العدد 2747 - الأحد 14 مارس 2010م الموافق 28 ربيع الاول 1431هـ

مبادرات رائدة بالمدارس الخاصة: بوركتم سندا للغة والثقافة العربيّة

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

كثيرا ما يتردّد على ألسنة المتابعين للميدان التربوي نقد لاذع للمؤسسات التربوية الخاصة من حيث قلة عنايتها باللغة العربية ومواد الاجتماعيات وعدم حرصها الشديد على تثبيت عنوان الهوية في أبنائنا الصغار الذين اختار أولياؤهم أن يضمّوهم إلى إحدى المدارس التعليمية الخاصة.
ولقد حرصت «التربية» على الإشراف منذ مدة على مراقبة هذه المؤسسات والنظر في مدى كفاءة المدرسين وخاصة في تدريس اللغة العربية والاجتماعيات نظرا لما لهذه الحصص من أثر بليغ في تكوين المتعلم اللغويّ والثقافيّ وغرس القيم المجتمعية العربية الإسلامية فيه فضلا عن قيم التسامح والحوار والانفتاح على الآخر من خلال كتب التربية للمواطنة التي كثيرا ما يهملها بعض المدرسين في المدارس الخاصة ربما لعدم اقتناعهم بجدواها أو لقلة عدد الساعات المخصصة.
وبما أن شعار الجودة الذي رفعته وزارة التربية ينطبق على المدارس الحكومية والخاصة وتماشيا مع توجه الوزارة في الاهتمام بهذه المواد بدأت بعض القيادات المدرسية في المؤسسات الخاصة تعمل جادّة على إيجاد المربين المؤهلين لتدريس الاجتماعيات والعربية بعد أن كانت هذه المدارس تدمج هذه المواد عند نفس الأستاذ.
غير أن الدافع الذاتي والمبادرة الشخصية عند مدرسي اللغة العربية أو الاجتماعيات أهم من سلطان المراقبة الذي مهما اجتهد وتابع فلن يستطيع تغطية واقع كل الحصص المدرسية في هذه المواد وغيرها.
ومن منطلق هذه القناعة المبدئية بادرت بعض المدارس الخاصة بتفعيل حصص الاجتماعيات واللغة العربيّة بفعاليات لافتة للانتباه، فعلى سبيل الذكر أقامت المدرسة الفرنسية بالبحرين وللسنة الثانية على التوالي مهرجانا أطلقت عليه اسم «اليوم العربي» وذلك يوم 18 فبراير/ شباط 2010 بحضور ممثلين عن وزارة التربية - إدارة التعليم الخاصّ وحضور سفير جمهورية فرنسا بالبحرين.
علما أن انطلاقة هذه الفعاليّة كانت في العام الماضي وذلك يوم 28 مايو/ أيار 2009 في نسختها الأولى. وتمثلت هذه الفعالية في إشراك الطلبة من الجاليات العربية وفي مقدمتهم طلبة مملكة البحرين المنتسبين إلى هذه المدرسة بإعداد مشاريع (لوحات، مجسمات، أعلام، صور، زخارف، نقود قديمة، تحف، ثياب...) تعكس الموروث الثقافيّ لكل بلد عربي.
كما قدم الطلاب العرب المشاركون عروضا من الفن الشعبيّ لبلدانهم، إضافة إلى عرض أزياء للباس التقليدي لكل بلد عربي. كما أقام مدرسو اللغة العربية العام الماضي بهذه المؤسسة مسابقات بين الصفوف مثل مسابقة «من الأفضل؟» وذلك في مهارات التعبير والقواعد والإملاء والإلقاء والترجمة من الفرنسية إلى العربية. واستحسن الطلاب وأولياء الأمور هذه الفعاليات نظرا لمدى حاجتهم إلى أن يثبتوا عرى التواصل بين أبنائهم وثقافتهم العربية لغة وتراثا. أما البادرة اللافتة هذا العام فهي ما أقدمت عليه مدرسة ابن خلدون الوطنية، إذ أطلقت منذ شهرين تقريبا مسابقة «ربيع الكلام» تزامنا مع مهرجان ربيع الثقافة السنوي، وهي عبارة عن مسابقة في الشعر الفصيح والنبطي والقصة القصيرة على مستوى مدارس الخليج الثانوية واختار قسم اللغة العربيّة في المدرسة بقيادة رانة النزال موضوع الحرية للنصوص التي سيشارك بها الطلبة، وبادر الكثير من طلبة مدارس البحرين إلى المشاركة فيها ومن المنتظر أن يقام حفل على مستوى كبير لتكريم الفائزين في الأيام المقبلة.
إن إرادة مدرسي اللغة العربية وخصوصا القائمين على أقسام اللغة العربية والاجتماعيات في المدارس الخاصة بالذات هي المحرك الأساسي لكل بادرة طيبة يمكن أن ترسخ طلابنا في تربتهم العربية، إن هؤلاء المدرسين هم في الحقيقة الجبهة الخلفية والأخيرة التي تناضل من أجل المحافظة على لغة الضاد فإذا تهاونوا في هذه المهمة فعلى اللغة السلام.
فتحية إكبار لمدرسي اللغة العربية والاجتماعيات في المدارس الخاصة عموما ومدرستي ابن خلدون والمدرسة الفرنسية في البحرين خصوصا على مثل هذه المجهودات لما فيه خير اللغة العربية والمواد الاجتماعية.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2747 - الأحد 14 مارس 2010م الموافق 28 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً