لم أتأخر عن قبول الدعوة حين وجّهت إليّ اللجنة الاستشارية للمعلمين دعوة لحضور إحدى فعالياتها التي التأمت صباح يوم الخميس 15 أبريل/ نيسان 2010 بصالة اللجنة الكائنة بمبنى المعهد السعودي البحريني للمكفوفين بمدينة عيسى. لبّيت الدعوة لأن الموضوع في غاية الأهمية، حيث أدار الندوة عن إدارة الموارد البشرية يوسف عبداللطيف، وترأس اللقاء رئيس اللجنة الاستشارية في الفترة الحالية علي حسن محمد. وقد تناولت الندوة موضوع الحقوق والمزايا التقاعدية. وكذلك لبيت الدعوة لما لمسته على امتداد أكثر من سنة من التواصل مع اللجنة الاستشارية من عمل دؤوب تنهض به لفائدة المعلم في مملكة البحرين دون فرز أو إقصائية لمعلم بحريني أو لمعلم متعاقد عقدا خارجيا مع وزارة التربية. أمّا بخصوص الفعالية الأخيرة ندوة الحقوق والمزايا التقاعدية فقد تناول المحاضر فيها بعرض شيق وواضح مسائل كثيرة تشغل بال المعلم كلما فكر في التقاعد وأجمل ما ختم به كلامه هو دعوته ألاّ يضع المعلم والموظف عموما نصب اهتمامه فقط الجانب المالي المادي عند التقاعد، بل أن ينظر إلى الوجوه الأخرى للتقاعد سواء المبكر بشراء بعض السنوات تعجيلا بالتقاعد أو التقاعد الطبيعي في وقته الاعتيادي حسب مدة خدمة كل موظف. ثم فتح باب نقاش ثري شارك فيه عدد من المعلمين والمديرين الحاضرين لتزداد الندوة حيوية وثراء بتبادل وجهات النظر وتقاسم المشاغل والإجابة عن بعض ما راود الأذهان . والحقيقة ليست هذه الندوة سوى قطرة من فيض أنشطة اللجنة الاستشارية للمعلمين التي يرأسها في دورتها الثانية علي حسن محمد رجل مجتهد في ميدانه حرص منذ تستلم مهامه على مزيد من دفع عجلة التواصل بين اللجنة والمعلمين «وتعزيز الشراكة والتواصل بين التربويين في الميدان والقيادة التربوية للارتقاء بالعملية التعليمية وفق رؤية ورسالة وأهداف وزارة التربية والتعليم «باعتبار ذلك هو الهدف الاستراتيجيّ للجنة الاستشاريّة». وفي هذا الإطار وتحقيقا لهذه الأهداف النبيلة تحققت كثير من الأعمال والإنجازات في إطار الخطة الاستراتيجية والإجرائية للجنة الاستشارية للأعوام الدراسية 2009 - 2011. من ذلك أنها شاركت بالتعاون مع لجنة الاحتفال بيوم المعلم العالمي ومركزي مصادر التعلم بالمنامة والمحرق في معرض تربوي حمل عنوان معلم مبدع... مستقبل مشرق، وذلك في مجمع السيف التجاري ولقد شجعت اللجنة كثيرا من المبدعين والفنانين من المعلمين باقتراح شراء بعض أعمالهم حيث لقي هذا الاقتراح صدى طيبا لدى سلطة الإشراف فضلا عن ارتياح المعلمين لهذه البادرة التي تنمّ عن تفكير عميق وروح تعاونية لدى أعضاء اللجنة . ليس هذا فحسب، إنما طموح اللجنة في الآونة الأخيرة بعيد المدى، لكنه حقيقة بعد أن كان حلما، من ذلك محاولاتها نحو توفير بعض الخدمات التي تهدف إلى دمج المعلم بكافة الأنشطة والفعاليات المجتمعية والترفيهية وذلك من خلال إبرامها لعقد مع إدارة الحديقة المائية (جنّة دلمون المفقودة) يخول المعلمين للاستفادة من عروض مخفضة خاصة للاستمتاع مع عوائلهم بالأجواء الخاصة في الحديقة. ومن الفعاليات المهمة أيضا المخيّم الشتويّ الذي ترعاه اللجنة ضمن أعمال المخيم السنوي لوزارة التربية والتعليم حيث استفاد منه هذه السنة ما يناهز 1000 مشارك وقد كان ذلك يوم الجمعة 5 مارس/ آذار 2010 تحت رعاية وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي. وإن ننس فلا ننسى مساهمة اللجنة في العمل الإعلامي التربوي من خلال نشرة المعلم التي تصدرها بشكل فصلي وقد ظهر العدد السادس منذ أيام قليلة في ثوب جميل ومحتوى قيم ولم تقتصر مساهمة اللجنة إعلاميا على إصدار هذه النشرة بل توفّر للمعلمين على شبكة الإنترنت موقعا باسمها يسهر على تصميمه وتحيينه علي أحمد نوح ويعتبر هذا الموقع وتلك النشرة الواجهة الإعلامية للجنة الاستشارية. قد يطول الحديث عن أعمال اللجنة لفائدة المعلم ولعلنا نستبق الحوادث إذ نفيد قراءنا أنها تخفي مفاجآت جديدة للمعلمين سترى النور في إبانها، إن هذه اللجنة واحدة من المؤسسات التي تستحق التنويه بأعمالها لما لها من أثر طيب على المعلم أولا وما يمكن أن يترتب عنه من آثار إيجابية على المتعلم فكلما لقي المعلم العناية والتشجيع والاهتمام كلما ازداد حرصه على أداء عمله بل وإتقانه لينخرط أكثر فأكثر في منظومة الجودة. لذلك نحن ننتهز هذه الفرصة لنحيي اللجنة الاستشارية على مجهوداتها ونهمس في أذنها بضرورة الوقوف على مشاغل المعلمين داخل المدارس ولعب أدوار متقدمة في حل بعض القضايا العالقة إداريا وفنيا وذلك بالقيام بزيارات للمدارس والاستماع إلى المعلمين بدلا من انتظار مجيئهم إلى مقر اللجنة التي ولا شكّ أنّ أبوابها مشرعة على الدوام لكن لا تنسوا أن أرجل المعلمين مكبلة بدوام تنوء به أولو العصبة من الأنام.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"