العدد 2628 - الأحد 15 نوفمبر 2009م الموافق 28 ذي القعدة 1430هـ

حين تدقّ طبول المنتصف

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

مع إطلالة هذا الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، تشرع المدارس في إجراء اختبارات المنتصف لهذا الفصل الدراسي الأوّل. وبهذه المناسبة نرجو لكل طلاّبنا في مختلف المراحل التعليميّة نجاحاً باهراً ونتائجَ ممتازة. وككلّ عام، تشهد هذه الفترة من الفصل الدراسيّ استنفاراً على عدّة واجهات وذلك لأهميّة الرهان في هذه الامتحانات من ناحية كونها فرصة سانحة لتقويم أوليّ لمستوى التلاميذ وكذلك للوقوف على مدى توفّق المدرّسين في إيصال المعارف للطلاب. ونظراً للظروف الاستثنائية لبداية هذا العام الدراسيّ فإنّ هذه الوقفة التقويميّة تشكّل أساساً مهمّاً لبناء نجاح الطالب بما يحتسب من علامة نهائية قد يكون لها شديد الأثر على مجموع الطالب في نهاية الفصل وبالتالي على نجاحه أو رسوبه. لذلك فإننا نهيب بكل الأطراف المعنية بشأن المنتصف أن تنهض بالمهمّة المنوطة بعهدتها على أتمّ وجه. وقد يبدو في الظاهر أنّ الطالب هو الطرف المهمّ في هذه الامتحانات وهو فعلاً كذلك مّا يفرض عليه تركيزاً أشدّ وانضباطاً صارماً. غير أنّ الواقع التعليميّ يؤكّد أهميّة دور المدرّس واضع الامتحان ومصحّحه إذ إنّ العقد التعليميّ بين المعلّم والمتعلّم يفرض على الأوّل وضع أسئلة الامتحانات وفق ما تمّت دراسته فعليّاً وما تمّ إنجازه من تطبيقات وما تمّ تدريب الطلاب على حلّه. وهنا نفتح باباً كثيراً ما كان الخوض فيه من المحرمات ألا وهو وضع الامتحانات وتناسبها مع الزمن المخصّص لإنجازها خلال المنتصف إذ يلاحظ أحياناً فارق بين حجم الاختبار والمدّة الزمنية المخصّصة لذلك وهو ما يدعو المعلّمين إلى مراجعة طرق عملهم وتجويدها وإعطائها طابعاً علميّاً حرفيّاً لتفادي مثل هذه المشكلة. ومن الحلول الممكنة إجراء تطبيق مشابه من ناحية عدد الأسئلة ومدى عمقها ومن ثمّ يتبيّن للمدرّس مدى توفق الطلاب في إنهاء الاختبار في الوقت المخصّص ومدى توفّقهم في حلّ معظم الأسئلة حلاّ سليما. وليس هذا فحسب بل يمكن توخّي طريقة عمل علميّة أثبتت نجاعتها في التجربة الميدانية عند بعض المدرسين ونادى إليها الخبراء في الحقل التربويّ وتحديداً في مجال القياس والتقويم ألا وهي وضع نموذج تصحيح لامتحان المنتصف وهو بذلك يقف على بعض الصعوبات أو الأخطاء العلمية التي لا تخلو منها بعض الامتحانات وخاصة في المواد الإنسانية فيقوم المدرس بتعديل بعض الأسئلة أو تغييرها تماماً لعدم تناسبها مع المهارات المطلوب تقويمها وذلك أفضل من أن يفاجأ بها أثناء الامتحان حين يتفطّن لها بعض الطلبة. هذا من ناحية المحتوى العلميّ للاختبار أمّا من ناحية زمنيّته فإنّ مدّة إنهاء المدرّس لحلّ الاختبار لابدّ أن نضاعفها من ثلاث إلى ستّ مرات أو أكثر بحسب مادّة الاختبار والمرحلة التعليمية ونوعيّة الأسئلة المعتمدة وغيرها من العوامل المؤثرة حتى تقع السيطرة على الزمنيّة المطلوبة بدقّة لإجراء الامتحان. ذلك أنّنا كثيراً ما نجد طلاباً لا يتمكنون من إنهاء الامتحان على رغم قدرتهم على مواصلة حلّ الأسئلة حلاّ سليما. كما نجد بعض الطلبة أحيانا ينهون الاختبار في ظرف وجيز من الحصّة وليس الحديث هنا عن المتفوقين جداً أو الضعاف جداً فهم قلّة وإنما الحديث عن عموم الطلبة. إنّ المدرس إذ هو يولي عناية ببناء اختبار المنتصف وغيرها من الاختبارات عموماً فهو يحقق أهدافاً كثيرة لعلّ أهمّها: - تفادي الارتجاليّة التي غالباً ما توقعه في مآزق قد لا يكون الخروج منها إلاّ بالتساهل في الدرجات لإرضاء الطلبة طالما العيب في بناء أسئلة الاختبار. - تحقيق قدر عالٍ من العدالة بإعطاء الطالب حقه الزمنيّ محترماً ضرورة تقويمه في المهارات والكفايات المطلوبة عليه. - يعصم المدرس نفسه من المساءلات المحرجة في نهاية الفصل الدراسيّ عن أسباب تفاوت معدّل درجات المنتصف مع معدّل درجات الاختبارات النهائية. إذ يطمح كل مدرس «محترف» أن تتقارب الفجوة بين المعدّلين أو في أسوأ الحالات أن تكون معدّلات النهائيّ أفضل بقليل من معدلات المنتصف ففي ذلك صدقيّة أكبر بشأن اختبارات المنتصف. إنّ الوصول إلى مخرجات تعليميّة مميزة يتطلب مجهوداً مضاعفاً على جميع المستويات ولمّا كان الاختبار هو من أهمّ وسائل قيس التحصيل الدراسيّ فإنّ الطالب والمدرس ووليّ الأمر كذلك مدعوّونّ كل من موقعه إلى حسن الاستعداد لهذه المناسبة التعليمية وإيلائها ما تستحقّ من عناية حتّى نصل إلى تحقيق الهدف منها. إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2628 - الأحد 15 نوفمبر 2009م الموافق 28 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً