منذ إقرار الحصص الإثرائية بالمدارس الثانوية تحرّكت جهات مختلفة من أجل العمل على تأثيث هذه الحصص بالمادة العلمية والعملية المناسبة لها . حيث أن بعض هذه الحصص منذ البداية وربما إلى الآن بقيت من دون منهج، لكن إرادة القيادة المدرسية الناشطة استطاعت أن تضع خطط العمل لتفعيل بعض الحصص مثل إبداع صحافة وحصص مصادر التعلم. غير أنّ مجهود المعلمين في هذه الناحية مهما بلغ من الإتقان لا يعدو أن يكون مجرد محاولة من غير ذوى الاختصاص (معلم العربية / لحصص الصحافة أو معلم الإنجليزية لمصادر التعلم...). وفي إطار سدّ هذه الفراغات بادرت إدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم وحدة البرامج التربوية منذ سنتين بتنظيم الملتقيات والمؤتمرات الإعلامية التربوية كان أوّلها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 بصالة وزارة التربية بمدينة عيسى بعنوان «الإعلام ودوره التربوي في المدارس» وثانيها في أكتوبر/ تشرين الأول 2008 بعنوان «الإعلام المدرسي ودوره الوطني» بمدرسة السنابس الإعدادية للبنات وقد وقع التمهيد لهما بلقاء جمع المدرسين المكلفين بحصص الصحافة المدرسية مع رؤساء تحرير ومنتجين فنين بصحف محلية في أبريل/ نيسان 2007 ولقد استأنس المدرسون الحاضرون بهذه المحاضرات واللقاءات والمقترحات في عملهم داخل الحصص المخصصة لإبداع / صحافة مدرسية، إذ تبادل المؤتمرون الخبرات واستفاد البعض من البعض الآخر وكان من المنتظر أن تتواصل هذه المبادرة الطيبة بداية هذا العام الدراسي لكن استغربنا من انعدامها وخاصة أنّ الوقت كان مناسبا في بداية العام الدراسي بحكم تعطل المدارس أو بالتحديد عدم مداومة الطلاب وتوفّر الفراغ الزمني للمدرسين. فهل ذهبت وولّت هذه السنّة الحميدة التي دأبت علينا إدارة الخدمات الطلابية؟ هل كانت وفاة اختصّاصي الإعلام التربوي المرحوم فتح عبدالقادر سببا في تأجيل هذا الملتقى؟ كانت قد رجّحت هذا الأمر في البداية لكن ذلك لم يشفِ فضولي ورغبتي في مثل هذه الملتقيات المفيدة بل ذهبت عكس ذلك وقلت: إن من المفروض أن يتمّ انعقاد الملتقى وفاء لروح هذا الرجل الذي عمل السنين الطوال في مجال الإعلام التربوي سواء ببلاده في جمهورية مصر العربية الشقيقة أو خلال عمله بوزارة التربة والتعليم في مملكة البحرين. حقّا كان المرحوم فتح عبدالقادر مرجعا لا ينضب علمه في مجال الصحافة المدرسية بل كان نموذجا يحتذى في الإخلاص للعمل بمهنية واحترافيّة عزّ نظيرها فهو لم يبخل علينا بتشجيعه للطاقات العاملة في هذا المجال سواء بالنّقد البنّاء أو بالنصيحة الأخويّة. من هنا أعتقد أنّ فرصة ممكنة جدا خلال الفصل الدراسي الثاني لهذا العام الدراسي حتى ينعقد مثل هذا الملتقى وفاء لروح الفقيد فتح عبدالقادر وتكريما له ومهما فعلنا فلن نوفّيه حقّه. أجدّد دعوتي لتنظيم هذا الملتقى نظرا للفائدة المرجوّة من ورائه في سبيل تجويد أداء مدرّسي حصص الموادّ الإثرائيّة الصحافة المدرسية نموذجا.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"
