حين تقترب الامتحانات ويشرع طلابنا في جني ثمار تعبهم يتساءل البعض: لمن الدور الأهم في هذه المرحلة بالذات بعد أن انتهت الدروس وحُصّل ما في الصدور؟ قطعاً يتقاسم الجميع المسئولية بنفس القدر من الأهمية لإنجاح هذه المرحلة الأخيرة من العام الدراسي. وأيّ مرحلة! إنها الأهمّ إنها موسم الحصاد. لذا فالمعلم والتلميذ والإدارة المدرسية والوليّ أباً كان أو أمّاً كل أولئك كان مسئولاً. لكن برأينا أن دور العائلة الآن هو الأهمّ إذ لاشك أنّ جواً ملائماً داخل البيت وتأطيراً عائلياً جيداً سيكون له الأثر البالغ إيجابياً بإذن الله في رفع نتائج الأبناء. فالدور الأهم إذن هو لأولياء الأمور والإطار الأسري بصفة عامة. من هنا جاز لنا التذكير لمن يعلم وربما نسي، ووجب علينا تنبيه من هو غافل عن هذا الدور المهم بل الأهمّ! فكما نعلم جيداً أنّ فترة الامتحانات تمتد عادة على أكثر من أسبوعين ولا يخفى على أحد أنها تتزامن هذا العالم مع انطلاقة كأس العالم لكرة القدم جنوب إفريقيا 2010 وللأسف تكون أوقات المباريات ابتداء من الساعة الثانية ونصف وتنتهي في حدود منتصف الليل أو بعده ونظراً لخطورة الوضع ارتأينا اليوم طرح هذا الموضوع. صحيح أن قليلاً من التسلية والترفيه ضروري للطالب حتى يستعيد نشاطه ويستردّ أنفاسه وقواه بين فترة وأخرى لكن إذا طالت وتجاوزت الحدّ انقلبت إلى الضدّ. ولعلّ أحسن الطرق للتسلية خلال فترة الامتحانات هي التوجه إلى الأماكن المفتوحة، ومنتزهات الألعاب للتخفيف من الضغط النفسي للامتحانات؟ أمّا البقاء أمام التلفاز في مكان مغلق ولوقت طويل فهو لا يساعد على الاسترخاء واستعادة الطاقة والنشاط. إنّ مشاهدة التلفاز وقتاً طويلاً ترهق الأعين التي نحن في أمسّ الحاجة إليها خلال الامتحانات، لذلك نعتقد جازمين أن أفضل الحلول هي وقفة حازمة من الآباء والأمهات ضد رغبات أبنائهم في هذه المرحلة الحرجة من العام الدراسي، حيث لابدّ من التعاطي بكل عقلانية ومسئولية وحزم مع رغبات أبنائنا وخاصة الذكور في متابعة مباريات كأس العالم والاستمتاع بنجومهم المفضلين في أكبر تظاهرة دولية. إن وضع خطة زمنية للمراجعة وحسن توزيع الوقت بين المواد، فضلاً عن اختيار الرفيق المناسب للقيام بالمراجعة الثنائية إذا اقتضى الأمر... كل ذلك وغيره من العوامل لكفيل بإنجاح هذه المرحلة من حياة أبنائنا المدرسية. إذن نرجو من أبنائنا الطلاب في هذه المرحلة أن يكونوا إيجابيين جداً في التعامل مع الزمن وأن يكون مستقبلهم هو الهمّ الأكبر. كما لم يعد خافياً ما على العائلة من واجبات يجب أن تتجنّد لها وتتبادل الأدوار في تنفيذها: أباً، أماً، أخاً، أختاً فالجميع في حاجة للجميع ولا تلقى المهمات على عاتق واحد من أفرادها فقط.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"