قال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان إن هناك «ظروفاً صعبة قادمة تحتاج إلى العمل الكثير ونمد أيدينا للتعاون مع كل من يتفق معنا في أهدافنا خارج البرلمان وداخل البرلمان، داعياً للعمل للوصول إلى «بحرين ينعم فيها المواطنون بالأمن والحرية والعدالة والمساواة».

ودعا «المؤسسة الرسمية إلى تغيير سلوكها واستبداله بسلوك التعاون الإيجابي من أجل حل الملفات السياسية والمعيشية العالقة، لأن بقاء هذه الملفات دون حل لا يخدم الأمن والاستقرار ولا يوفر الأرضية الصالحة للتنمية المستدامة».

واحتشد عشرات الآلاف من مريدي الجمعية خلال مهرجان الجمعية الذي عقدته مساء أمس بالقرب من مركز المعارض تحت عنوان «كلمةٌ للوطن».

وتوقع سلمان «فوزاً كاسحاً لمرشحي الجمعية بفضل وعي الأهالي وحضورهم الفاعل يوم الانتخابات السبت المقبل»، داعياً «لإفشال مخططات «المطبخ السري» في إضعاف المعارضة في المجلس النيابي، والرد على المفسدين الصاع صاعين».

وبدأ الأمين العام لـ «الوفاق» الشيخ علي سلمان كلمة بدعوة الحضور إلى وقفة وفاء «إلى الشهداء وأسرهم الكريمة وإلى المعذبين والمضحين على مدى عقود من أجل الحرية والكرامة، إلى قائدنا الراحل الشيخ الجمري، وقراءة سورة الفاتحة لأرواحهم».

وقدم سلمان شكره لـ «العاملين في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، مقدماً امتنانه إلى «الجماهير على حضوركم الكبير، وعلى دعمكم المستمر لجمعيتكم في كل المنعطفات، وعلى دعمكم لمرشحي جمعيتكم في انتخابات 2002 وانتخابات 2006 وعلى حضوركم اللافت في الخيام الانتخابية لمرشحي «الوفاق» في انتخابات 2010».

ماذا قدمت الوفاق؟

وقال سلمان مخاطباً الجماهير الحاضرة إن «الوفاق أوصلت صوتكم ومطالبكم إلى كل المحافل المحلية والدولية، ودفعت عنكم ضرراً، وحققت لكم بعض حقوقكم ومطالبكم» مكملاً «ألم تكن صوتكم في المطالبة بدستور توافقي حديث يتناسب والألفية الثالثة ويحقق طموحكم في برلمان كامل الصلاحية التشريعية والرقابية في دستور يمهد الطريق إلى ملكية دستورية على غرار الديمقراطيات العريقة تكون فيها السلطة التنفيذية منتخبة من شعبها؟».

وأضاف «ألم تكن صوتكم المحق والعالي في المطالبة بتحقيق دولة المواطنة التي يتساوى فيها جميع الناس بغض النظر عن مذهبهم أو اسم أسرتهم أو انتمائهم القبلي والعرقي؟»

وتابع «ألم تكن الصوت الأعلى في أن الوظائف العمومية لا يجوز أن تعطى لأبناء كبار القوم، ويحرم منها المواطن العادي، أو تعطى على أساس المحسوبيات والواسطات، ويحرم منها المستحق الكفء، ألم تكن جمعيتكم هي التي أسقطت قانوناً حكومياً للتجنيس من داخل البرلمان يُعطي الجنسية بدون أي شروط وضوابط لمن تريد السلطة».

وواصل «ألم تملئ «الوفاق» الساحة الوطنية بالفعاليات الشعبية المختلفة ضد التجنيس، فَمِن الندوات إلى السلسلة البشرية إلى المسيرات الجماهيرية الضخمة، وقد اضطر هذا الحراك الدولة في أن تعيد النظر في سياسة التجنيس، والتي عبر عنها ولي العهد في مقابلة العربية ووزير الداخلية في تصريحاته للصحافة المحلية بالحاجة إلى إعادة النظر في سياسة التجنيس».

وجزم سلمان أن «الوفاق استطاعت أن توجه ضربات قوية لهذا المشروع السرطاني وأن توقف نموه، وأنها ستواصل العمل بالاستعانة بالله وبكم حتى يتوقف هذا المشروع كلياً، وتعالج آثاره السلبية القائمة».

