ينعقد في مملكة البحرين هذه الأيام مؤتمر مشروع التعليم 2010 وذلك برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وليّ العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس التنمية الاقتصادية. وفي كلمته التي ألقاها عند استقباله كبار المسئولين والوزراء والخبراء والمختصين في مجال التعليم المشاركين في أعمال المؤتمر أبان سموّه عن مدى حرصه على النهوض بالتعليم باعتباره الضامن الوحيد لتقدم البلاد وازدهارها ومناعتها، مؤكدا أن برامج إصلاح التعليم تحتاج إلى وضوح الرؤية وتحديد الأهداف التي بها نستطيع أن ننتقل بالتعليم إلى المستوى المطلوب من أجل تأهيل شبابنا معرفياً لمزيد من دعم مسيرة التنمية وفق الأسس التربوية والعلمية حتى تعود بالفائدة على تطوير الاقتصاد في مختلف مجالاته. ويأتي هذا المؤتمر في إطار توجّه المملكة للاستفادة من الآخر عبر الانفتاح على تجارب إقليمية ودولية وذلك بتبادل الأفكار والخبرات التي تثري جهود كل الدول المشاركة في المؤتمر. يشار إلى أن هذا المؤتمر انطلق بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وليّ العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس التنمية الاقتصادية. وهذا يعكس العناية الفائقة والوعي العميق بضرورة تطوير التعليم والبحث عن السبل الكفيلة لتحقيق مثل هذه الطموحات المشروعة لشعب مملكة البحرين والخليج العربي عموما حتى يضمن تحقيق معدلات أعلى من التنافسية. وهذه التطلعات لا تتحقق إلا من خلال اهتمام أكبر بالتعليم في مختلف مراحله وتخصّصاته. علما بأن هذا المؤتمر الرائد والفريد من نوعه في المنطقة الذي تحتضنه مملكة البحرين يأخذ صبغة عالمية لا من حيث تنوّع جنسيّات المشاركين فيه وإنما من حيث القضايا المطروحة حيث تناولت الجلسة العلمية الأولى مثلا التحديات التي يواجهها التعليم في العالم وتطارح المشاركون بالمناسبة سبل إكساب المهارات الجديدة للطلبة مع ضرورة تحفيز جيل الانترنت على البحث والتقصّي والفضول المعرفيّ. ولعلّ من أبرز ما أكّده المشاركون في المؤتمر التأكيد على التعليم المهني فضلا عن صياغة تصوّر جديد للتعليم يرتكز على مسلّمة مفادها أن التعليم لا يرتبط بمدة زمنية معيّنة وهو ما أكده «ستيف جويل» رئيس سابق بجامعة واشنطن حين قال: «سنرى أشخاصا في العالم يتعلمون باستمرار ولابد أن يستفيدوا مما يتعلمونه في العمل». مؤتمر مشروع التعليم 2010 يأتي في وقت تمرّ فيه البلاد بفترة سياسية على قدر كبير من الأهمية والتنافس الشريف على الفوز بمقاعد في المجالس البلدية أو في البرلمان. يأتي هذا المؤتمر ليذكّر فرسان السباق بأولويّة الرهان التعليميّ في البلاد خصوصاً وفي الخليج عموما يسائل مؤتمر مشروع التعليم 2010 بكلّ لطف هذه اللافتات التي ازدانت بها البلاد: أليس التعليم ضمن أولويّاتكم؟ أين التعليم من شعاراتكم؟ قلّ وندر أن تجد أحدا من السادة المرشحين قد بوّأ التعليم صدارة اهتماماته أو ذكر التعليم عن قرب أو عن بعد في اللافتات الكبيرة على قارعة الطرقات والشوارع وفي زوايا الأزقة سواء في المدن أو في القرى. نعم هذه تساؤلات رشحت عن ملاحظات متتبّع موضوعيّ لا ناقة له ولا جمل في العملية الانتخابية برمّتها سوى أن يرى التعليم هو الرهان الرابح لكل من يخدم هذا البلد الذي يستحق أفضل ممّا هو عليه بما يتوافر عليه من إمكانات بشريّة وماديّة. نعم يأتي مؤتمر مشروع التعليم 2010 ليقول للجميع التعليم أولاً والتعليم ثانيا والتعليم ثالثا إذ بدون النهوض بالتعليم لا نهضة للشعوب مهما شادت وعمّرت لأن الجهل يهدم صرح العز والمجد ولا ننسى قول نابغة البحرين الشاعر الراحل عبدالله الزايد حين قال: فقمنا نهتدي بالعلم نورا فلمّازال زلزلنا العياء
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"