العدد 2635 - الأحد 22 نوفمبر 2009م الموافق 05 ذي الحجة 1430هـ

مع المنتصف مرّة أخرى... لم تمنع المسودة في الاختبارات؟

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

تسعى كل الأطراف في المؤسسات التعليمية إلى الأخذ بأيدي الطلاب لتحسين المستوى العلمي وبالتالي الرفع من معدّلات التحصيل الدراسيّ وضمان مخرجات تعليم تجمع بين وفرة الكم وجودة الكيف.
ولتحقيق هذه الغاية توفّر المدارس كلّ بطريقتها الوسائل اللاّزمة والعوامل المساعدة. غير أنني انتابتني الحيرة وأخذني الاستغراب حين سمحت لجنة من لجان الامتحانات للطالب باستعمال مسودّة فأسرع إليّ المراقب وذكّرني بأن ذلك ممنوع وعلى الطالب أن يتصرف في حدود ورقة الامتحان التي أمامه.
استغربت للأمر ورفعت استغرابي لمن هو أدرى مني بحيثيّات المسألة فلم أسمع منه ما يقنعني وتعلّل بأسباب واهية عن منعها، من ذلك أنها تسهّل عمليّة الغشّ بين الطلاب أو لعلّه السبب الوحيد لمنعها في رأيه ورأي كثير من المسئولين.
فهل المسودّة فعلا تسهل عملية الغش؟ وهل هذا سبب كاف لمنع استخدامها في الامتحان؟ أم أنها تسهّل على الطلاب الحلّ وهل تكون سببا في تجويد أجوبته وبالتالي تساعد على ترفيع تحصيله المدرسيّ وتحسين مخرجات التعليم عموما؟
تحتاج الكثير من الموادّ وخاصة في التعليم الإعدادي والثانوي والجامعي إلى استعمال المسودّة بما هي ورقة خارجيّة عن ملفّ أوراق الامتحان. غير أنّ التلميذ يُمنَع من استعمالها في مدارسنا بحجّة توظيفها للغشّ: ولسائل أن يسأل ماذا يفعل المراقب أو المراقبان داخل لجنة الامتحان إذا استطاع بعض الطلبة أن يحوّلوا المسودّة إلى وسيلة غشّ تمرّر بينهم؟
وللحيلولة دون توظيف المسودة للغش يمكن أن يكتب الطالب اسمه ورقمه عليها ويوقّع المراقبان عليها مع ملف الامتحان، فضلا عن اعتماد مسودات بالألوان تكون سريّة توضع مع أوراق الامتحانات في المظاريف السرية كما يمكن أن تحمل ختم المدرسة أو مركز الامتحان أو الوزارة وذلك حرصا على عدم تزويرها.
ليس هكذا فحسب وإنما يمكن أن تكون المسودة بشكل آخر كأن تكون ضمن ملف الامتحان بحيث تكون أمام كل صفحة أسئلة صفحة بيضاء للطالب أن يكتب فيها محاولاته أو تصميم موضوعه الإنشائي أو للتثبت من عملية حسابية أو إملاء كلمة الخ...
وطبعا ليس من شأن المعلم أن يصلح المسودة أو أن ينظر إليها في لجان التصحيح أصلا. أمّا إذا أصرّ الطالب على توظيف المسودة للغشّ فلا مناص من عقوبة تردعه.
من جهة أخرى، لماذا يسمح للطالب في بعض المواد باستعمال الحاسبة، لم لا تمنع طالما أن البعض يحوّلها إلى أداة للغش سواء بما يحفظ فيها من معلومات أو أحيانا بتمريرها لصديقه في اللجنة وهي محملة بالناتج ولولا يقظة بعض المراقبين لتمّت محاولات غشّ كثيرة بالآلة الحاسبة.
إنّ الحاجة ماسّة إلى مسودة وخاصة حين ترى الطلاب في اللجان يستنجدون بالطاولة لكتابة ما ليسوا منه على يقين أو وضع تصميم لترتيب أفكارهم خاصة في اختبار التعبير إذ يدرّب المدرسون طلابهم على وضع تصميم قبل التحرير ثمّ يوم الامتحان يمنعون من المسودة؟
وكما نستفيد من تجارب بعض الدول في وضع المناهج وتطوير المقررات... لماذا لا نستفيد من تجاربهم في الامتحانات إذ تعتمد أنظمة الامتحانات في الكثير من الدول العربية والغربية نظام المسودة.
إنّ المسودّة من الأهميّة بمكان في الامتحانات سواء المنتصف أو الشهرية أو النهائية، والدليل على ذلك سماح بعض المراقبين في اللجان للطلبة باستعمالها بينما لا يسمح بذلك لبعضهم الآخر فأين العدل بين ظروف امتحان هذا وذاك؟
إنّ التعلل بتوظيف المسودّة للغش ليس مقنعا طالما الحاجة إليها ماسّة في الكثير من المواد وفي مستويات تعليمية مختلفة، ولمّا كانت الحلول التعليمية موجودة والغاية النبيلة من ورائها هي تحسين أداء الطلاب في الامتحانات فإنّ التعجيل بإعادة النظر في مشروعية استعمالها أمر ملحّ نرجو أن تكون له آذان صاغية.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2635 - الأحد 22 نوفمبر 2009م الموافق 05 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً