بينما كان أبناؤنا الطلبة وعائلاتهم يستعدّون للعودة إلى المدرسة في أعقاب إجازة العيد إذ بالقرار الوزاري القاضي بتأجيل العودة ينزل على البعض برداً و سلاماً وعلى آخرين نزول الصاعقة. فكما يعلم الجميع، منّا المتخوّفون من هذه العودة وما قد يرافقها من انتشار مرض انفلونزا الخنازير ومنّا دون ذلك خوفاً لأنّهم يعتقدون أنّ التثقيف الصحي المدرسي له دور كبير في ترشيد سلوك أبنائنا بفضل ما يبذله المشرفون والمدرّسون. بل إنّ خوفهم الأكبر من ضياع الزمن المدرسيّ خاصةً وأنّ نصف فصل دراسيّ تقريباً سينقضي دون أن ينال طلابنا شيئاً من العلوم على اعتبار أنّ آخر عودةٍ لتلاميذ الابتدائي ستكون يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول وهو تاريخ يتناسب عادةً مع امتحانات الفصل الدراسيّ الأول. لكننا على يقين كرجال ميدان في قطاع التربية والتعليم من أنّ الوزارة ستدرس جيداً مسألة الزمن المدرسيّ وكيفيّة تداركه. لكننا من جهتنا ندرك حجم المسئولية الملقاة على عاتق المدرسين وأولياء الأمور لتدارك هذه الفجوة الطويلة بين نهاية الدروس للعام الماضي (مايو/ أيار، ويونيو/ حزيران 2009) وبدايتها المرتقبة (أكتوبر/ تشرين الأول 2009). إنّ ما يناهز خمسة أشهر يمكن أن تعبث بمكتسبات التلاميذ من العلوم والمعارف لذلك نودّ الإشارة إلى كل الأولياء أنّ مرحلة التدارك الأولى ستبدأ من الآن و في البيت أوّلا كما لو أنّ المدرسة ابتدأت على الأقلّ وذلك بتوفير بعض الدفاتر والكتب المساعدة والشروع معهم في بعض المراجعات وقراءة القصص وتذكيرهم بجداول الضرب والقسمة وغير ذلك من الأنشطة التي يمكن أن تساهم في تحسين المهارات الأساسية عند الطلاب. ثم من جهة أخرى للأولياء دورهم في تحسيس أبنائهم بضرورة استغلال حصص الدرس جيداً عند العودة المدرسية وذلك بالحضور المتواصل و الاستعداد الذهني والانتباه والتركيز مع المدرسين. غير أن على المدرسين حملاً كبيراً هذه السنة ونحن على يقين من أن الدور الرئيسي سيكون لهم في إنقاذ هذا العام الدراسيّ والأكيد أيضاً أن التشاور بين أصحاب القرار ورجال الميدان سيكون له أثر طيب على سير العملية التعليمية لهذه السنة التي تبدو استثنائيّة منذ بدايتها. إذن نحن على أبواب عام دراسيّ غير عاديّ للأولياء فيه دور كما للمربين وللطلاب وليكن شعارنا فيه الإخلاص في العمل، قوله سبحانه وتعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» صدق الله العلي العظيم.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"