العدد 2677 - الأحد 03 يناير 2010م الموافق 17 محرم 1431هـ

عقد جديد من التعليم... بأيّ جديد جئت يا عقد؟

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

وداعا أيّها العقد التليد، مرحبا أيّها العام الوليد... مرحبا أيّها العقد الجديد... ماذا تحمل في جرابك للتعليم؟ عفوا فالجراب وعاء قديم بل ماذا تحمل في برامجك الحاسوبية من جديد للتعليم؟ ماذا ينتظر منك المعلم والمتعلم؟ وماذا تنتظر أنت منهما؟
ليست الإجابة مجال تكهن أو احتمال، بل إنّها من باب الاستشراف العلميّ الدقيق الذي يجيب عنه أهل الاختصاص بدقة متناهية في الدول ذات الأنظمة التعليمية المتطورة. وليس الأمر في هذه الكلمة السريعة سوى رؤية ستقتصر على المعلّم وهو يتحوّل من عقد إلى عقد جديد.
لقد ترك لنا العقد الماضي إرثا ضخما من الإنجازات ليس المجال هنا لتعدادها والإتيان عليها، ولكن الوقوف عند إحداها ممكن جدا، إذ اقتحمت حقل التعليم خلال العشرية الأخيرة الوسائل الحديثة المستندة إلى الانفجار المعلوماتي الكبير والقائمة على توظيف الوسائط المتعددة في مجال التربية والتعليم.
ولا غرو أنّ مقدار الاستفادة منها عظيم جدا ما حدا بوزارة التربية والتعليم إلى إشراك كلّ المدرسين والمدرسات في دورة دولية لقيادة الحاسوب اندفع كبار المدرسين قبل صغارهم إلى الانخراط في صلب التدريب والاستفادة من هذه العلوم الجديدة. ولقد بدأت آثاره تظهر جليا على سير الحصص التعليمية إذ هجر كثير من المدرسين الطرائق التقليدية في الشرح والتحليل نحو طرائق أشد حداثة وجدة وأكثر نفعا وكسبا للوقت وخاصة في بعض المواد مثل العلوم والرياضيات. كما استفاد مدرسو اللغات والعلوم الإنسانية عموما من توظيف هذه الوسائط المتعددة في أداء دروسهم وإن بأشكال متفاوتة.
غير أن الكثير من المدرسين وخاصة في بعض مواد العلوم الإنسانية كالعربية والدين واللغات والاجتماعيات... - ونحن نلج هذا العقد الثاني من الألفية الثالثة - لايزالون متحفظين عن استغلال ما توفره المدارس من أجهزة العرض والحواسيب بحجة ما قد يستغرقه ذلك من وقت ضائع في التركيب والإعداد أو بحجة أن الدرس داخل في باب التجريد منه في باب التجسيد والتجسيم عبر شرائح أو باستغلال برامج أخرى لتوظيفها في الدرس. وليس المجال هنا للتذكير بإيجابيات توظيف الوسائل الجديدة المتوافرة على ذمة المدرسين، وإنما وددت أن أقول لهؤلاء المدرسين المتحفظين أو اللامبالين بالثورة الحاسوبية: إنّ المعارف التي اكتسبتموها خلال دورات قيادة الحاسوب والشهادة التي حصلتم عليها سيذهب نفعها جفاء إن لم تبادروا حتى بشرف المحاولة لتطوير أدائكم والمساهمة الحقيقية في مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل لأنّ من بين أهمّ مقومات المشروع هو التوظيف الإيجابي والنوعي لا الشكليّ للوسائط المتعدّدة. وليس العيب في الفشل خلال المحاولة الأولى أو الثانية وإنّما لابدّ من هذه المحاولات الفاشلة لإدراك الصواب أو الوضعيّة الأمثل لتوظيف الوسائل المتاحة حتى لا يقتصر استعمال الحاسوب على معالجة النصوص ببرنامج الوورد أو إعداد امتحان أو نشاط صفيّ.
سابقا وبالتحديد في نهاية الألفية الثانية كنت أقول – وأنا في ذلك الجزء الغربي من وطننا العربي الواسع - إنّه من المخزي أن ننتمي نحن المدرسون إلى اليوم الجديد من الألفية الثالثة ونحن نجهل استعمال الحاسوب. أمّا اليوم مع مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة - وأنا في هذا الجزء الشرقي من عالمنا العربي المتطور - فأقول إنه من المخزي أن يقتصر استعمال غالبية المدرسين للحاسوب على معالجة نص أو امتحان أو تصفح جريدة على شبكة الانترنت ولا نستثمر كل الإمكانات التي يمكن أن تتيحها لنا برامج الحاسوب قصد تجويد العملية التعلمية التعليمية.
إنّ بعض أنظمة التعليم في الدول المتقدّمة تعيد قياس كفاءة مدرّسيها بين الفترة والأخرى لتتأكد من مدى احتياجاتهم المهنية ومدى صلاحيتهم لقيادة المجتمع إذ لا ننسى الدور الرياديّ للمدرس في قيادة الأجيال التي ستصنع المستقبل الزاهر لكل أمّة. ولكي يضطلع المدرس بهذه المهمة الحضارية لابدّ أن يطوّر من نفسه وآليات عمله كمّا وكيفا وذلك شريطة توفير الظروف الملائمة لذلك.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2677 - الأحد 03 يناير 2010م الموافق 17 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً