«وحُصِّلَ ما في الأوراق»...هكذا صدح أحد الطلاب عقب امتحان حين سئل عن الإجابة التي كتبها في دفتر الأسئلة. ما أبلغ إجابته، وما أروع مقالته، حقّاً إنّ في جوابه لمن الحكمة ما يجعله «طالباً حكيماً»، فما الغاية من معرفة مدى تطابق إجابتك مع جواب صديقك حيث لن تزيدك معرفة الجواب إلاّ حيرة واضطراباً ولن تملأ قلبك إلا خوفاً من الامتحان الذي يليه. لكن ماذا لو نتخلص من الامتحان الذي خرجنا منه ونترك التفكير في صحة الجواب من خطئه عند باب قاعة الامتحان ونحن نغادرها ونعطي لأنفسنا فرصة الراحة ثم التفكير في الامتحان الذي يليه، لكن لا يعني هذا أن الإعداد للامتحان الجديد يكون بعد الانتهاء من السابق له، وإنما المقصود أن نطوي صفحة الامتحان الذي أنجزناه. ثم بعد راحة خفيفة نقف وقفة تأملية نقدية لننظر مدى تحكم الواحد منا في المقدار الزمني للامتحان: هل تحكمت جيداً في الوقت؟ هل راجعت الإجابات قبل تسليمها؟ ربّما هذا هو الباب الوحيد الذي أفتحه لأنظر منه إلى الامتحان السابق، ذلك أنه قد حُصِّلَ ما في الأوراق ولن يتغيّر من مصير ورقة الإجابة شيء. ولعلَّ ذلك من التفكير الإيجابي في فترة الامتحانات. وهكذا تساعد نفسك على التخلص من الضغط النفسي في هذه المرحلة: مرحلة الحصاد من العام الدراسي، وهنا وجب التنويه إلى ضرورة ثقتك في ربك وفي نفسك ثمّ في المدرسين والمدرسات الذين سيضطلعون بمهمة التصحيح: نعم التصحيح حيث لا ينفع ندم ولا آهات إلا من أتى الورقة بإجابة دقيقة تقنع المصحح. تثق في قدراتك وأنت تخط الجواب الصحيح بفضل حسن استعدادك وعملك الدؤوب خلال كامل الفصل الدراسي، ثمّ تثق في المصحح من حيث أنه إنسان يقوم بعمله وفق معايير حيث لا يصحح الورقة على هواه بل مراقب بوازع الضمير ورؤساء لجان التصحيح والمراقبين من الأخصائيين والموجهين الذين يمرون على مراكز التصحيح فيطلبون أي ورقة بطريقة عشوائية لمراقبتها والتأكد من دقة تصحيحها. ومن هنا يتأكد أن عمل المصحح سليم بنسبة كبيرة وخال من الخلل بإذن الله. لذلك اجعل ثقتك في الله كبيرة وفي نفسك ثم في المصححين وإن شاء الله من الناجحين بل من المتفوقين والممتازين.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"