ما عادت تفصلنا عن انطلاق الامتحانات النهائية سوى أيام قليلة أو أسابيع معدودة في مختلف مراحل التعليم. ولعل الجميع بدأ يستنفر طاقته لهذه العملية التقويمية المهمة. ولئن وقع التركيز في مقالات سابقة في مثل هذه المناسبات على دور المدرسة والمدرّس والأسرة في توفيق الطالب فإنّني اليوم أخاطب الطالب بشكل خاصّ وأحمّله المسئوليّة الكبرى في نوعية الثمار التي سيجنيها. نعم اليوم هو الطالب فقط من سيخط بأصابعه شهادة تقديره. هو هو الطالب من سيزرع الفرحة في أهله وذويه. هو من سيسعد كلاّ من أمه وأبيه. لقد وصل إلى العين أفلا ينهل من معينها؟ قطعا نحن على ثقة بقدرات أبنائنا الطلبة في هذا الموعد الصعب وعلى رغم التقطع النسبيّ في بداية الفصل الدراسي وعلى رغم طول المقرّرات في بعض المواد فإنّ التفوّق بامتياز ممكن جدا لمن تعوّد على الامتياز. كذا الشأن بالنسبة للجيّدين فهم على درب الممتازين يودّون اللّحاق بهم. لكن ما يحصل هو أنّ فئة ليست قليلة ممّن ألفوا الرسوب أو النجاح بمعدلات ضعيفة قد رفعوا أيديهم منذ أسابيع وأعلنوها هزيمة قبل البدء وجعلوا من الظروف العامة التي حفّت ببداية السنة شمّاعة يعلقون عليها نتائجهم الهزيلة المنتظرة. نعم كثير منهم وخاصة من طلاب الثانويّ ألقوا المناديل منذ مدة وخاصة بعد أن أوشك الفصل الدراسيّ على الانتهاء ولم يصدر عن الوزارة أي قرار بتخفيف المنهج أو إلغاء بعض المسائل المقررة. وبدأت الأفواه قبل الأقلام تنادي بحذف آخر المواضيع من كل المقررات. ولكن... من جهة هذه الفئة من الطلبة ماذا فعلتم أنتم لتدارك الأزمة أليست مسئولية جماعية؟ قطعا لا يفهم من كلامي هذا قسوة على كل الطلبة ولكن للحق فإن فئة منهم تحتاج أن تراجع نفسها وتتوكل على الله ولا تنتظر الهدايا. إن الثقة بالله ثم بالنفس كفيلة بتحقيق النجاح كما أن ثقتنا كبيرة في واضعي الامتحانات أنّهم سيراعون ظروف بداية الفصل الدراسيّ. لكن هذا لا يمنع أن يقوم الطالب بكل واجبه وأن يجتهد ويثابر حتى يستحق النجاح لا بل الامتياز فإن النجاح استحقاق وليس حقّا.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"