغدغ مشاعر الناخبين.
خلال الأيام الماضية لفت انتباهي ظاهرة الرسائل النصية التي يرسلها بعضهم للناخبين مشفوعة بالتودد، البعض من المرشحين بدأ بالظهور على العلن في زيارات ميدانية للمجالس وأماكن تواجد الناس، قال لي أحدهم إن المرشح للمجلس النيابي القادم طوال السنوات الماضية لم نره يتواجد بيننا في مجالسنا أو في فعالياتنا الاجتماعية القروية هذه الأيام فقط يظهر بصورة لافتة.
في الترشح لابد من الأخذ بعين الاعتبار أمور عدة قبل الاقدام على خوض غمار الانتخابات سواء النيابية أو البلدية؛ أن يجلس المرشح مع نفسه ويضع التساؤلات في مقدمة الأولويات وهي هل هو اجتماعي وهل يملك المؤهل العلمي وهل يتمتع بقدر جيد من الالتزام الديني والأخلاقي، بمعنى أن المرشح لا يمكن له أن يتقرب لجمهور الناخبين ويبين لهم أنه اجتماعي خلال فترة الانتخابات؛ وطوال الفترة السابقة لها يتوارى عن الأنظار؛ كما أن الوازع الديني أمرٌ في مقدمة المتطلبات؛ باعتبار المجتمع مسلم يهمه التقيد بأخلاقيات الدين الاسلامي، كما أن من يمتلك الكفاءة والخبرة والمؤهل العلمي يمكن أن تساعده في حصد الكثير من الأصوات واستمالة الناخبين إليه. فليس المؤهل العلمي والشهادات المتحصلة تشفع إليه دون وجود التمسك بالدين (بالحد المعقول) كمبدأ أساسي وكركيزة لنيل الثقة؛ وليس التدين وأداء الواجبات العبادية تشفع له دون المؤهل والخبرة في إحراز التقدم واقناع الناخبين، كل هذه العناصر أو الشروط متى ما توافرت استطاع المرشح أن يقدم على خطوة الترشح وهو يمتلك الحافز الذي يؤهله للترشح بكل ثقة.
ولكي لا يكون هناك اجحاف بحق التيارات المختلفة فكرياً فيما بينها، أو التي تحمل أديولوجية معينة كنظام خاص بها يجعلها مغايرة عن التيارات الأخرى، فإنها تستحق أيضاً أن يكون لها صوت كباقي الفرقاء، فالوطنيون مثلاً يمثلون شريحة كبيرة من هذا البلد، وتلقى الوطنية أصواتاً مؤيدة لها، الالتزام الديني مطلوب، ولكن ليس بالحد المفرط، ووجود الوطنية وعدم التخندق في موقع الطائفة أو التيار هو الآخر من دعائم المرشح الناجح والمطلوب شعبياً، كما أن الصدق والأمانة والوفاء والعمل للصالح العام أو الناخبين وترك المصالح الشخصية الضيقة أمر من أهم متطلبات الترشح وتعتبر القوة التي يكتسبها من ناخبيه. البرنامج الانتخابي ورقة يعدها المترشح كمقدمة لعرضها على الناخبين وتقديمها على أنها بمثابة خطوات نظرية يأمل في تحقيقها عملياً بعد منحه ثقة الناخبين بإدلائهم بأصواتهم لصالحه، وهو (البرنامج) سهل الاعداد صعب التحقيق، فكم من المرشحين وعلى طوال الأعوام السابقة أخلوا بالوعود التي قطعوها على أنفسهم بتحقيقها لناخبيهم، وكم سمعنا وقرأنا في الصحافة أن بعض النواب لا يتجاوبون لناخبيهم عبر الاتصال، وكم منهم توارى عن الانظار وأغلق مجلسه؛ لأنه ضمن مقعده النيابي فسلامٌ على الأصوات التي انتخبته.
ما أود الإشارة إليه ونحن على أعتاب الانتخابات النيابية والبلدية، أن يتقي كل مترشح فيما يقول، فليست الشعارات البراقة والملصقات من قبيل «الصدق، الأمانة، التقوى، استرجاع الحقوق، المواطن أولاً) يمكنها أن تستقطب الناخبين، بقدر ما للفعل من مصداق للقول، وطريقة اقناع الناخبين عبر الخطابات أمرٌ في منتهى السهولة، ولكن على الواقع العملي هل يستطيع المرشح تحقيق أو الوفاء بوعوده؟ فتسويق الأوهام باتت بضاعة خاسرة أمام ما يمكن تحقيقه ولو بالقدر اليسير، فليس لدى المرشح عصاً سحرية يستطيع عن طريقها تحقيق طموحات الناخبين وليس لديه بلورة يستطيع من خلالها رؤية طموحاته وناخبيه.
في هذا الصدد أتمنى أن ينال كل وطني شريف نصيبه من الفوز بمقعد نيابياً كان أو بلدياً، فليس التدين الظاهري (القشري) يشفع بحظوظ الفوز دون حضور الوطنية الصادقة، والشعور بمعاناة الناخبين من أهالي القرى والمدن على السواء.
حسن مقداد
العدد 2968 - الخميس 21 أكتوبر 2010م الموافق 13 ذي القعدة 1431هـ
ان لله وانا اليه راجعون
الله يرحمها ويغفرلها ويسكنها فسيح جناته الله يرحمها ويغفرلها ويسكنها فسيح جناته ... الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته .. ويجعل قبرها روضه من رياض الجنه ويلهم أهلها الصبر والسلوان
تصحيح اسم الدكتور صادق عبدالله احمد سلمان
اسم الدكتور صادق عبدالله ولايساء صادق الدرازي