حماية الحريات العامة

وذكر «الوفاق عبر أمانتها العامة وعبر نوابها كانوا من يراجعون مراكز الشرطة حتى منتصف الليل من أجل الإفراج عن معتقل هنا ومعتقل هناك، لقد كانت مساهمة الوفاق كبيرة جداً في جميع الإفراجات التي تمت في الأربع سنوات الماضية، وكانت صاحبة الاعتصام الجماهيري للمطالبة بإطلاق سراح موقوفي «الحجيرة»، وكانت المساهم الأكبر في حماية أسر المعتقلين وحاجاتهم، نقوم بذلك تعبيراً عن رؤيتنا وأصالة منهجنا ولا منة منا على أحد، لأننا ننظر للجميع على أنهم أبناؤنا وأهلنا».

وأضاف «بسبب مواقف نواب «الوفاق» فإن المجلس لم يستطع أن يصدر ولا كلمة إدانة واحدة ضد النشطاء السياسيين والحقوقيين على مدى أربع سنوات».

وقرر الأمين العام لـ «الوفاق» أن جمعيته اليوم «لم تشغلها الانتخابات وهي تقف سداً في وجه الحملة الأمنية وتدافع عن المعتقلين وتدين التعذيب، وتحارب الاختطاف وتعمل على حماية المجتمع من التعديات عبر الخطاب الإعلامي في الداخل والخارج، وعبر اللقاء والتواصل مع المنظمات والشخصيات الحقوقية والسياسية».

وأردف «لازالت تعمل ليلاً ونهاراً وعلى مختلف الأصعدة من أجل تبييض السجون واستتباب الأمن والاستقرار بعيداً عن الحلول الأمنية، وقد دفعت «الوفاق» ثمن ذلك إغلاق موقعها الإلكتروني وإغلاق صحيفتها، ومحاربة مرشحيها والعمل على تشويه صورتها كذباً وزوراً على مختلف الطرق، عبر إعلام الخلية السرية ومطبخها السري».

«الوفاق» في المحافل الدولية

وفي هذا الموضوع تساءل «ألم يكن صوتكم عبر النائب جاسم حسين في نيويورك، وعبر جلال وجواد فيروز في جنيف، وعبر سبعة عشر نائباً يفضح الانتهاكات والتمييز والتجنيس وسرقة المال العام، في المحافل الدولية المختلفة».

الجانب الخدمي والمعيشي

وتابع «قدمت «الوفاق» جهداً كبيراً كان السبب في فرض 170 مليون دينار علاوة الغلاء، وهي وراء تعميم بدل السكن 100 دينار، وهي رافعة ميزانية التعليم والصحة، وإعمار القرى والمدن، وإبقاء مشروع البيوت الآيلة للسقوط على قيد الحياة عبر مضاعفة الميزانية المرصودة لها من 5 ملايين إلى 20 مليون، وبصوت «الوفاق» جاءت زيادة الرواتب من 11 إلى 15% للقطاع العام، وإقرار عدد من الكوادر الوظيفية ككادر المعلمين وكادر الأطباء».

وواصل «كانت «الوفاق» الصوت الأعلى في الميزانية الإضافية حيث وُجهت هذه الميزانية إلى وزارة الأشغال لإكمال الجسور والطرق المعطلة واستطاعت بتضافر جهود بقية النواب في فرض 18 مليون من أجل المتقاعدين وأعطتهم حقهم في الزيادة 3 في المئة سنوياً».

الملف الإسكاني

وفي ملف الإسكان قال «لولا «الوفاق» وجهود مجلسها البلدي الشمالي وكتلتها النيابية لكانت المدينة الشمالية في خبر كان، بعد أن امتدت لها أيدي المتنفذين لتوزيعها على مستثمرين وعلى مشاريع خاصة، ولتعويض خليجيين منها وكأنهم بحاجة إلى أراضٍ، وهاهي المدينة الشمالية اليوم أراضٍ لمشروع إسكاني يقع في مساحة 7 كيلومتر مربع و26 تابع للمدينة عبر وثيقة رسمية».

وواصل «لولا جهود «الوفاق» لما صدرت وثيقة إسكانية لأهالي سترة تسع إلى 5600 وحدة سكنية وغيرها من المشاريع المتعلقة بامتداد القرى، وكان الفضل الأول لـ «الوفاق» في زيادة ميزانية وزارة الإسكان عبر قرض بقيمة 450 مليون دينار، لسنة 2009-2010».

