العدد 2967 - الأربعاء 20 أكتوبر 2010م الموافق 12 ذي القعدة 1431هـ

رحيل هيكرسبيرغر

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الرحيل المفاجئ لمدرب منتخبنا الوطني النمساوي جوزيف هيكرسبيرغر جاء على غير المتوقع وفي وقت حرج جدا لمنتخبنا الذي تنتظره مشاركتان مهمتان في بطولة مجلس التعاون وفي كأس آسيا، ليضع المسئولين عن المنتخب في موقف حرج بعد أن فسخ عقده وفضّل العودة للتدريب في الدوري الإماراتي مع نادي الوحدة.

أسباب الرحيل ليست مالية بالمقام الأول، وإن كان للعرض المادي الإماراتي الكبير دور في القرار، ولكن السبب الرئيسي باعتقادي نفسي راجع إلى كون المدرب هو في مرحلة سنية متقدمة وليس حاضرا لتحمل كل هذه الضغوط التي تنهال عليه في ظل مرحلة التجديد التي يخوضها منتخبنا الوطني والمبنية على نتائج مباريات ودية!

فالمدرب الذي لعب مباريات ودية وبتشكيلات مختلفة وبلاعبين جدد تعرض للهزائم في بعضها وتعادل في البعض الآخر وهذا وارد في المباريات الودية إلا أن الهجوم الذي تعرض له المنتخب والمدرب كان كبيرا، ولعل مباراة أوزبكستان الودية والخسارة 4/2 بأخطاء فردية فادحة عجلت بقرار الرحيل.

المدرب هيكرسبيرغر لم يحصل على الأجواء المؤاتية للعمل، ولم يوضح له الهدف الرئيسي المتمثل في بناء منتخب بعد انتهاء مرحلة وبداية مرحلة، فاللاعبون المخضرمون الذين حققوا الإنجازات في المراحل السابقة لم يعودوا موجودين وجل المنتخب بات يعتمد على وجوه جديدة تحتاج إلى الكثير من الصبر والهدوء لتتمكن من العمل والانسجام، وهيركسيبرغر كان مطلوبا منه المزيد من العمل والجهد لتكوين المنتخب الجديد في الوقت الذي اعتقد فيه هذا المدرب أنه قادم لمنتخب جاهز سيقوم بالإشراف عليه.

هيكرسبيرغر لم يكن حاضرا ذهنيا من أجل الصبر والبناء وهو ليس في المرحلة العمرية التي تسمح له بذلك، لأنه وصل إلى مرحلة الاقتناع بما حققه تدريبيا وصولا إلى تدريب المنتخب النمساوي والآن جاء وقت الراحة والاستفادة من اسمه في إبرام عقود كبيرة وتأدية عمل مريح ليس فيه الكثير من الضغوط وهذا ما لم يتحصل عليه في البحرين.

فالضغوط منذ البداية كانت قوية، والمنتخب يمر بمرحلة تغيير كبيرة، والمقالات كانت تطاله مع كل تجربة ودية، فقرر في النهاية الرحيل مبكرا مستسلما، ومفضلا الراحة والمادة على التحمل والصبر في عملية البناء المستقبلي، لأنه ليس بحاجة لصناعة اسم له في مجال التدريب بعد أن وصل إلى تدريب منتخب بلاده.

قبل 14 عاما عندما قدم هيكرسبيرغر إلى البحرين كان شابا طموحا ومغمورا، وتمكن من قيادة فريق الأهلي للقب بطولة الدوري ليرحل بعدها عن البلاد ويعود مجددا ولكن باسم وشهرة ورغبة في الراحل وليس البناء.

اختيار مدرب المنتخب الوطني الجديد يجب أن يرتكز على معايير المرحلة الحالية واللاعبين الجدد والأهداف التي يتطلع الاتحاد إلى تحقيقها، فعندما تكون المعايير والأهداف واضحة يصبح الاختيار أكثر منطقية.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2967 - الأربعاء 20 أكتوبر 2010م الموافق 12 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:06 م

      اتحاد الكورة هو الرابح .. الا اذا ...

      اتحاد الكورة هو الرابح من فسخ العقد وذلك بوجود الشرط الجزائي وعلى ان المدرب يدفع للاتحاد اكثر بكثير مما دفع له الا اذا تنازل الاتحاد الكورة عن الشرط الجزائي لعيون الأخوة فى الأمارات .. هذا واستطاع المدرب ان يكتشف لنا اللاعب الحوطي .. وكذلك عمل مساعده بشكل جيد جدا مع المنتخب الأولمبي .. وبالتوفيق للأحمر.

    • زائر 2 | 3:18 ص

      علامة أستفهام وتعجب لنادي الوحدة الأماراتي !؟!؟!

      في حقيقة الأمر أفهم بأن المدرب الأجنبي يأتي للخليج ليس من أجل سواد عيوننا ولكن من أجل المادة في المقام الأول !! لذا لم أتفاجئ بالأعذار الواهية والسخيفة للمدرب في المؤتمر الصحفي !!
      ولكني أشرهه على الأخوان في نادي الوحدة الإماراتي بضربهم لكل الأعراف والتقاليد الرياضية والتعاقد مع المدرب دون مراعاة للعلاقة الرياضية المميزة بين البحرين وأبوظبي!!

اقرأ ايضاً