سرّني لقاؤكم أسبوعيا أعزائي القراء في هذا الركن «رؤى تربوية» على امتداد عشرة أشهر، وآن الأوان أن يأخذ هذا القلم نصيبا من الراحة يستعيد معه حيويته بحثا عن الجديد والمفيد مع انطلاقة العام الدراسي المقبل إن شاء الله جعله الله مباركا على جميع العاملين في قطاع التربية والتعليم وعلى كل قرائنا الأعزاء في صحيفة الوسط البحرينية. من خلال هذه التجربة المثمرة، أصدقائي القراء ومن خلال اطلاعي على تعليقاتكم في الموقع الالكتروني للصحيفة استفدت كثيرا من آرائكم ووجهات نظركم وشعرت بالفخر والاعتزاز حين قرأت في العديد من التعليقات تفاعلكم الإيجابي مع المقالات لكونكم وجدتم فيها ملامسة للواقع التربوي؛ إذ حرصت أن أبتعد كل البعد عن التنظير والأفكار المجردة لأعيش –وأنا من صلبه– حقيقة واقعنا التعليمي في مملكة البحرين العزيزة على أهلها والعاملين فيها عموما. والآن ونحن على مشارف الإجازة الصيفية المطولة لعلّ الكثير من أبنائنا الطلاب ومدرسينا الأعزاء قد شرعوا في الاستمتاع بأيام الإجازة كل حسب طريقته ولا يسعني هنا وبمناسبة هذه العطلة الصيفية إلا ان أخاطب الآباء والأمهات والتلاميذ الكبار والصغار بضرورة التوجه الإيجابي نحو المتعة الفكرية والبدنية لأبنائنا التلاميذ، خصوصا وأن الكثير منهم يميلون إلى الراحة والاستمتاع بألعاب مألوفة على أجهزة الكمبيوتر أو على الهواتف النقالة وما شابهها من الأجهزة الالكترونية الحديثة وما أكثرها ايضا. ولعل عامل الحرارة لا يشجع كثيرا على الخروج حينئذ يجد أبناؤنا الطلاب في هذه الألعاب المسلية ملاذا جميلا. قطعا، لا نحرم أطفالنا من اختيار ما يحبون من ألعاب لكن ذلك لا يكون إلا بنسبة 50 في المئة، خصوصا إذا وجدنا أن توجههم سلبيّ في اختيار نوعية الألعاب. وهنا يأتي دور المتابعة والمراقبة الذكية من أولياء الأمور إذ يجدون بمنتهى السهولة على مواقع الانترنيت ألعاب ذكاء عديدة ليس هنا المجال لسردها وحصرها ولكن ما علينا إلا توجيه أولادنا وبناتنا إليها والجلوس معهم ومشاركتهم اللعبة نفسها وتحديهم في ذلك حتى يستأنسوا بمثل هذه اللعاب التي تغذي فيهم قدرة التفكير قبل التنفيذ. إنّ بناء عقل متفوق يتطلب اغتنام الممكنات الحديثة لتحقيق هذا المبتغى النبيل وليس عزيزا على أبنائنا بعض الوقت من حياتنا لنجلس معهم ونلاعبهم بعض الألعاب التي تتطلب الذكاء وفق مرحلتهم العمرية وهنا لا بدّ من حسن اختيار الألعاب بحيث نبدأ معهم بالألعاب السهلة فالصعبة فالأصعب حتى لا يشعر الطفل بالفشل فيترك هذه الألعاب ويهجرها نحو تلك الألعاب السهلة التي لا طائل من ورائها سوى الخمول الذهني والبدني بالجلوس على أريكة المجلس أو مرتبة الفراش لساعات وساعات دون جدوى. أبناؤنا أمانة في أعناقنا مثل ما كانوا أمانة عند مدرسيهم فلنغتنم الإجازة لنحقق معهم إنجازا نوعيا نفتخر به أو تحولا يحسب لهم في مشوار نموّهم الذهني التعليمي ويكتب لنا في ميزان حسناتنا، ولا ننسى الألعاب الحركية الجسدية ؛ فالعقل السليم في الجسم السليم... وإلى اللقاء مني.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"