مواجهة الفساد والحفاظ على المال العام

وأشار سلمان إلى أن «الوفاق نجحت في وقف الاستيلاء على فشت العظم وفشت الجارم عبر لجنة التحقيق، ونجحت بامتياز في تسليط الضوء على سرقة الأراضي العامة عبر تحقيق أملاك الدولة، واسترجاع أكثر من 23 كم من الأراضي فيما حول المدينة الشمالية وفي الحد وغيرها».

وأكمل «لولا جهود «الوفاق» لما أُقر إنشاء مستشفى خاص بأمراض الدم الوراثية، وغيرها عشرات القضايا التي يضيق المجال لذكرها».

ماذا ستقدم الوفاق لنا مستقبلاً؟

وأضاف «نعدكم بإكمال هذا الحراك الوطني وبذل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق طموحاتكم وتطلعاتكم وكما عملنا من داخل المجلس ومن خارجه في الأربع سنوات الماضية سنستمر في عملنا بالاعتماد على الله وعليكم، عبر برنامجنا الانتخابي الموجود بين أيديكم بشكل مفصل».

وأوضح «سيكون في مقدمة برامجنا بذل ما في وسعنا لإكمال جهدنا في حماية أملاك الدولة، ومساءلة المعتدين على حقوق الإنسان والمعتقلين، والعمل على النيل من المعذبين والجلادين، وسينال محاربة التمييز قسم وافر من اهتمام نوابنا في الأربع سنوات القادمة، أما النتائج والإنجاز فهو بيد الله».

وطنية «الوفاق»

وتساءل «هذا جهد «الوفاق»، وهذا هو برنامجنا الانتخابي فهل تجدون فيه غير الوطنية واحتضان كل هموم الشعب؟ أليست «الوفاق» حاضنة التحالف الرباعي والتحالف السداسي وكل برنامج وطني؟».

وتابع «المهرّجون، والمتملقون، يتحدثون عن علم «الوفاق»، هذا العلم هو شعار للجمعية، نعتز ونفتخر به، أما العلم الذي نرفعه وندافع عنه فهو علم وطننا، الأحمر بدماء شهداء الوطن، والأبيض ببياض قلوب شعبنا الطيب».

أخلاق «الوفاق» الانتخابية

وتابع «نحن في «الوفاق» نحترم المنافسين الشرفاء من مستقلين وجمعيات سياسية، أما المرتبطين بالبندريين ومقدمي الرشا فقد أسقطوا أنفسهم من أعين الناس قبل صناديق الاقتراع، ونؤكد على نوابنا ومدراء حملاتنا الانتخابية والكوادر العاملة على التمسك بأعلى درجات الصدق والشفافية مع الناخبين وبأعلى درجات الاحترام والأدب مع المنافسين».

ولفت الأمين العام لـ «الوفاق» أن جمعيته «تلزم نوابها بعهد شرف يتضمن معاني راقية للعمل السياسي المؤسساتي وتلزم نوابها بالتواصل مع ناخبيهم في كل أسبوع ثلاث ساعات، وبلقاء عام كل شهر»، داعياً الجماهير لـ «التفاعل والتكامل مع النواب عبر التواجد في هذه اللقاءات وزيارة مكاتب النواب وتقديم المقترحات ووجهات النظر»، مشدداً «بكم وبالنواب، تكتمل الصورة وتقوى قدرتنا نحو تحقيق ما نصبو إليه».

ووجه الأمين العام لجمعية الوفاق نداءً لشعب البحرين قائلاً «أطلب منكم أن تعطوا «الوفاق» والمعارضة نسبة أكثر من نسبة العام 2006، وكلي ثقة في أنكم قادرون على ذلك. فأنتم من قلب التوقعات والمعادلات في مسيرة الأحوال الأسرية، وفي مسيرة التجنيس، وفي انتخابات 2006، فلا تفرّطوا في صوت، لأن أصحاب المطبخ السري يريدون أن يقتنصوا كل صوت لصالح مخططاتهم، وأنتم الأعلون بإذن الله».

وأكمل «بعض النواب يقدمون الكوبونات والرشا من أجل أصواتكم، لكنني أطلب منكم الدعم لحملتنا الانتخابية عبر شرائكم لإصدارات الوفاق»، متابعاً «يعدونكم بالمال، وأنا أدعوكم لأن تتطوعوا للعمل، خصوصاً في حملات مرشحي «الوفاق» في دوائركم، من اليوم وحتى يوم الانتخابات، وكلي ثقة بأنكم ستخذلون المتآمرين وستنصرون جمعيتكم «الوفاق».