من هذا الركن الذي رافقكم طيلة عام دراسيّ كامل - ركن رؤى تربوية - ... نعم من هذا الركن الذي عايش حياة الطلاب والمدرسين أسبوعاً بأسبوع ففرح لفرحهم وحزن لحزنهم. من هذه النافذة التي أطلّ منها على واقعنا التربوي أقول: ألف مبروك لكلّ الناجحين، تحيّة إكبار وإعجاب لكلّ المتفوّقين، وقفة تعظيم وإجلال لكلّ المربين والمدرسين الذين عملوا الشهور الطوال من أجل هذه اللحظة، لحظة جني الثمار وما ثمرة عمل المدرسين الخالدة سوى ابتسامة سرور من شفاه أبنائهم الناجحين أو دمعة فرح من المتفوّقين والممتازين. لكن ماذا عن الذين يعيدون بعض المواد أو الذين رسبوا؟ نعم المعيدون خلال الدور الثاني للامتحانات هم أمام فرصة مهمة وحقيقية لتحقيق نجاح ممكن شريطة مزيد من العمل والتركيز خلال الأيام المتبقية وخصوصا أنّ بداية الدور الثاني على الأبواب، فلا تفصلنا عنه سوى بعض الأيام، حيث ستنطلق يوم الخميس 1 يوليو/ تموز 2010 أول امتحانات الدور الثاني لهذا الفصل الدراسي الثاني. ولابدّ من كلمة نصح لأبنائنا الطلاب وخاصّة في الثانوي فلا تنتظروا أبناءنا الطلاب حسنات من المراقبين أو تساهلاً من الملاحظين. إنما أدعوكم أن تجعلوا اتكالكم على الله ثمّ على أنفسكم حتى يكون لنجاحكم طعم ومعنى وصدقية، إنّ الأيام المتبقية كفيلة بإتمام المراجعة وبلوغ القصد فلا تتأخر عزيزي الطالب في تنظيم وقتك وتكوين مجموعات مصغّرة للمراجعة ولمَ لا مراجعة مدرّسيك في المدرسة ويا ليت لو تتحرّك المدارس بشكل إيجابي في احتواء الطلبة المعيدين والأخذ بأيديهم على غرار بعض المدارس سابقاً، حيث يقع جدولة حصص دعم في المواد الرئيسية التي يقدمها الطلاب والتي غالباً ما يرسبون فيها وأعني الرياضيات والعربية والانجليزية وحتى بعض المواد الأخرى التي يجد الطلاب فيها صعوبة وكان الطلاب يأتون يوم الامتحان قبل ساعة إلى المدرسة ويجدون مدرساً متطوّعاً لتقديم حصة يشرح فيها أهم المسائل ويجيب فيها عن آخر أسئلة الطلاب قصد تثبيت المعلومة المهمّة أو تنظيمها وكان المدرس المتطّوع مبكراً في الحضور ويساعد الطلاب فيعفى من المراقبة في ذلك اليوم لقاء قدومه المبكر. إن مثل هذه التجارب في خدمة الطلاب سواء في الدور الأول أو الدور الثاني تصبّ في مصلحة التلميذ. كما أن هناك الكثير من التجارب والأفكار التي يمكن أن تخدم الطلاب وتحقق لهم أحلامهم. لكنّ بعضهم يرى أن النجاح في الدور الثاني لن يؤثر في معدّل نجاح المدرسة ككل أو في مرتبتها بين المدارس لذلك يفتر الاهتمام بالطلبة في الدور الثاني لكن يتجاهلون أن فرحة النجاح تهمّ أولئك الطلبة وحقّ لهم ولعائلاتهم. إن تنظيم حصص دراسية صباحية للتدارك ممكن جداً خلال الأيام الفاصلة بين ظهور نتائج الدور الأول وبداية الدور الثاني، حيث يقع إعلام الطلاب بجدول تدارك مصاحبة لجدول الامتحانات التي سيعيدها الطالب الراسب وبذلك سيستفيد التلاميذ من هذه الحصص على أن تبقى اختيارية للتلاميذ ومجانية طبعاً. عموماً كان بالإمكان التفكير في أحسن ممّا هو كائن وتطبيق ما هو أفضل كلّ ذلك من أجل مدّ يد العون والمساعدة للطلاب في الدور الثاني سائلين الله عزّ وجلّ أن يلحقوا بإخوانهم الذين سبقوهم إلى النجاح.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"