أكد عدد من أصحاب الحملات أن تكاليف الحج ارتفعت هذا العام بنسبة تتراوح بين 50 و60 في المئة، وذلك بسبب ارتفاع سعر السكن في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة.

وفي هذا الصدد، قال صاحب إحدى الحملات الذي فضل عدم ذكر اسمه في حديث إلى «الوسط»: «إن تكاليف الحج هذا العام مرتفعة مقارنة بالعام الماضي، فالزيادة كبيرة، إذ إنها تبدأ بارتفاع سعر التذكرة إذ إن سعر التذكرة كان في السابق 230 دينارا، إلا أنه الآن وصل إلى 245 دينارا، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر إذا زاد الإقبال».

وأضاف أنه «بسبب ارتفاع أسعار التذاكر من جهة وارتفاع أسعار السكن في المدينة المنورة ومكة المكرمة فإن الأسعار ارتفعت، إذ إن أغلب أسعار الحملات تتراوح بين 900 دينار و1300 دينار».

وقدر صاحب الحملة نسبة الزيادة في الأسعار مقارنة بالعام الماضي 50 في المئة، مشيراً إلى أن الحملة سجلت إقبالا من قبِل المواطنين هذا العام بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي الذي شهد انخفاضا في الإقبال بسبب انفلونزا الخنازير، إذ ارتفعت نسبة الإقبال هذا العام إلى 95 في المئة، منوهاً إلى أن أغلب الحجاج فضلوا السفر عن طريق البر، وذلك لرخص الرحلة مقارنة عند اختيار الرحلات الجوية.

أما أحد أصحاب حملة المحفوظ حسين الفردان، فأكد أن ارتفاع تكاليف الحج هذا العام جاء نتيجة تجريف المباني القريبة من الحرم، ما أدى إلى لجوء الحملات الأجنبية إلى المناطق التي يسكن فيها البحرينيون عادة.

وبيَّن الفردان أن أسعار السكن ارتفعت مقارنة بالأعوام الثمانية الماضية، إذ يتم في السابق استئجار المبنى بـ 25 ألف دينار، إلا أن مبلغ الإيجار يتراوح حالياً بين 80 ألفا و100 ألفا، مشيراً إلى أن هذا الارتفاع أدى إلى ارتفاع كلفة رحلات الحج.

وأوضح أنه إلى جانب ارتفاع سعر السكن فإن سعر المواصلات ارتفع أيضاً، مبيناً أن موجة الغلاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات التي يطلبها الحجاج تؤدي إلى ارتفاع سعر الكلفة في نهاية الأمر.

ولفت إلى أن نسبة الارتفاع تقدر حالياً بـ60 في المئة، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار أدى إلى انخفاض نسبة الإقبال على الحج هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، مبيناً أن بعض المقبلين على الحج ينظرون إلى السعر، بدلاً من الاطلاع على الخدمات والتسهيلات التي ستقدم لهم، ما يؤدي إلى عزوف البعض عن التوجه للحج.

وذكر أن هناك العديد من المواطنين فضلوا هذا العام السفر إلى العراق لزيارة عرفة وخصوصاً في ظل الأمان الذي تشهده المنطقة الجنوبية من العراق، إلى جانب رخص كلفة السفر وذلك بسبب عدم وجود إجراءات مشددة للحملات المتوجهة إلى العراق مقارنة بالإجراءات التي تتخذ ضد الحملات المتوجهة إلى الحج.

ولفت الفردان إلى أن انخفاض كلفة السفر إلى العراق كان له دور في جذب أكبر عدد من المسافرين لزيارة عرفة بدلاً من التوجه للحج، وخصوصاً أن كلفة السفر إلى العراق لشخصين قد لا تتجاوز 1500 دينار، في الوقت الذي تتجاوز فيه الألفي دينار لشخصين عند التوجه لأداء مناسك الحج، إلى جانب أن بعض الحملات أعلنت عن رحلات إلى العراق بأسعار رمزية لا تتعدى 400 دينار.

إلى ذلك، قال صاحب حملة الحمر «إن تكاليف الحج هذا العام ارتفعت بشكل كبير وخصوصاً مع ارتفاع سعر السكن، إذ إن سعر الأخير تضاعف أربع مرات مقارنة بالعام الماضي».

وأضاف أن «أسعار التذاكر لم ترتفع بنسبة كبيرة، إذ إن نسبة الارتفاع وصلت إلى 10 في المئة، إلا أن سبب الارتفاع الرئيسي في تكاليف الحج يعود إلى ارتفاع سعر السكن في المملكة العربية السعودية».

ولفت صاحب حملة الحمر إلى أن الإقبال على الحج لديهم ضعيف جداً، مبيناً أن بعض الحملات قد تكون حظوظها أكثر، مبيناً أنه بسبب ارتفاع الأسعار فإن المواطنين يقبلون على زيارة عرفة.

كما شكا من عدم وجود ترتيب عند بعض الراغبين لأداء مناسك الحج، مشيراً إلى أن البعض يتخذ قراره في الفترة الأخيرة، ما يسبب إرباكاً للحملات.

من جهته، قال صاحب حملة المواسم، جاسم أبل: «إن هناك ارتفاعا بسيطا في تكاليف الحج مقارنة بالعام الماضي، وذلك يعود إلى ارتفاع الأسعار في بلد المصدر كارتفاع السكن بالدرجة الأولى مع ارتفاع أسعار المخيمات في منى وعرفات ومع ارتفاع المواد الغذائية مع الارتفاع العالمي بالإضافة إلى المنافسة في تقديم الخدمة الأجود، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار في النهاية».

وأشار أبل إلى أن نسبة الارتفاع تقدر بـ20 في المئة مقارنة بالعام الماضي، مبيناً أن ذلك لم يؤثر على الإقبال، إذ تضاعفت هذا العام أعداد الحجاج والراغبين في أدى مناسك الحج، منوهاً إلى أن العام الماضي تم تسجيل 100 حاج بسبب الخوف من انفلونزا الخنازير، إلا أن هذا العام تم تسجيل 300 شخص حتى الآن، متوقعاً أن ترتفع أعداد الراغبين في أداء مناسك الحج خلال الأيام المقبلة.