العدد 2817 - الأحد 23 مايو 2010م الموافق 09 جمادى الآخرة 1431هـ

الأدوار النهائية وحلم التفوّق

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

في مثل هذه الأسابيع من كل سنة تلعب الأدوار النهائية من ذلك الأنشطة الرياضية في المدارس أو في البطولات العالمية وحتى في الدوري المحلي، فيتوّج الأبطال بالكؤوس وتوشح صدورهم بالميداليات، بل وتوضع على رؤوس بعضهم التيجان، تلك هي لذة النهايات، وها نحن مع نهاية العام الدراسي الذي بدأ عدّه التنازلي منذ أيام قليلة، حيث سيشرع طلاب الثانوي في الامتحانات العملية ثم الامتحانات النهائية بالتوازي مع امتحانات الجامعات ثم المراحل التعليمية الأخرى... والجميع في حلم التتويج بالكأس كأس التفوّق الدراسي... لكن من يحق له أن يحلم؟ ومن لا يجوز له الحلم؟
نعم لا وصاية على الحلم فهو حق طبيعي لكل إنسان ولكل منا حلم أو أكثر، لكن أحلام الحقيقة لابد أن تبنى على أسس منطقية.
هل يعقل أن يحلم طالب أضاع كامل السنة في اللعب واللهو بمختلف أشكاله بالتفوق في النجاح أو حتى بالنجاح نفسه؟
طبعا لا فالحالم من التلاميذ لابد وأن يكون قد استعدّ جيدا وفرش طريق نجاحه بالاجتهاد والعمل والمثابرة حتى يحلم بما لذّ له وطاب من أشكال النجاح. ذلك أنه بنى حلمه على أسس معقولة ومنطقية فهو بإذن الله قد ضمن نجاحه وما بقي سوى التعرف على نوع هذا النجاح.
لكن تتملكني الدهشة حين أرى بعض شباب الثانوي وقد أفنوا فصلهم الدراسي في اللامبالاة بمختلف أشكالها ما بين غياب وعدم حرص على لوازم الدرس بل ونوم أحيانا في الصف من شدة التعب جراء السهر في ما لا يسمن ولا يغني من جوع... هؤلاء الطلاب تجد بعضهم يتبجح بالقول إني أحلم بالنجاح؟
فهل النجاح هبة من السماء؟ قطعا ان التوفيق من الله، ولكن المؤمن يتوكل على الله ويتخذ الأسباب لتحقيق الغايات.
وها هي الأيام تتالت واستقام العام الدراسي واستوفى شروطه القانونية ولم يعد للطلاب عذر في تأخير انطلاقة الدروس أو غير ذلك من التبريرات التي يعلق عليها بعض الفاشلين خيباتهم.
إذن سيقف في هذه المرحلة كثير من الطلاب على حقيقة مستواهم ولابد لهم قبل ذلك من وقفة تأمل فاحصة ذاتية يحاسب فيها الواحد نفسه ويراجع أخطاءه قبل فوات الأوان، فمهما ضاع من الوقت فالتدارك ممكن وشرف المحاولة حق للجميع، بينما الحلم حق للممتازين شرط أن يبنى على أسس منطقية.
المحاولة ممكنة للجميع لكن لتكن المحاولة الشريفة النزيهة لا تلك التي يختلط فيها الحابل بالنابل والحق بالباطل و»البرشام» بالهندام... وأنا على يقين أنك ستدرك النجاح على الأقل أو الامتياز والتفوق إذا كنت من الطلبة المثابرين يوميا.
أما الحلم بالامتياز والتفوق فهو حق الممتازين، إذ آن لهم حصد الجوائز وآن لرؤوسهم أن تكلل بالتيجان... نعم حُقّ لمدرسيهم الحلم بنتائجهم المنتظرة وحقّ لمدرستهم أن تفخر بهم ولأولياء أمورهم أن ترتفع أعناقهم فهم آباء وأمهات شاركوا بقسط وافر في تحسين نتائج أبنائهم وبناتهم وصنع مستقبلهم.
وإذا كتبت في نهاية الفصل الدراسي الماضي «النجاح استحقاق وليس حقا» فأنا أضيف هنا «الحلم استحقاق وليس حقا للجميع».
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2817 - الأحد 23 مايو 2010م الموافق 09 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً