العدد 2951 - الإثنين 04 أكتوبر 2010م الموافق 25 شوال 1431هـ

رسالة إلى معلّمي

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

أطلّ عليكم أعزائي القراء من جديد بهذا الركن الذي ألفتموه كل اثنين واستمر معكم على امتداد عشرة أشهر مضت...
أطلّ عليكم في غير موعد الاثنين لأني آثرت أن أجدد العهد معكم بتاريخ 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2010 ليكون موعد مقالي الأول للعام الجديد تحية للمعلمين في عيد المعلم العالمي.
فإليك معلمي في كل مكان تحية زكية صادقة لا تشوبها شائبة مهما نهرتني ومهما كنت شديداً معي في إسناد الدرجات ومهما عانيت من طول الواجبات التي كلفتني بها ومهما... ومهما... فأنا لولاك ما كنت أنا ولولا نورك الذي شعّ في أركان قاعات الدرس ما لاح لي مستقبل مشرق ولا كان لي قلم ولا صوت. سيدي وتاج رأسي للمرة المليون كل عام وأنت بخير كل عام وأنت العيد كل عام وأنت الخير.
سيدي المعلم الفاضل أعتذر إليك نيابة عن أصدقائي وأترابي في الصف وأصالة عن نفسي أعتذر إليك عما بدر مني سابقا فما كانت سوى براءة الطفولة وشطحات المراهقة وجرأة الشباب.
سيدي الكريم معلمي في كل مرحلة أنحني إليك تحية تقدير في عيدك الجليل كيف لا والعالم كله اليوم يتفق على أنك المقدم والمفضل والمعزز والمبجل... لكن...؟
ما عساي أقول لك حين أسمع اليوم عن أخبارك الشيء المريع! أين أتوارى خجلا منك حين أرى على النت أو في الموبايلات لقطات وصوراً مؤذية لجلال مقامك؟ أيّ تراب يواريني حين أسمع عن الاعتداء بالعنف عليك لفظيا أو جسديا في بعض مدارس دولنا العربية المسلمة؟
وا ويلاه كيف أقف أمام جليل مقامك والحال على ما هو عليه؟
أي حبيبي وصديقي معلمي وأنيس عقلي ما لي أراني اليوم عاطفيا جدا في خطابي إليك وأنا الذي - ما إن اشتد عودي - حتى أخذت أرميك بسهام نقدي وأدعوك أن تطور نفسك وتخرج من جلباب الشيخ الذي يعلم كل صغيرة وكبيرة إلى دور المساعد على التعلم؟
ما لي أراني مائلا إليك منحازا كأني منك وإليك أو كأني صورة عنك فهل أنا أرثيك في عيدك أم تراني أرثي نفسي؟ لماذا كل هذا؟ لماذا أقول متحسرا عن واقع طلابنا:
أين الأولى إذا ذكر المعلم وقفوا
وإذا وقف أمامهم عن اللهو توقفوا
ولماذا يرد عليّ بعض الطلاب اليوم:
أين المعلم الأب الصديق الأرحم
أتراه غاب عن الوجود أم يا تراه علقم
آه معلمي الكل يتراشق التهم ولا أحد يفهم؟
آه معلمي لو تعود وتشرح لي ما يستعصم؟
آه معلمي لا تقلها هي أزمة قيم؟
عفوا معلمي هي أزمة جيل أضاع قيمة العلم فضاعت معها هيبة المعلم في زمن الذهب الأصفر والأسود والأخضر.
آه معلمي خذها مني ليست نصيحة فالمقام لا يسمح ولكن وصية أنصحك ألا ترجع وترى اليوم حال كل معلم.
ابنك المعلّم
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2951 - الإثنين 04 أكتوبر 2010م الموافق 25 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً