شدد رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إلى أنه على رغم المنجزات الكبيرة التي حققتها منظمة الأمم المتحدة، فإنه «لاتزال هناك تحديات على الطريق، وأن الحاجة باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى لتحديثها، والنهوض بها وتعزيز قدرتها في تحقيق الأمن والتنمية وحقوق الإنسان».
وفي كلمة له بمناسبة الاحتفال بيوم الأمم المتحدة الذي يصادف يوم الأحد المقبل، حث سموه كل أطراف المجتمع الدولي على تعزيز إيمانهم بأهمية التعاون المشترك، وأن يعقدوا العزم على نشر وترسيخ الأهداف السامية التي قامت على أساسها منظمة الأمم المتحدة، بالشكل الذي يستجيب للعصر الراهن وتحدياته، ويحقق الخير للبشرية جمعاء. داعياً إلى المضي قدما في مشروع إصلاح وتطوير الأمم المتحدة، بما يجعلها أكثر ديناميكية وحيوية، مع التأكيد على ضرورة ضمان حيادية المنظمة وتمثيلها للإرادة الجماعية لدول العالم.
وأكد أن منظمة الأمم المتحدة شكلت علامة فارقة في مسيرة الإنسانية، وإطارا نموذجيا للتعاون الإيجابي بين دول العالم في مواجهة ما تعانيه من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، وحل الصراعات بالحكمة والحوار.
وأشاد سموه بالجهد الذي بذلته الأمم المتحدة في حل الكثير من الأزمات الدولية، وبجهودها في تعبئة وحشد الطاقات لمنع نشوب العديد من الحروب والصراعات، وحضورها البارز في مجالات الإغاثة الإنسانية والتنمية بكافة جوانبها.
وقال سموه «إن الاحتفاء بمرور 65 عاما على إنشاء الأمم المتحدة، يعد مناسبة للتأكيد على القيمة التاريخية التي يمثلها هذا المنبر الدولي المهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وحماية العالم من ويلات الحروب والنزاعات، وبرهاناً على صواب نهج الإنسانية الساعي إلى الوئام بين الشعوب والحضارات».
وأضاف سموه «أنها فرصة أيضا للإعراب عن التقدير والامتنان لهذه المنظمة التي أثرت بشكل عميق في مسيرة الحضارة البشرية، وأسهمت في تأسيس نظام دولي قوامه التفاهم والاحترام المتبادل، والاعتراف بما يجمع بين الدول والشعوب من قيم إنسانية نبيلة».
وأكد «أن المبادئ النبيلة التي يقوم عليها ميثاق الأمم المتحدة كانت ولاتزال عنصر الأمان للعالم في مواجهة ما يعانيه من تحديات متعاظمة، وهو ما يدفعنا إلى مزيد من الإصرار على دعم جهود هذه المنظمة بما يضمن لها الوفاء بمسئولياتها على الوجه الأمثل». وقال: «إن ما تمثله الأمم المتحدة من نموذج فاعل للعمل الجماعي الدولي والتعاضد العالمي، وما حققته من نجاحات في العديد من القضايا، ولاسيما تلك المرتبطة بالأمن والسلام والرفاهية، وحقوق الإنسان، ومكافحة الفقر وغيرها، يجعلنا أكثر يقينًا بأن تعزيز دورها هو خيار لا غنى عنه مهما كانت التحديات».
وأكد سموه أن المجتمع الدولي أخذ قدرا من التقدم عبر اتخاذ العديد من الإجراءات التي تستشرف آفاق المستقبل، وأنه يلزم إنجاز المزيد من هذا التقدم للإسراع في تنفيذ خطة العمل هذه، وصوغ توصيات محددة بهذا الشأن لتتصدى بقوة لأية تحديات مقبلة قد تواجه المجتمع الدولي، واتخاذ ما يكفل إدخال التحديث في مختلف نشاطاتها وعلى نحو يجعل منها موطن قوة.
وشدد سموه على أن أكثر ما نحتاجه اليوم هو أن نحافظ على فعالية هذه المنظمة، من خلال دعم جهودها وتمكينها من أداء رسالتها الإنسانية السامية في تعزيز قيم التسامح والحوار والاحترام المتبادل.
وشدد رئيس الوزراء في كلمته على ضرورة تركيز جهود المنظمة الأممية على التنمية كمنطلق للحفاظ على الأمن والاستقرار في ربوع العالم أجمع، وذلك من خلال تعزيز الالتزام بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، التي أقرها 192 بلدا عضوا في المنظمة الدولية، وكذلك 23 منظمة دولية، ومساعدة الدول الفقيرة على النهوض والارتقاء بمجتمعاتها، باعتبار ذلك مدخلا للقضاء على بذور الخلافات والنزاعات بين الأمم. وأعرب سموه عن ترحيبه بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه الشراكة بين مملكة البحرين والأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، بما يتوافق مع نهج مملكة البحرين الساعي إلى تعزيز التعاون الدولي، والإسهام في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وأكد حرص مملكة البحرين على دعم جهود ونشاطات الأمم المتحدة من أجل عالم تنعم فيه الإنسانية بالأمن والاستقرار، وتتوارى فيه النزاعات والحروب، وتسوده قيم المحبة والتسامح والاحترام المتبادل. مشيداً بجهود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكل العاملين بالمنظمة، واصفا إياهم بأنهم «نخبة متميزة» يجمعها إيمان عميق بأن العالم بإمكانه أن يتسع للجميع، إذا ما ترك جانبا نزاعاته وصراعاته وتفرغ للتنمية والبناء، حتى تترسخ في جنبات العالم أجواء المحبة والأمن والسلام.
العدد 2968 - الخميس 21 أكتوبر 2010م الموافق 13 ذي القعدة 1431هـ
الامم المتحدة
الامم المتحدة يجب ان لا تكون رهينة في يد امريكا والدول الغربية تفعل ما تشاء باسم المنظمة الدولية