قام أحد الإخوة بتأليف موسوعة اقتصادية عن مملكة البحرين، تضُم ستة مجلدات، وتحتوي هذه الموسوعة القيّمة على العديد من القنوات، التي تشرح قطاع التجارة والصناعة البحريني بشكل متكامل.
إذ تناولت الموسوعة نشأة وتطوّر الصناعات في البحرين، وضمّت معلومات مهمّة، عن مصرف البحرين المركزي، وعن بداية البورصة في مجتمعنا البحريني إلى يومنا هذا، وعن البنوك المتواجدة، ورؤيتها نحو تحقيق الاستثمار الناجح داخل المجتمع البحريني وخارجه عبر العالم، كما احتوت الموسوعة معلومات عامة عن المملكة، بحيث تستقطب المستثمرين حول العالم.
كذلك ستجد في هذه الموسوعة أنواع الصناعات في مملكة البحرين، وجذور التجارة وأشكالها، وأماكن السياحة والعقارات، وأسماء الشركات بشتى أنواعها وتعدد وظائفها، وكذلك تطرّقت الموسوعة إلى المجال الطبي، وحوَت العديد من المعلومات القيّمة حول تطوّر هذا المجال في مجتمعنا الصغير، كما شملت المجال التعليمي، وغطّت جميع جوانبه والتحوّلات التي تعرّض لها هذا المجال خلال الحقبة الأخيرة.
كما أنها شملت فصلا كاملا عن حلبة البحرين الدولية، والفائدة الكبيرة من وجودها في هذه المنطقة، وتأثيرها على الاقتصاد البحريني بشكل إيجابي ومُثمر، ومن ثمَّ تناولت الخطط المرجوة من وجود الحلبة في البحرين.
وتعتبر هذه الموسوعة الأولى من نوعها في مجال الشرق الأوسط، التي تحوي كل ما يستقطب المستثمر خارج البحرين، والفكرة منها هو تثقيف المستثمرين، وتوجيههم نحو إقامة مشاريعهم داخل مملكة البحرين، وهي مكملة للخطة الاقتصادية للعام 2030م، التي طرحها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وقد أُعدَّ هذا الكتاب بمجهود فردي، ويعتبر من المشاريع القومية التي تحتاج إلى دعم الدولة، ولكننا لم نجد من يهتم بهذه الموسوعة سواء من الجهات الحكومية أم الجهات الخاصة، إلا القليل منهم ممن يعلم بأهمية هذا النوع من الموسوعات على القطاع التجاري والصناعي، فهي قد تكون بوّابة للكثير من فرص الاستثمار داخل الوطن.
ومما يسر النفس وجود أشخاص قياديين مثل نزار البحارنة، الذي شجّع القائمين على هذه الموسوعة، ووجَّههم إلى مخاطبة بعض المسئولين في الدولة، وكان أول من استجاب لهذا المعلم الثقافي هو وزارة الخارجية، التي اقترحت عليهم إضافة عناوين سفارات المملكة في العالم، ومن ثم سيتم ضم هذه الموسوعة إلى مكتبة السفير في كل سفارة.
أليس من الأجدر أن يتم تبني هذه الموسوعة من قبل الحكومة، ومساعدة القائمين عليها، حتى يتم توظيفها بالطريقة المرجوة، ومن ثمَّ توزيعها على بلدان العالم أجمع، بالتعاون مع بعض المؤسسات الحكومية المناطة بهذه المسائل؟
للأسف الشديد أن تبني هذا المشروع لا يوجد في أجندة الكثيرين من مسئولي الدولة، مع أنه قد يفيد الاقتصاد وينعش التجارة ويزيد من حجم المستثمرين، في وقت بتنا نحتاج إلى المستثمر مع وجود الأزمة الاقتصادية، التي أثّرت على كثير من القطاعات.
نتمنى من وزارة التجارة ووزارة الإعلام ومجلس التنمية الاقتصادية، التعاون مع القائمين على الموسوعة، لأنّها ستُرتقي بالمجتمع البحريني، وستبيّن الصورة الكلية للاقتصاد والتجارة، وستسرد الرسالة الواضحة من مملكتنا البحرين إلى العالم
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2424 - السبت 25 أبريل 2009م الموافق 29 ربيع الثاني 1430هـ