العدد 2712 - الأحد 07 فبراير 2010م الموافق 23 صفر 1431هـ

لأن المستحيل ليس بحرينيا

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

أدركنا نهاية الفصل الدراسيّ الأوّل وحُصِّل ما في أوراق الامتحانات النهائية، وما هي إلا ساعات وتعمّ الفرحة بيوتا كثيرة أو يسود جوّ من الحزن بيوتا أخرى.
وبهذه المناسبة، مناسبة توزيع شهادات نهاية الفصل الدراسي الأول نتقدم لكل طلاب المملكة من خلال ركن رؤى تربوية بأحرّ التحايا وأجمل التهاني على ما أحرزتموه أيها الطلاب من نتائج إيجابية. كما نتقدم لبقية الطلاب من أخفق في تحقيق المطلوب بباقة من النصائح ندعوهم فيها إلى أخذ العبرة مما انتهى وولّى والنظر إلى الأمام بعين التفاؤل والعزيمة القوية.
لكن ما أهم ما نستخلصه من هذا الفصل الدراسي؟
- رغم تعثر انطلاقته وتأخّر بداية الدراسة بسبب توقّي الحيطة من انتشار مرض H1N1 فإنّ هذا الفصل أخذ حيّزه الزمنيّ المطلوب والكافي لإتمام البرنامج.
- لوحظ خلال الفصل الدراسيّ إسراع بعض المدرّسين وتباطؤ بعضهم الآخر في تناول المواضيع الدراسيّة وخاصّة الإنسانية وذلك تفاديا لانقطاعات أخرى عند الفريق الأول أو لاعتقاد الفريق الثاني أن المقرّر لا يمكن إتمامه مهما فعلنا بسبب نقص أيام الدراسة وخاصة مع المقررات المطورة التي تطبق للسنة الأولى.
أما بعضهم الآخر فقد كان همه إتمام البرنامج على حساب التطبيقات والأنشطة بحيث تمّ تركيم المعارف في الدفاتر والاطمئنان على وصولها إلى الطلاب دون كثير تطبيق أو توظيف لها من خلال الأنشطة التطبيقية.
وفي سبيل إتمام المنهج قلّ التركيز على الفروقات الفردية ومحاولات تفريد التعليم داخل الصف الواحد كما تضاءلت نسبة الأنشطة الصفيّة والمسابقات الخارجية والورشات التكوينية للمدرسين وذلك لاغتنام كل حصة ممكنة لإتمام المنهج.
وفي جميع الحالات يعتبر ما قدّمه المدرسون خلال هذا الفصل الدراسيّ الاستثنائيّ أمرا عظيما يستحقون عليه التحية وهو شيء بديهيّ من المعلّمين لكونهم الفئة الرائدة في المجتمع والمثال الأعلى للتضحية والعطاء وتلبية نداء الواجب في ميدان نبيل هو الحقل التربوي.
- كما لوحظ تثاقلٌ من الطلاب بداية الفصل الدراسي الفعليّ بسبب طول مدة الإجازة الصيفية التي امتدت حتى تجاوزت ثلاثة أشهر ما جعل تقبلهم بطيئا في البداية لكن سرعان ما انسجموا واستطاعوا كسب التحدي: المقرر، الزمن، النجاح والامتياز.
لكن في النهاية ما الدرس المستفاد من ذا وذاك؟
- بالإرادة الجماعية تتحقق المستحيلات ونتجاوز الصعوبات لأن المستحيل ليس بحرينيا فبحكم تضافر جهود كل العاملين في قطاع التربية والتعليم تمكنت بعض المدارس من إتمام المقررات ولو بنسب متفاوتة وهو ما يؤكد مقدار إنتاجيّة رجال التعليم.
- لا ينكر أحد أنّ مستوى التحصيل المعرفيّ أقلّ من الفصول السابقة، وقد يقول البعض أنّ العبرة بالكيف وليس بالكمّ. صحيح ولكن أحيانا الكم أيضا مهم ونرجو من المدرسين تدارك بعض النقائص وسدّ بعض الثغرات وخاصة مع تلاميذ الابتدائي والإعدادي بحكم تداول نفس المعلمين غالبا على الطلاب بين الفصلين الدراسيين.
- مهما حاولت بعض النظريّات التعلميّة إبعاد دور الأسرة أو المحيط الخارجيّ في معالجة قضايا التعلّم فإن ذلك لا يمكن أن يتجاوز حيّز النظرية لأن الواقع الميداني يجعل للأسرة دورا بارزا في مثل الظروف التي مرّت بها المدارس خلال هذا الفصل الدراسيّ ولا شكّ أنّ لأولياء الأمور دورا سواء بالضغط على أبنائهم من أجل كسب التحدّي أو الضغط على القائمين على القطاع من أجل أخذ القرارات الصائبة في سبيل إنجاح هذا الفصل الدراسيّ وخاصة بعد أن نادت بعض الأصوات إلى إلغائه تماما أو تأجيله إلى ما بعد عطلة الربيع.
نعم نقول كسبنا التحدّي جميعا طلابا ومدرسين وأولياء أمور ووزارة إشراف فقط؛ لأن المستحيل ليس بحرينيا.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2712 - الأحد 07 فبراير 2010م الموافق 23 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً