ما أن وصلت مطار مملكة البحرين منتدباً من إحدى الشركات كمندوب لها، حتى كان لديَّ تخوف شديد عندما أخبروني بأني منتقل إلى العمل في مملكة البحرين، لا أدري لكن للصورة السلبية التي انتابتني من سماعي عن البحرين وما فيها من المنكرات ممن زارها سابقاً...

لكن قبل أن تطأ قدمي أرض مملكة البحرين قرأت رسالة من أحد الإخوة يمتدح البحرين وطيبة أهلها وكيف أنهم ينشرون بينهم السلام والابتسامة، ثم تلتها رسالة من صديق لي زار البحرين يتحدث فيها عن أهل البحرين وكرمهم وتفانيهم...

وبعد تواصلي مع أشخاص من أهل البحرين ارتحت كثيراً من حسن كلامهم ولباقة حديثهم وترحيبهم بي وكأنني أعرفهم منذ زمن، ولكن مشاهدته بدءاً من وصولي إلى مطار البحرين إلى أن أقمت أذهلني تعامل هؤلاء البشر...

فعزمت على كتابة مقالي هذا عن انطباعي الجميل عن مملكة البحرين وشعبها وملكها وحكومتها ونظامها، لأني مهما قلت ومهما وصفت عن أهل هذا البلد وروعتهم وبساطتهم وتواضعهم وحنوهم حتى على غير البحرينيين، لن أوفيهم حقهم، وأحمد الله أنني في البحرين مستمتع بهذا البلد المعطاة وكأنني ولدت وترعرعت ونشأت فيه...

نعم أقول بـ «الفم المليان» ذهلت من المعاملة الراقية التي وجدتها من هذا الشعب فقد عمل لي نوعاً من السكينة في نفسي وأدخل السعادة والسرور إلى قلبي وأنا أشاهد الترحيب والابتسامة والأخلاق التي لا يتغير فيها شخص عن آخر، وكما هو معلوم بأن الانطباع الأول مهم عند دخولك أي بلد إما يرغِّبك أو ينفِّرك...

لذلك أنتم تستحقون أن نظهر نصف «الكأس المليان» والجانب الإيجابي في البحرين ونغيّر المفهوم الذي ترسب في أذهاننا ممن ذهب قبلنا وترك أثراً سيئاً في نفوسنا عن البحرين لأنه ذهب إلى أماكن الرذيلة وهي موجودة في أرجاء المعمورة فكل مكان فيه الخير والشر...

وحتى أكون منصفاً لكل قاعدة شواذ هناك من كان سيئ التعامل ويرى أن كل أجنبي جاء للبحرين لكي ينعم بخيرات البلد فقط...

والكل يعلم أن في كل مكان المتعجرف والمغرور والسيئ واللئيم والطيب، لكن في هذا البلد كل الموجودين فيه وبالأصح الذين تعاملت معهم صفاتهم جميلة وأخلاقهم رفيعة كأنك تشاهد فرقة موسيقية مرتبة وجميلة تعزف بنغم واحد رائع تشدك وتدغدغ مشاعرك وأحاسيسك وتجعلك في حالة استرخاء وكأنك في حلم جميل لما شاهدته من تواضع وأخلاق فوق الوصف لا يصدق ولا أريد أن أفيق من هذا الحلم...

وهنا أعلن للجميع: يا شعب البحرين ويا أجمل الشعوب هنيئاً لكم هذه الأخلاق النبيلة، وهنيئاً لكم سماحتكم وطيبة نفوسكم، وهنيئاً لكم بملككم، وهنيئاً لنا وجودنا بينكم.